وبالوالدين إحسانا
كتب علي اللقيس .
لا ابٌ بدون ام ، ولا ام بدون اب ، متلازمان بمشروعية صناعة الاسرة ، وحينما اوصى بهما الباري قال وبالوالدين إحسانا . إذاً فالله والمشروع يفيدان التلازم بقطبّي الابوة ، أما نحن فأوغلنا بالتفرقة فجعلنا للام عيداً في اواخر صَبَارّةِ القُرِّ وللاب في بداية حَمّارَةِ القَيْظِ ، وللام نُمطرها بما تحتاج وما لا تحتاج ولكن في يومٍ واحد وللاب إعترافاً له بما هو معترف عليه اصلاً دون اي من الملموسات ، ناهيك عن نكأ جراح الفاقدين سواء الاب او الام احدهما او كلاهما فيغدو الفاقد كمن يعيش عقدة نقص ويلجأ الى تصوير القبور والوقوف على اطلال الاسرة التي كانت مجتمعة يوماً دون الاخذ بالاعتبار ان الفراق آت ، فيمر العيد يوماً فيه شيئ من الفرح لصاحب العيد والايام الاخريات من العام لا عيد ولا فرح ولا إهتمام بالوالدين ، فغدت وصية الله طقوساً موسمية للاهل يوماً والادبار باقي الايام ، فيعيش الوالدين على امل ان يأتي العيد القادم ليرمقوا شيئاً من جميل ما اسلفوه لابناء اكثرهم يعيشون لحظات الشوق بعد أن يفقدوا منابع الحنان الى الابد . فلنتوحد جميعنا ولنوحد الاهتمام بالوالدين ونجعل ما تبقى من ايامهم عيداً لعلنا نرضي ربنا بإتمام وصيته ، ونسد اليسير من حقوق الوالدين ، ونصالح انفسنا عما اقترفنا بحقهم في سالف الايام .