أخبار محلية

استدراج الخليج للمواجهة مع إيران . أ.فادي رمضان إسرائيل الطفل الصغير المدلل الذي طالما اعتمد على والده الولايات المتحدة في بناء علاقاته وكان غطاءا لأخطائه، أصبح الان شابا قادرا أو مجبرا في الاعتماد على نفسه بما يمتلك من قوة عسكرية وأمنية واقتصادية أو قوة في العلاقات الدبلوماسية،

حيث أن الولايات المتحدة الامريكية أصبح جل اهتمامها في سياستها الخارجية على الحرب الروسية الأوكرانية، وفيما كان توجهها قبل الحرب بنقل عدد من وحداتها وتشكيلاتها من الشرق الاوسط الى شرق آسيا لمواجهة الخطر الاقتصادي والتجاري الصيني القادم بقوة، والذي أصبح مهددا رئيسيا لواشنطن وهيمنتها على العالم حيث صرح الرئيس الصيني مطلع عام 2017 “أنا مستعد لملء الفراغ في القيادة العالمية الناجم عن تحول الولايات المتحدة الأمريكية للداخل أكثر من كونها قوة عالمية”.

فبدأت إسرائيل في البحث لنفسها عن حضنا دافئا في الشرق الأوسط معتمدة بذلك على نفسها، بعيدا عن القوة والعربدة والعلاقات السرية المتبعة سابقا والتي انتهجتها منذ اقامتها غير الشرعية على الأراضي الفلسطينية عام 1948، وانتقلت بذلك الى مرحلة جديدة من العلاقات العلنية مع الدول العربية من خلال التطبيع الرسمي وايجاد المصالح المشتركة من خلال التبادل التجاري وغيره من المصالح المشتركة خلال العامين الماضيين،

والجدير بالذكر ما وصلت اليه إسرائيل وواشنطن من قبلها في جعل إيران عدو استراتيجي مشترك لدول الخليج وافساد التقارب الحذر الذي بدأ يظهر بعد المصالحة الخليجية البينية (قمة العلا) في العام الماضي، بين دول التعاون الخليجي وايران والذي تولت الكويت زمام المبادرة فيه لتقريب وجهات النظر، وهذا الشكل من التقارب والذي لا يروق لإسرائيل وواشنطن دفع إسرائيل لاتخاذ زمام المبادرة والتقدم خطوة كبيرة في العلاقات الرسمية مع دول الخليج بشكل عام والامارات والبحرين والسعودية بشكل خاص، مرورا بالتعاون الدبلوماسي والتجاري وصولا الى التعاون الأمني والعسكري.

وأخيرا ما كشفت عنه القناة 12 الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي نشر منظومة رادار في عدة دول في الشرق الأوسط بما في ذلك الإمارات والبحرين، وذلك ضمن رؤية للتعاون المشترك في مواجهة “تهديدات إيران الصاروخية، وخلق منظومة للإنذار المبكر “، وأوضحت القناة أن هذه المنظومة نجحت في توفير إنذار مسبق قبل أشهر عدة عندما أطلقت إيران طائرات مسيرة مفخخة باتجاه إسرائيل، والتي أسقطت فوق الأجواء العراقية.

وبنشر هذه المنظومة التي تم الكشف عنها والعديد من التعاون في مجالات أخرى لم يكشف عنها بعد، وما تم نشره مسبقا في موقع دبكا الاستخباري الإسرائيلي عام 2019 من انتهاء ثلاثة طواقم تابعة للصناعات العسكرية الإسرائيلية العمل على نصب أنظمة دفاعية جوية لصواريخ Spyder-MR حول “سد النهضة” التي تعمل اثيوبيا على انشائه منذ عدة سنوات، وكذلك نجاح الموساد الإسرائيلي في تنفيذ عدد من الاغتيالات لشخصيات عسكرية أو علمية لها علاقة بالملف النووي في ايران وغيرها من الدول، فقد أصبحت إسرائيل تسيطر على كامل المنطقة المشار لها في العلم الإسرائيلي وهو ما يعتقده الكثير من العرب والفلسطينيين -أن الخطين الأفقيين في العلم الإسرائيلي يرمزان إلى حدود ما تسمى “إسرائيل الكبرى” التي تمتد من نهر الفرات في العراق شرقا إلى نهر النيل في مصر غربا- دون احتلال هذه الدول بالمفهوم العسكري،

ولكن تبقى غزة المقاومة والضفة الغربية شوكة في خاصرة هذا المحتل الى قيام الساعة، ومطلوب من المقاومة سوآءا في غزة (والتي أصبحت رأس حربة المقاومة ضد إسرائيل) أو في الضفة بخلق حالة توتر دائمة محسوبة للكيان الاسرائيلي كي تبقى في حالة استنفار متواصلة، وتنشغل في الملف الأمني الداخلي، كما أنه مطلوب زيادة الجهد الدبلوماسي المبذول من غزة والعمل على تطويره لإيجاد مصالح مشتركة مع دول المحيط والخليج كما فعلت مع مصر، وإعطاء هذا الملف أولوية للحفاظ على حيادية هذه الدول أقل القليل بدلا من أن تصبح عدوا لغزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى