الادمان على المخدرات …
تقربر وحوار خديجة البزال والاء الحاج يوسف .
Bawwababaalbeck
تعاطي المخدّرات هو من أخطر ما يواجه المجتمع اللّبنانيّ اليوم. وخاصه مدينة طرابلس ومدينة بعلبك الهرمل تشير نتائج بعض الدّراسات في لبنان إلى تزايد أعداد متعاطي الموادّ المخدّرة عند جيل الشباب وانخفاض أعمار المتعاطين إلى ما دون 15 عامًا.
هناك عوارض جسدية ونفسيّة، تدمر مستقبل شباب لبنان و تملك القدرة على تدمير الجانب النّفسيّ للمتعاطي، وفي مقدّمتها الحشيش والكوكايين والهيروين.
أمّا بحسب تعريف منظّمة الصّحّة العالميّة فإنّ الإدمان هو “حالة تسمّم متقطّع أو مزمن، تحدث نتيجة استهلاك أو تناول متكرّر لمخدّر ما، سواء أكان طبيعيًّا أم اصطناعيًّا”. كما يُعرف بأنّه حالة نفسيّة وعضويّة تنتج عن تفاعل الفرد مع العقار، ومن نتائجها ظهور خصائص تتّسم بأنماط سلوكيّة مختلفة تشمل دائمًا الرّغبة الملحّة في تعاطي المخدّر، بصورة مستمرّة أو دوريّة، للشّعور بآثاره النّفسيّة، ولتجنّب الآثار المهدّدة أو المؤلمة الّتي تنتج عن عدم توافره. وقد يدمن المتعاطي على أكثر من مادّة واحدة. والأنواع الّتي تحدث الإدمان هي الكحوليّات والمخدّرات كالأفيون ومشتقّاته والكوكايين والحشيش والعقاقير المختلفة. وبعد أن يحصل المدمن على هذه اللّذة تنتابه حالة من المعاناة والتّعب ما يدفعه إلى البحث من جديد على الإشباع مرّة أخرى.(1)
ونظرًا لخطورة هذه المشكلة كان لا بدّ لنا ان نناقش هذا الموضوع مع الدكتور حسين علي عبد النبي عضو نقابة اطباء لبنان
مدير المركز الاستشاري الطبي
استاذ محاضر بعدة جامعات في لبنان
باحث بالعلوم العصبيه والنفسية والاستاذ جوزيف حواط رئيس عام جمعية جاد شبيبة ضدّ المخدرات و متخصص بإعداد برامج تدريبية و توعوية خاصة بالمؤثرات العقلية ضمن برنامج وحدة الساحات…
يقول الدكتور. حسين عبد النبي عن الإدمان عند الشباب
احيانا الانسان هو بحد ذاته يسعى الإدمان و احيانا اخرى لا يسعى لان يكون مستهدف؛هناك فرق كبير بين هذين النوعين….
لنقل مثلا: في بيئة فقيرة ليس لديّ امكانيات لكي آخذ مادة،ليس لديّ.
امكانيات لكي افعل شيء…
اجلس انا و رفاقي اي رفاق السوء …
لنتحدث؛ما رأيكم ان ننجز هذا الموضوع؟
خذ هذه الحبة،ترتاح….
هذه الحبة التي ياخذها ليرتاح منها لكنه لا يعرف ما هي!!؟
ممكن ان تؤدي للادمان …
واضاف إن الكآبة الشخصية تؤدي للادمان،اعود و اقول بأنّ عدم الثقافة الداخلية بالمجتمع؛عدم الثقافة الاسرية عند الانسان المعرّض لهذه الحالات في مجتمعاتنا …
عدم الثقافة بالمدارس و توعية المجتمع لمخاطر الادمان،
هذه ثلاث اعمال ثقافية نعود الى مدى وعينا كإنسان فاعل بالمجتمع من ان لا نأخذ اي شيء لا نعرفه من اي انسان و لا ندّعي بأننا اطباء اذا اردنا ان نعالج مريض .
نأخذ له دواء لنتظاهر بأننا مرتاحين و سعداء.
هذه الفئة الاولى اما الفئة الثانية هي اجمالا من الاغنياء الذين لديهم مادة و يكونون مستهدفين من حيث انه اذا اوقعناهم في هذه المصيدة فلذلك هؤلاء ممكن ان يقدّموا لنا ماديات من مرة الى مرة لاننا احيانا نقع فيها و تعيش فينا بان لا نخرج فيها فلذلك هناك استمرارية الاستفادة من هذه الفئة..
وعلى صعيد الادوية اوضح الدكتور حسين عبدالنبي بانه من بين هذه الادوية نذكر:المهدئات،المنشطات التي ياخذها الرياضيين؛الادوية التي تفعل ادراكاتأ عالية بصرية و سمعية،لا اريد ان اسمي انواع المنشطات و لا اي نوع من انواع المواد التي اتكلم عنها لكيلا يؤخذ هذا الدواء.هناك منشطات تفعل ادمانًا من دون الرجوع الى طبيب؛هناك مهلوسات،يوجد ادوية نوم و يوجد ادوية اعصاب؛هذه الادوية و غيرها من المواد اذا أُخذت بدون استشارة طبيب تؤدي الى الادمان.
اما دور الطبيب هو تشخيص التقييم النفسي أوّلًا هذا اهم شيء بالموضوع؛اخذ التاريخ المرضي للمريض لانه اذا اردنا ان ننقذ انسان من الإدمان لا يمكننا ان نعالج المادة كدواء انقذناه منها و لكن نريد ان نجد اسبابها الرئيسية .
لكي نتخلص من الموضوع الاساسي النفسي؛نعود و نتطرق للمادة الجسدية كدواء….
يقول دكتور حسين؛ كيف نتعاطه مع المريض مثلا افراد العائلة …
عندي فرد مصاب بهذا المرض اي الادمان،كيف يمكنني ان اعرف بانّ هذا الشخص مصابا و ما هي العوارض التي تظهر عليه والتي من الممكن ان يكون هناك شخص اخر يعرفها؟
-بشكل عام؛من النظر صعب ان تعرفي انواع المخدرات؛سبق و قلنا بأنّ هناك انواع مخدرات كثيرة و انا أربأ بنفس الوقت بأن أذكر انواعها و اسماءها لكي لا يذهب ضعيف النفس يستخدم هذا المخدر ليصل على نتيجة معينة و هي نتيجة آنية لا تستمر لشكل طويل مثل المنشطات هي منشط آني و لكن له عوارض سلبية كبيرة كفرد بالاسرة رايت انّ هذا الشاب تراجع في درسه….
رايت انّ هذا الشاب لا يذهب الى عمله….
يتاخر عن عمله؛يسهر كثيرا..
يذهب خارج المنزل كثيرا….
يزيد مصروفه كثيرا…
يندمج مع رفاقه اي مع الانسان المحيط بمجتمعه… يصبح عصبيا؛يصبح كسولا،يصبح عدم مباليا على شيء و لا يهتم باي شيء؛يعيش بعزلة!!!!
هل الإدمان بؤثر على النظر ويؤكد الدكتور حسين ان هناك نوع محدد من المخدرات يؤثر على العيون بما نسميه الحشيش والملوانا لانه منتشر كثيرا،تفعل احمرارا بالعيون.
ممكن ان تفعل تحس بالجلد؟
-حسب اذا كان الانسان عنده تحسس لهذه المادة او غيرها؛يختلف من انسان لانسان؛الحساسية تعتمد على قابلية الجسم اي المادة التي يتعرض لها؛هناك اشخاص يتعرضون و هناك اشخاص لا يتعرضون؛من الصعب ان تعرفيها الا اذا كنت مختصة بهذا المجال لتعرفي ان تميزي بين انواع المخدرات والعوارض الجسدية التي تطرأ عليها.
تاثير الإدمان على الدماغ
بحيث انّ الانسان يقود السيارة على الطريق ممكن ان تغيره؟
طبعا لها تاثير على الدماغ و على التفكير مثلا كما سبق ان قلت الحشيش والملوانا التي تكمل الى مفاعيل حسنة و ممكن ان لا،ممكن ان تضرب الذاكرة والدماع مثلها مثل باقي المخدرات و لكن ايضا من خلال الابحاث وجدنا انّ التيكتوك والفيسبوك والفلاش فيديو كل هذه المواد التي تُنجَز تغير بعمل الدماغ كليا.
على صعيد الادمان فلقد اوضح الدكتور حسين عبدالنبي بأنّ الادمان على المخدرات و اي مواد اخرى مثل: الانترنت،التلفزيون؛القهوة؛الدخان؛جميعها مواد و لكنهم لا يسلّطون الضوء عليها لانه يوجد منهم افادة مادية كبيرة و ضررهم مختفي اجمالا .
دور الإعلام بالتوعية
وقال الاستاذ جوزيف حواط دور الإعلام. مهم جدا. في التوعية ويقول ا. جوزيف الاعلام سيف ذو حدّين،اننا اليوم نرى الكثير من الجمعيات والبرامجك التلفزيونية اذا بعد لحد الان لا يعرفون باسماء هذه الادوية و هذه المواقع الاكترونية التي يروّجون له
لم يذكر دكتور حسين اسماء العلاجات وحذر من ذكرها …
و قال بانه يرى البرامج التي يتابعها الاطفال…و شدد على ضرورة عدم تسمية اي دواء بل عليهم ان يتكلموا بالعموميات لئلا يتجرّأ الناس و يأخذونه.
ولدى سؤالنا للاستاذ حواط كيف تعمل مجموعات المساعدة الذاتية و مراكز التأهيل على التوعية ضد المخدرات؟
يقول ا. حواط ان لجمعيات الاهلية والمراكز الاجتماعية والصحية تقسّم عملها و أصول العمل تكون بالمدمن لوحده والتوعية لوحدها والتدريب لوحده و دمج المدمن بالمجتمع لوحده هي أيضا تعلّمه اصول عملية التوعية.
؛كيف يدرب الاهل ابناءهم على رفض تعاطي المخدرات؟
-يقول ا. جوزيف نحن في مرحلة ما في حياتنا؛من المفروض ان يكون اولادنا رفاقا لنا،عليهم ان يخبرونا اين يذهبون و اين يأتون؛نعرف من هم رفاقهم،ننتبه على المصروف المالي؛نشرح لهم اذا وقعوا في مشكلة نكون الى جانبهم؛معظم المدمنين الذين يأتون الى جمعية جاد هم من ٨٠% الى ٨٢% لسنتين والاسباب الرئيسية لتعاطي الاولاد هم الاهل؛عندما نقول ١٦ و ١٧ و ١٥ عاما و بعض الحالات ١٢ عاما لا نلومه على الادمان بل نلوم اهله لانه ولد صغير و لا يعرف؛من هنا يجب على الاهل ان يعطوا من وقتهم لأولادهم؛يجب عليهم ان يكونوا رفاقا لهم.
؛في هذه الحالة،من يتحمل المسؤولية اكثر الاب والام؟
قال حواط انه في مجتمعاتنا الشرقية نشدد على دور الام فهي تربي و هي التي تكون جرس الانذار.
من عمر التسع أسنوات و ما فوق اصبحنا نعلم انّ اولادنا اصبحوا معرّضين للمخدرات؛الأم كوالدة فعلية تبقى في حياة ولدها الى ان يتزوج اما الاب فلم يكن المربي الاساسي في مجتمعاتنا الشرقية.
-كيف يشعر و كيف يتصرف من أدمن على المخدرات؟
-اننا نتكلمعن ٣٢ مشكلة
يقول الاستاذ جوزيف ترافق عملية تعاطي المخدرات؛اولا:العنف الاسري،السرقة؛حوادث السير؛تخيلي ٣٠% من حوادث السير التي تحدث في لبنان؛القافلة التي يكون فيها اشخاصا تحت تأثير مخدر ما والدين والاجرام.
الاسباب التي دفعتهم الى الادمان؟
-الاسباب التي دفعتهم،نحن كدراسات ننجزها هناك ٨٠% يكون سببها الاهل يعني التفكك الاسري او الانفصال او ارتباط احد الزوجين او احد الوالدين يعمل خارج المنزل؛لا احد يتابع الاولاد،دائما و في معظم الحالات يكون الاهل سببها.
-استاذ جوزيف؛ما هي نصيحتك للشباب؟
-نصيحتي تكون اولا لتاجر المخدرات،انت الذي تورّط الاولاد و لا تعلم بأنّ اولادك من الممكن ان يكونوا مثل هؤلاء الاولاد،بالنسبة للاهل؛نحن أنجبنا اولادنا لنربّيهم و ننتبه عليهم و نكون الى جانبهم ليكونوا ناجحين في الحياة؛لا يمكننا ان نتخلى عنهم اما بالنسبة لهؤلاء الاطفال المتعاطين المخدرات فلا يمكن بالضرورة ان يكون في حياتنا مخدرات؛فكثير من الاشياء في الحياة نضغط عليها من بينها:الوضع الاقتصادي،الوضع المالي الذي وصلنا اليه؛جائحة كورونا جميعها مشاكل تحصل.علينا ان ننجز في حياتنا الكثير من الاشياء كالموسيقى،المشي في الطبيعة؛القراءة؛الرياضة…اليوم نهاية المخدرات معروفة والتي ستودي الى الموت فمجتمعاتنا لا تتقبّل المدمن في دمجه بالمجتمع و لا دين من ادياننا السماوية يشجعنا على تعاطي المخدرات.