تقرير وحوار
خديجة البزال
السبت 04-12-2021:
في حديث خاص لموقع بوابة بعلبك كان لنا لقاء مع الدكتور أحمد الزين الخبير في العلاقات الدولية والسياسية حيث تحدث عن تعثر المحادثات النووية في الجولة السابعة من مفاوضات فيينا .
قال بعد ست جولات من المحادثات النووية وتوقفها لمدة خمسة أشهر، انتهت امس الجمعة، الجولة السابعة من المحادثات غيرالمباشرة بين الجمهورية الإسلامية في إيران والولايات المتحدة، والدول الغربية (4+1) والتي عقدت في فيينا على مدى خمسة أيام، دون ان تسفر عن أي اتفاق، ولم تنجح في ترميم الثقة المفقودة بين إيران وامريكا، ذلك بأن إيران تشترط لإنجاح المفاوضات على امريكا رفع كامل العقوبات الامريكية، التي فرضت عليها ظلما وعدوانا.. وان تحصل منها على ضمانات بأنها لن تتخلى عن الاتفاق النووي مرة أخرى، بعدما خرجت منه تعجرفا عام 2018 دون اي مسوغات قانونية، في عهد الرئيس ترامب، منتهكة بذلك القوانين الدولية والاممية، ومتماهية مع ضغوطات الكيان الصهيوني، الذي يعارض الاتفاق النووي ويعمل على إلغائه كليا بحجة ان إيران تمارس أنشطة نووية تزعزع الامن والاستقرار في منطقة غرب اسيا، وإتهامها بالقيام بأنشطة تخصيب اليورانيوم بنسب مرتفعة وذلك باستعمال اجهزة طرد مركزي متطورة جدا،كما وأشار الى ان إيران قد تمتلك “قنبلة نووية” مما شكل تهديدا وجوديا للكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين.
ولكن إيران اعلنت بان هدف برنامجها النووي هو للاغراض السلمية، وقد صرّح قائدها السيد الخامئني، بحرمة استخدام أي سلاح دمار شامل او تصنيع “قنبلة نووية”، واصدر فتوى دينية ضد تطوير أسلحة نووية. ورغم ذلك لا تزال امريكا تثير الشكوك والهواجس من نوايا ايران النووية، وهي تروّج بسعي أيران لاستخدام برنامجها النووي للاغراض العسكرية وتطوير ترسانتها الصاروخية ومواصلة السير نحو عتبة التسلح النووي.
فإيران جادة في مواقفها، وأعلنت بانها لن تقدم اي تنازلات، ولكنها تبدي مرونة بالتفاوض من اجل إلغاء جميع اشكال الحظر الامريكي الظالم لتحقيق المطالب والحقوق المبدئية للشعب الإيراني، بينما امريكا تمارس سياسة التهويل والتهديد، حيث استبقت المفاوضات بشنّ حربا نفسية للضغظ على الفريق الايراني المفاوض، من خلال جملة من تصريحات مسؤوليها المستفزة.. منها ما صرّح به قائد القيادة الامريكية المركزية ماكنزي، بانه لا يستبعد الخيار العسكري في حال فشلت المفاوضات.
وأضاف الدكتور الزين حول تصريح البيت الابيض بأن إيران دخلت محادثات فيينا باستفزازات نووية جديدة ولم تقدم مقترحات بناءة. وقد دخلت “إسرائيل” أيضا على خط المفاوضات، وهددت بتوجيه ضربة عسكرية لايران اذا ما أدت المحادثات الى رفع العقوبات، واعتبر رئيس وزرائها بينيت بأن إيران تقوم بتكتيكات اجراء المفاوضات، وتعمل على عنوان “الابتزاز النووي”، وطالبت امريكا بوقف المحادثات فورا.
وقد وجّه قائد قوة القدس العميد قاآني الى اعداء إيران رسالة صارمة وهي ان العهد الذي كنتم فيه ترتكبون حماقة، وعهد “أضرب وأهرب” قد ولى بغير رجعة، فان ضربتم فانتطروا الرد المزلزل. كما صرّح رئيس الوفد الايراني المفاوض علي باقري بان مسألة رفع الحظر تكون جملة واحدة وليس خطوة بخطوة كما تطالب امريكا.. ويصرّ الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي، على أن تتحرك الولايات المتحدة أولا، اي رفع كامل العقوبات ورفع الحظر عن كامل الاصول الايرانية المجمدة بصفقة واحدة، وهي مطالب محقة وقانونية ومنطقية .. ولكن من الصعب على امريكا إبرامها لانها تستقوي بقوتها العظمى وانحيازها لرأيها المنفرد، المعبر عن مصالحها وانانيتها على حساب القيم والمبادئ وحقوق الدول والشعوب، وهذا ما جعلها تنسحب سابقا من الاتفاقيات الدولية، كما انها لا تحترم تعهداتها ووعودها أمام المجتع الدولي، وهي تستخدم سياسة المناورة والمراوغة والخداع للتهرب من الوفاء بالتزاماتها، وتتذرع بامتثال إيران بوقف التخصيب أولا، مما يعكس عدم رغبتها للرجوع الى الاتفاق النووي او حتى التوصل إلى اتفاق جديد.
فأمريكا لا تبدي حسن النوايا، وهي تتحسس جدا من قوة إيران الصاروخية الباليستية، وتمتنع عن الافراج عن مئات المليارات الدولارات من الاموال الايرانية المحتجزة، حتى لا تستخدمها في تطوير قدراتها العسكرية وتعاظم قوتها، ودعم حلفائها في محور المقاومة. وهذا ما يُصعّب التوصّل الى حلّ لهذه المعضلة المعقدة.. وبالتالي تؤدي الى تعثر المحادثات الهادفة إلى احياء الاتفاق النووي من جديد.