سفينة السياسة
🖋️ الشيخ محمد الربيعي
ان على كل سياسي ان يحمل المسئولية.. لكي ينجح!
حيث لا مكان في سفينة السياسة الناجحة، لما يسمونهم ( بفئران السفينة ) ! اذا غرقت هي، هربوا هم! ان الربان الناجح من يتحمل مسؤولية سفينته.. ويسير بها الى شاطئ السلامة.. ويذلل ما يعترضها من امواج ورياح واعاصير.. ويسهر على سلامة ركابها.. ويتجه بها نحو مواطئ السلام.. ويبذل في سبيل ضمان سيرها كل جهد وخبرة وذكاء..!
فاذا تعرضت للغرق.. كان آخر من يتركها .. وقد يغرق معها!
ان الشعور بالمسئولية، وتحملها شيء ضروري، شيء عظيم.. في حياة السفينة، وحياة الامم والاوطان!
محل الشاهد :
يجب على السياسي ان يكون طموحه
السياسة الايجابية.. وهي السياسة الناجحة!
وبترك عنه السياسة السلبية .
لان السياسة السلبية.. سهلة، في استطاعة كل انسان ان يمارسها، اما سياسة الايجاب فهي محك الساسة الناجحين!
لا يكفي ان تقول لا.. لا اريد.
بل عليك ان تقول بعدها: ماذا تريد!.. لا يكفي ان تحمل معول الهدم، بل عليك ان تعمل للبناء والانشاء، لايكفي ان تلغي وتنسف وتعارض وتنتقد، بل عليك ان تبادر الى وضع الاسس الى بناء شيء آخر مكانه..
يجب ان تكون سياسيا ناجحا حتى تكون سياسي شجاعا لان :
السياسي الناجح = السياسي الشجاع والعكس غير صحيح ، لان الشجاعة السياسية دون معرفة و علم ودراية لاتحقق النجاح بل قد تؤدي الى التهور السياسي و معنى ذلك الفشل لا محال …
فأن كان للسياسي مبدأ قد اعتنقه.. فليجاهر به! هل هو معارض؟ هل هو مؤيد؟ مالونه وحزبيته؟ لايجامل حيث النضال، ولا يخاتل حيث القتال، لا يتهرب ولا يهرب، ولا يدفن رأسه من الرمال.
واذا تخلى السياسي عن شجاعته فقد تخلى عنه ايمانه، وتخلت عنه مبادئه .. بل أبرز نواحي خلقه وصفاته!.
اننا اليوم بحاجة جدا الى السياسي المثقف ..
لان معنى سياسي بلا ثقافة = تخبط!
على رجل السياسة ان يقرأ.. كثيرا! يقرأ في كل شيء.. في الادب والتاريخ والفلسفة والطبيعة والشعر وتراجم العظماء وتاريخ الفنون
ان الثقافة “فيتامين” السياسي، وعموده الفقري: انها مصدر لتموله في احاديثه ومنهله في خطبه، ومرجعه في ابحاثه، والسياسي الجاهل مهما كان ذكيا والمعيا وشعبيا ووطنيا.. لن يصل الى النجاح ما دامت جعبته خالية من عنصر النجاح.. الثقافة!”.
اسال الله حفظ الاسلام و اهله
اسال الله حفظ العراق و شعبه