أخبار محلية

كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في الاحتفال التكريمي لمناسبة مرورِ اسبوع على استشهاد القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر)السيّد مُحسن( في مجمع سيد الشهداء(ع) في الضاحية الجنوبية لبيروت

باسمه تعالى
6/8/2024

أعوذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم، بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، الحمد الله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيدنا ونبينا ‏خاتم النَّبيين أبي القاسم محمَّد بن عبدالله، وعلى آله الطيبين الطَّاهرين، وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع ‏الأنبياء والمرسلين‎.‎
‏ السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم “مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا” صدق الله العلي العظيم.
‏نلتقي اليوم في حفل تأبين وتكريم احد هؤلاء الرجال، رجال الله الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وعاش طويلاً ‏مجاهداً مقاوماً قائداً ومقاتلاً، اليوم نَود أن نتحدث في هذه المناسبة ولكن أود ان ألفت في البداية انه قد يلجأ العدو ‏أثناء الاحتفال اوالآن أثناء الكلمة وهذا يدل ان (عقلاته كثير صاروا صغار) الى خرق جدار الصوت فوق ‏الضاحية من اجل استفزاز الاحتفال أو إخافة الموجودين في هذا المهرجان، لو حصل ذلك يُرد عليه ان شاء الله ‏بالشعار المناسب مثل هذا الشعار”هيهات منا الذلة”.‏
‏ في البداية كما هي العادة يجب ان اتوجه بالتعزية والتبريك الى عوائل الشهداء، شهداء هذا اليوم وشهداء الأيام ‏الماضية، وبين شهداء اليوم أغلبهم هم أبناء كوادر ومسؤولين في حزب الله وأبناء شهداء، وهذا يؤشر على طبيعة ‏الجيل الذي يُواصل طريق الآباء، ولا نتحدث فقط عن الآباء والآجداد أيضاً، الحمد لله اليوم لدينا ابناء ولدينا أحفاد ‏للجيل الأول مُتواجدون في جبهات المقاومة، في تشكيلات المقاومة يُقاتلون ويَتقدمون الى ساحات الشهادة. هذه ‏الروح التي عبّر عنها قبل قليل نجل الشهيد القائد السيد فؤاد شكر نجله السيد محمد، وكما كل أبناء الشهداء الذين ‏يحملون روح آبائهم يعني روح الحسين عليه السلام، روح أبي الفضل العباس عليه السلام، روح علي الأكبر ‏عليه السلام، روح القاسم ابن الحسن عليه السلام، وهنا تكمن سر قوتنا في الاستمرار وأن النيل من قادة وكبار ‏وشهداء لن يتمكن من المس لا بإرادتنا ولا معنوياتنا ولا بحضورنا ولا بقوتنا ولا بعزمنا ولا بتصميمنا على ‏مواصلة الطريق.‏
‏ خطابي اليوم أو حديثي اليوم عنوانان: العنوان الأول: عن صاحب المناسبة والعنوان الثاني: عن المشهد العام الآن ‏في المنطقة الذي يشغل بال الجميع وما نحن فيه في هذه الايام من أحداث وتطورات وتوقعات.
في العنوان الأول: ‏لا أُريد ان اعيد ما سمعتموه في التشييع مني ومن إخواني وما شاهدتموه في التقرير الحالي حتى لا نقع في الملل ‏والتكرار، ولكن أُريد ان اضيف على ما ذكر بعض العنوانين، بالتأكيد أنا لا أرغب بالحديث عن العلاقة الشخصية ‏في هذه المناسبة بيني وبين الأخ الشهيد القائد السيد محسن لأن هذا بحث آخر وعالم آخر، والكل في حزب الله ‏يعرفون طبيعة هذه العلاقة وعمق هذه العلاقة.
أود أن أتحدث في تكملة للعناوين والتأكيد على بعضها، القائد ‏الشهيد كما ذكر وأؤكد هو من الجيل المؤسس عندما نتكلم عن كل الجيل، من الجيل المؤسس للمقاومة ولكن هو ‏اضافة الى ذلك من القادة المؤسسين، يعني يوجد جيل أسس لكن هذا الجيل كان يوجد قادة ويوجد نخاب ويوجد مجاهدين ‏ويوجد مقاتلين ويوجد أفراد متفاوتين في الانتاجية أو القدرة او التأثير، هذا كله نحن نسميه الجيل المؤسس. السيد كان ‏من القادة المؤسسين في المقاومة في مجموعات المقاومة وفي بدايات المقاومة وفي تشكيلات المقاومة، حتى عندما ‏نتكلم عن الهياكل، ايجاد الهياكل، ايجاد التشكيلات، المجموعات، الفصائل، الوحدات في بناء القدرة منذ البداية، ‏يعني مثل ما السيد بدأ مقاتلاً وسريعاً ظهرت مواهبه القيادية حتى في بناء القدرة، هو بدأ ناقلاً للسلاح يعني كان ‏عمره 21 سنة، كان عنده إمكانية لأسباب معينة أن يجمع السلاح من هنا وهناك، وانتم تعرفون كم كان يوجد هنالك من سلاح كان ‏متروكاً على الطرقات ومخازن متروكة لا صاحب لها. يجمع السلاح وينقله الى الجنوب، هذه البدايات أبسط شكل ‏من بناء القدرة الى مستوى بناء القدرة الحالية التي سمعتم عنها في المجالات النوعية المختلفة. الحضور الدائم في ‏كل معارك المقاومة وليس شرطاً في كل عملية عملية لكن في كل معارك المقاومة، المعارك الاساسية: حرب ‏الأسيرين بالثمانينات، تموز ثلاثة وتسعين، نيسان ستة وتسعين، تحرير الألفين والآن نأتي على ذكر تموز، في ‏كل المعارك الأساسية للمقاومة السيد كان موجوداً في موقع القيادة والفعل. في العمليات النوعية كان بفكري ان ‏اتكلم عن بعض التفاصيل ولكن قد تكون المصلحة هو ان تُترك التفاصيل للمستقبل، مدى صلة السيد محسن ‏بالعمليات النوعية المقاومة خصوصاً العمليات الاستشهادية: تخطيطاً وميداناً وتفخيخاً واستطلاعاً وإدارةً، هناك ‏أشياء كثيرة لم نستطيع ان نتحدث عنها لا أنا ولا اخواني عن السيد محسن كما هو الحال عن الاخوة الشهداء ‏القادة الذين مضوا تُترك للمستقبل. هو من القادة الأساسيين صُناع النصر في 2000، في حرب تموز غرفة ‏العمليات الاساسية كانت في عهدته وفي مسؤوليته، 33 يوم لم يُغادر ولا دقيقة واحدة، ليلاً ونهاراً هو والاخوة القادة ‏الذين كانوا معه في نفس الغرفة، بعد حرب تموز الدور الأساسي والكبير في بناء القدرة واستكمال بناء القدرة، ‏لأننا كنا نعلم من هو هذا العدو ماهي طبيعته ما هي ماهيته ما هو مشروعه وما هي أهدافه وما يُشكل من مخاطر ‏على لبنان وعلى فلسطين وعلى المقدسات وعلى المنطقة، ونعد انفسنا ليوم آت، وفي طوفان الأقصى منذ اليوم ‏الأول لبدء الطوفان، يعني الصبح لما صار الخبر تواصلنا، صحيح أننا بدأنا العمليات في8 وليس في7 ، لكن من 7 هو بدأ ‏وحضر ورتب ومن 8 تشرين الى آخر لحظات قبل شهادته، يعنى التليفون بيني وبينه للساعة ستة قبل اقل من ساعة ‏من شهادته أو ما يقارب الساعة، في المواكبة ليلاً نهاراً ما يُقارب عشرة اشهر السيد محسن موجود في غرفة ‏العمليات، يُتابع ويقود ويُدير ويواصل العمل ونتواصل، وطبعاً كان المطلوب يعني في إدارة هذه المعركة، إدارة ‏جبهة الاسناد اللبنانية مطلوب أكثر من أي معركة أخرى، حضور ذهني وأعصاب هادئة وتروي وحكمة وشجاعة ‏وصلابة ودقة، لأننا نعمل في ظروف معقدة ومحددة، وهو كان لائقاً بكل هذا النمط من القيادة. مما يتميز به إضافةً ‏الى المواصفات التي نتحدث بها عادةً عن الشهداء القادة وعموم الشهداء، السيد فؤاد من العقول الاستراتيجية في ‏المقاومة، يعني ما كان إنسان تكتيكي، كان تكتيكي ممتاز لكن لم يكن فقط تكتيكي بل كان له عقل استراتيجي ويفكر، ‏وكُنا نمزح معه في جلساتنا وفي لقاءاتنا، لأن “الموتير تبع دماغه كان شغال بقوة رهيبة”، وكان لديه ثراء وغنى ‏في الأفكار والاقتراحات،ونقول له: “سيد بدك تطول بالك علينا ونحن ما نلحق عليه”، وأحياناً كان يُقدم افكار كنا ‏نقول له: نحن معنيين بالمقاومة الإسلامية بلبنان وبالمنطقة، انت ما شاء الله تُفكر لكل الأمة، حقيقةً هكذا. الغنى ‏والثراء في الأفكار، القدرة العالية على التخطيط، هو الذي كان يتولى تحضير المسودات حول التصورات للحرب، ‏خطة الحرب العامة، التعديلات المطلوبة على ضوء التطورات، ما يملك العدو من سلاح جديد أو استراتيجيات ‏جديدة أو مشاكل. طبعاً في هذا السياق كان مبدعاً، يعني يقدم افكاراً جديدة، طروحات جديدة، مشاريع جديدة، على ‏المستوى العقلي والذهني والفكري كان لديه ثقافة دينية واسعة، وخصوصاً في العشر سنوات الأخيرة كان لديه ‏اهتمام كبير في الثقافة الدينية وتفسير القرآن والمسائل العقائدية والأخلاقية ومشاكل. أيضاً لديه ثقافة عامة واسعة، ‏كُنا نمزح معه نحن والسيد يتكلم في كل شي، ماذا تريدون؟ فيزياء، كيمياء، فلك، اقتصاد، سياسة، امن، عسكر، ‏ادارة، “ملحق على الكل”. قدرة بيان جيدة جداً، بحيث عندما يُريد أن يشرح فكرة لا يكل ولا يمل، يستطيع أن ‏يتحدث لساعات طويلة بدون ما يأخذ نفس كما يقال ومن دون ورق، حضور ذهن وقاد. أيضاً كان أستاذاً ومربياً ‏وهي ميزة، يوجد قادة ولكن لا يربون، يقودون الموجود الحاضر، هو لا، كان يصنع رجال، كان مؤثراً في المحيط الذي ‏يعمل فيه وشاهدتم بالتقرير موضوع الشهداء، شهداء قادة هم من تلامذته وكثير من الشهداء والاستشهاديين هم من ‏تلامذته بكل ما للكلمة من معنى، هو رباهم، هو أمسك بهم، أخذ بيدهم الى ان ركبوا بالسيارة أو الشاحنة أو ‏ما شاكل. في المواصفات الشخصية السيد معنويات عالية، دائماً معنويات عالية، مهما كانت المصيبة صعبة ومهما كانت الظروف قاسية هو كان يُقدم لك المعطيات بشكل صحيح ولا يخدع ولا يُعطي معطيات خاطئة، ولكن حتى لو كانت ‏المعطيات التي يُقدمها قد تؤثر سلباً في معنويات الطرف الآخر، إلا أنه يُضيف من معنوياته ومن روحيته ومن ‏شجاعته ما يجعل الموقف مختلفاً، ونتيجة هذه المعنويات العالية وهذا العقل الإستراتيجي وهذا الفكر الثري وهذا ‏الإبداع، هو يطرح المشكلة ويطرح أيضاً الحلول، هناك أُناس تأتي وتقول عندنا مشكلة واحد اثنين ثلاثة وأنت ‏يجب أن تذهب وتفكر وتجد حلاً، هو لا، هو يأتي لك بالمشكلة ويأتي لك بعشرين حل معها “ولحق اذا فيك تلحق”.‏
في الشدائد، في الصعوبات، كيف كنت أتكلم عن بعض القادة، جبل الحاج السيد محسن، سلسلة ‏جبال يمكن أن تستند إليها في الظروف الصعبة والشدائد والزلازل والمحن.‏
‏ على كل حال مهما تحدثنا لن نستطيع أن نُعطي هذا القائد الكبير حقه، قُلت في التشييع كما في ‏حديث في مناسبات القادة أنه في هكذا مناسبة الإنسان محرج بين أمرين، بين أن يؤدي بعض حق ‏القائد الشهيد وبين أن لا يُضخم أو يُبرز إنجاز العدو الذي ينتظر هناك فيضحك ويشمت، نحن أيّها ‏الإخوة والأخوات في مثل هذه الأحداث كما في موضوع يعني السيد فؤاد في موضوع القادة الذين ‏سبقوا، السيد عباس، الشيخ راغب، الحاج عماد، الحاج قاسم سليماني، الحاج أبو مهدي المهندس، ‏السيد ذوالفقار، الحاج زاهدي، الإخوة الذين أيضًا لحقوا بهم يعني لائحة طويلة. نحن نعترف ‏بالألم وبالحزن لأننا بشر طبيعيّون ولكن نَجمع هذه الشخصية عجيبة يعني الشخصية الإيمانية ‏بين الحزن للفراق والغبطة، نغبط هؤلاء القادة أن خُتم لهم بالشهادة ووصلوا إلى ما كانوا ‏يتمنون، نَعترف بحجم الخسارة، هنا مع السيد محسن نحن نعم خسارتنا كبيرة جدًا، خسارتنا كبيرة ‏جدًا، ولكن هذا لا يَهزّنا على الإطلاق، يعني هذا توصيف واقعي لكن ليس له تداعيات، لا يهزّنا على ‏الإطلاق، لا يُضعفنا، لا يجعلنا نتردد، ولا نتوقّف، والدليل عمليّات الأيام الماضية واليوم، الوحدات ‏التي كان يقودها السيد فؤاد هي التي تواصل العمل وتطوّر عملها وتتقدم، في الأيام القليلة الماضية ‏استهدافات جديدة، قواعد عسكرية جديدة، عمليّات موفّقة، ومستوطنات جديدة، وعمق جديد، ‏ورأيتم في هذه الأيام، بحيث مع كل عملية لأنّها مميّزة كان جو المستوطنين وبعض إعلام العدو ‏يقول: هذا هو الرد على السيد فؤاد، فيقول لهم إخواننا، لا نحن ما زلنا بالسياق الطبيعي وهذا ‏ليس له علاقة بالرد على السيد فؤاد، وهذا هو الحال في حركات المقاومة.‏
ليس هناك شك بأن استشهاد القائد اسماعيل هنية هو خسارة كبيرة لحماس وللمقاومة ‏الفلسطينية وللشعب الفلسطيني ولمحور المقاومة لا يوجد شك، وأوجب الألم والحزن ولكن أيضا ‏الغبطة، لكن هو أيضًا لا يهزّهم ولا يثنيهم ولا يُضعفهم، والدليل مواصلة المقاومة وتصاعد ‏المقاومة في قطاع غزّة وفي الضفّة الغربية، والمزيد من الأعمال الموفقة والناجحة والقوية ‏والنافعة.‏
‏ سأكتفي بهذا المقدار عن قائدنا الشهيد لأنتقل إلى الوضع العام، في الوضع العام لدي عنوانين، ‏العنوان الأول: في المشهد الرئيسي للمعركة القائمة يعني من اللازم أن نرجع للمشهد الرئيسي، ‏والمقطع الثاني أو العنوان الثاني هو ما نحن فيه الآن يعني في موضوع الاغتيالات والردود ‏والتوقّعات وما ينتظره الجميع.‏
‏ في المشهد الرئيسي للمعركة القائمة والتي تشكّل فلسطين قطاع غزة بالدرجة الأولى والضفّة ‏الغربيّة ميدانها الأول والمركزي وتضاف إليها جبهات الإسناد، سنعود لِتصوير المشهد لننطلق ‏منه للموقف.‏
‏ في الأيام والأسابيع القليلة الماضية حصلت أحداث واتخذت قرارات وتطوّرت ظروف تُساعد بقوّة ‏على تبيان وعلى بيان وعلى فهم حقيقة الأهداف التي تسعى إليها حكومة نتنياهو المتطرّفة ‏والمجرمة والمتوحّشة، مثلًا كشاهد على هذا تصريح أمس لوزير المالية وهو ليس وزيرًا هامشيًا ‏في حكومة نتنياهو، وهو يعبّر عن نفسه وزير أساسي يعني هو يصف نفسه ويقول أنا وزير ‏أساسي، اسمعوا ماذا يقول: لن يسمح لنا أحد بقتل مليوني شخص جوعًا في غزة يعني هو ليس ‏عنده مشكلة بقتل مليونين شخص جوعًا في غزة، ولكن هو مشكلته أن العالم لن يسمح له وإن ‏كان يسمح له. “لن يسمح أحد لنا بقتل مليوني شخص جوعًا في غزة ومن العدل فعل ذلك طالما لم ‏يعد المحتجزون”، يعني إذا في حال لم يرجعوا ال 120 أسير المحتجزين لدى فصائل المقاومة في غزة، ‏من العدل أن يقتل سموتريتش مليوني إنسان في قطاع غزة، وهذا العقل اليوم الموجود في ‏الحكومة. طبعًا ليس غريب على كل حال على الإسرائيليين والأمريكان، يعني هذه الأيام هي الذكرى ‏السنويّة للقنابل النووية التي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية على المدن اليابانية هيروشيما ‏وناغازاكي وهذا شاهد والعالم ساكت، فهل سمعتم أحدًا علّق على كلام سيموتريتش أنّه هناك ‏وزير أساسي بحكومة العدو يقول أنه العدل أن نقتل، ولذلك هو أتى بها بسياق أنّه يجب منع أي ‏مساعدات عن الناس في غزة حتى يموتوا جوعًا، لم يُعلّق أحد ولم يتكلّم والعالم في مكان آخر.‏
‏ طبعًا بداية أحداث طوفان الأقصى تتذكّرون بحيث أنه ليس شخصًا وزير سياسي لا وزير ثقافة ‏يعني وزير التراث اليهودي في حكومة نتنياهو مبكّراً طالب بضرب قطاع غزة بقنبلة نوويّة، يعني ‏قتل مليونين و 200 ألف أو 300 ألف إنسان وجزء كبير أكثر من نصفهم أطفال ونساء، “هو ‏ماشي حاله وخير إن شاء الله وإذا وزير يعني يتكلم هكذا”. من التطوّرات المهمّة وهذا أريد أن ‏أبني عليه أيضًا هو رفض الكنيست عندما جمعهم نتنياهو قبل أن يسافر إلى أمريكا، جمع ‏الكنيست وأخذوا قرار برفض قيام دولة فلسطينية يعني أصل قيام دولة فلسطينية مرفوض، هذه ‏ليست الحكومة بل هذه الكنيست وبأغلبية حتى الغائبين كانوا غائبين لو كانوا حاضرين كانوا ‏صوّتوا، وهناك إجماع إسرائيلي على رفض دولة فلسطينية وإذا أردت أن أحتاط أقول شبه إجماع، ‏يمكن أن يلتقى أحدًا من جماعة اليسار الذين هم ضعاف وهامشيين يمكن أن يكون عنده رأي ‏ثاني، لكن يوجد بالحد الأدنى شبه إجماع كبير في كيان العدو على رفض إقامة دولة فلسطينية ‏بمعزل عنها أن هذه الدولة ما هي طبيعتها؟ لها حدود أو لا؟ لها سماء أو لا؟ لها جيش أو لا؟ لها ‏سيادة أو لا؟ بمعزل أصل نقاش دولة فلسطينية مرفوض، وهذا تطوّر مهم، تطوّر مهم لمن؟ لكلّ ‏الذين ما زالوا في فلسطين أو في العالم العربي أو في العالم الإسلامي أو في العالم يُراهنون على ‏مسار تفاوضي لحل القضيّة الفلسطينية، وهذه صفعة لهم جميعًا وبالدرجة الأولى صفعة لكل الدول ‏العربيّة التي تتبنى مبادرة السلام العربية في بيروت في 2008، ويلحقون اليهود والإسرائيليين أن ‏أصلًا مبدأ قيام دولة فلسطينية مرفوض، الآن ظهرت ترجمته بالإجراءات، عندما نجد هكذا ثقافة ‏واحد يقول لك أضرب نووي لغزة، وآخر يقول لك دعنا نموّت مليونين غزّاوي إنسان جوعًا حتى ‏يستسلموا، والكنيست والقرار السياسي الإسرائيلي يقول ليس هناك دولة فلسطينية، تفهم المعركة ‏القائمة الآن ما هي طبيعتها، وإلى أين هم يريدون أن يوصلونها، عندما تنظر إلى الإجراءات، ‏بالقطاع واضح بأن نتنياهو لا يُريد إجراء وقف إطلاق نار ولا يريد إيقاف الحرب، وكل الصفقات ‏لتبادل الأسرى التي تُطرح هو مُصر على شرط عدم وقف إطلاق النار وعلى عدم وقف الحرب، ‏ويريد التزام كتبي أمريكي بأنه في المرحلة الثانية يستطيع العودة إلى الحرب في غزة لماذا؟ لأنه ‏لديه مشروع في غزة، ما هو المشروع في غزة؟ اقتلاع أهل غزّة إذا أمكن، رميهم في مصر، رميهم ‏في البحر، قتل أكبر عدد ممكن منهم ولذلك ليس هناك أي احترازات، تضرب بالمدارس لدى ‏الأونروا، تضرب الخيم، الأحياء الذين يجمعون المساعدات، قتل أكبر عدد ممكن أو بالحد الأدنى ‏إخضاع غزّة، السيطرة الأمنيّة المطلقة عليها في غزة ولماذا هذا؟ يعني هذا فقط توحّش، لا بل هذا ‏لديه هدف سياسي مرتبط بالذي كنّا نقوله سابقاً، الإسرائيلي لا يقبل دولة فلسطينيّة حتى في غزة، يعني لو أتى شعب فلسطيني قال: يا أخي آمنا، ‏دولتنا الفلسطينية المستقبلية فقط في قطاع غزّة ليس مقبول، دولة فلسطينية ليس مقبول، أصلًا ‏بالنسبة لهؤلاء ويرون فيها خطرًا وجوديًا ولو كانت دولة فلسطينية معترفًا بها دوليًا ولو في غزّة، ‏وهذا واضح من خلال الممارسة، هذا في غزة، أمّا بالضفة كان المشروع قبل طوفان الأقصى هو ‏المزيد من الضغط على أهل الضفة لتهجيرهم لكن مع الوقت الآن بالقتل والعمليّات والآن الضفّة ‏تُقصف بسلاح الجو، تُقصف بالمسيّرات، جزء كبير من الجيش الإسرائيلي موجود ويقاتل في ‏الضفّة، ما هو الأفق؟ كل الإلتزامات المرتبطة بأوسلو بدأوا بالخروج منها ولمن سلّموا إدارة ‏الضفة رسميًا؟ لسموتريتش الذي هذا عقله والذي يقول يهودا والناصرة هي أصلًا إسرائيل، يعني ‏حتى ما أعطي من مساحات للسلطة الفلسطينية حتى هذا سيتم إعادة ضمّه. المشروع في الضفّة ‏الغربيّة الذي يُعمل عليه في الليل وفي النهار، توسيع الإستيطان، تهجير الفلسطينيين باتجاه ‏الأردن ولاحقًا ضم الضفة الغربيّة، ضمها رسمياً وأنه خائفين من العالم؟ أي عالم؟ هنا الإسرائيلي ‏‏إلى أين يريد الوصول؟ هو يصل لإسرائيل بين هلالين من البحر إلى النهر يعني وصلنا على ‏التناقض المطلق، هناك مشروع يقول إسرائيل من البحر إلى النهر، ويقول لكل العرب والدول ‏العربيّة والمجتمع الدولي إذهبوا بلا تضييع وقت فليس هناك دولة فلسطينية لا في الضفة ولا في ‏غزة ولا في أي مكان من أرض فلسطين تاريخيًا، والمشروع الثاني والذي هو مشروع محور ‏المقاومة الحقيقي الذي يقول فلسطين من البحر إلى النهر، والمشاريع الأخرى بالوسط ستذوب لن ‏يبقى لها مستقبل لأن ليس لها واقع ولا حقيقة ولا حق وليس لها مستقبل وغير واقعية، يكمل ‏الإسرائيلي هو أصلًا ضم الجولان وترامب في رئاسته اعترف بضم الجولان، ولذلك هو يتصرف أن ‏الجولان أرض إسرائيلية، وضم معها مزارع شبعا وتلال كفر شوبا ويعتبرها أرضًا إسرائيلية، ‏تتذكرون قصة الخيمة قبل طوفان الأقصى، هو اعتبر أن المقاومة أقامت خيمةً في أرض ‏إسرائيلية، إسرائيل إلى أين يريد الوصول؟ يريد القول هذه فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر هي لي، والجولان هو لي، مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، الإسرائيلي ضمها، أيها اللبنانيون جالسين نناقش لبنانية سورية ما هي، أصلاً هو أخذها وانتهى، بلعها وأكلها ويعتبرها أرض إسرائيلية، نحن ما زلنا نقيم نزاع في لبنان وهناك ناس يُناقشوننا أن مزارع شبعا لبنانية لا سورية، والقيادة السورية يجب ان تُعطينا ورقة وتوقع “وما بعرف شو”، ومعنى ذلك أن ما تُسمى بدولة فلسطينية لا يوجد، قضية فلسطينية لاتوجد، شعب فلسطيني لا يوجد، حقوق فلسطينية لا توجد، لاجئون فلسطينيون لا يوجد، بعض الناس في لبنان الذين يُراهنون على الانتصار الاسرائيلي، يُراهنون على الانتصار الاسرائيلي ويتمنون ان تنتصر إسرائيل وهنا “يُولولون” بملف النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، أصلاً هناك واحد متناقض لأنه يتصرف بحقد وليس بعقل وليس بحسابات وطنية، وهذا كل شيئ اسمه فلسطيني ليس له مكان واسرائيل دولة يهودية، من تسمح لهم اسرائيل الدولة اليهودية ان يبقوا على أرض فلسطين من فلسطينيي الضفة والقطاع فأهلاً بهم مواطنين من الدرجة الثانية كما هو حال فلسطينيي ال48، السلطة فلسطينية حتى سلطة فلسيطنية لا توجد “خلاص”، دولة فلسطينية، سلطة فلسطينية، شعب فلسطيني، هوية فلسطينية، هذا ماذا يعني هذا السرد كله؟ كي نقول: نحن سنصل إلى مكان اعيد وأؤكد هذا لا سمح الله وان شاء الله لن يسمح بذلك، إذا انتصر نتنياهو وحكومة نتنياهو والتحالف الأمريكي الصهيوني على المقاومة في غزة وفي الضفة وفي المنطقة ولكن خصوصا في غزة وفي الضفة، النتيجة نحن أمام مخاطر ان تأتي إسرائيل الدولة اليهودية الطاغية المجرمة مرتكبة الإبادة الجماعية، قاتلة عشرات ألاف النساء والأطفال لتتتسيد المنطقة، وعلى الجميع ان يخضع لها وان يطلب ودها، وهذا الذي كان أصلا مطروحا في صفقة القرن التي نادى بها ترامب، احببت ان اتحدث بهذا العنوان لأقول: ان هنا يوجد مخاطر يجب إعادة التذكير بها والانتباه إليها.
في نفس هذا السياق مشهد النفاق الأمريكي البشع والوقح، نفاق عجيب غريب مثلا هذا لوحده يحتاج إلى خطابات لكن مثلين ثلاثة، مثلا في سنة 1993 الادارة الأمريكية هي التي قامت برعاية اتفاقية اوسلو، وهي الراعي وهي الضامن بين منظمة التحرير والكيان، ولاحقا أمريكا ماذا فعلت؟ منظمة التحرير”تعيط وتصرخ وتصدر بيانات وفود رايحين وجايين وما في شيئ”، أي تقدم سياسي منذ ثلاثين سنة 93 الآن نحن 2024 31 سنة لا تقدم على الاطلاق، خلص تم استيعاب احتواء منظمة التحرير، وهذا المسار الكفاحي النضالي المقاوم الذي كان سائدا في الشعب الفلسطيني قبل 93 أي قبل اوسلو، لكن طبعا الله سبحانه وتعالى مَنَّ على الشعب الفلسطيني بمسار جهادي مختلف هذه “يستبدل قوما غيركم” هذه سنة إلهية،أي أحد أي شعب لديه قضية محقة يأتي حزب أو تنظيم أو جهة او قيادة تتخلى عن هذا الحق الله يستبدلها بجهة أخرى، هذه هي سنة إلهية، 31 سنة سكت الأمريكيون وصمتوا صمت القبور، الآن أمام المجازر وأمام تفاعل العالم وشعوب العالم وحتى طلاب الجامعات في أمريكا عادت الادارة الامريكية تتحدث عن الدولة الفلسطينية وحل الدولتين وحل الدولتين هذا كذب هذا نفاق وهذا كلام فقط للكلام لا توجد ارادة جدية خلفه على الاطلاق، والدليل ان أي مقاربة لفكرة دولة فلسطينية في مجلس الأمن يُقابلها الأمريكي بالفيتو، اي تصويت على دولة فلسطينية أو حق طبيعي لدولة فلسطينية في هيئة الأمم المتحدة يُصوت عليها الأمريكي بالإعتراض ويُحرض العالم على الاعتراض وأنه ماذا الدولة الفلسطينية مرهونة بالتفاوض بين من ومن؟ بين الفلسطينيين والإسرائيليين الذي يُصوت كنيستهم على رفض مبدأ دولة فلسطينية، ويعود الأمريكي ويقول لك الحل دولتين دولة فلسطينية،هذا نفاق وتقطيع وقت، ضحك على اللحى، خداع، تضليل، مثلما يعملون مع الدولة اللبنانية وما شاهدناه في الآونة الأخيرة، مثل آخر على النفاق العجيب الغريب ان الأمريكان غير راضين على ما يقوم به نتنياهو ويطالبونه بتقليل عدد المدنيين الذين يُقتلون هل شاهدتم في اي يوم تراجع العدد ما زلنا 100 و150 و200 و80 و70 شهداء يوميا، مئات الجرحى يوميا، هؤلاء من يخدعون؟ لهذه الدرجة أمريكا ضعيفة؟ حتى انه لا تستطيعون منعه من ايقاف الحرب، لا تستطيعون منعه من ايقاف المجازر قتل الأطفال والنساء، لا نحن نقول له نتمنى عليه وعندما إلتقى مع هاريس “وماريس ومدري شوي” وقلنا له وتحدثنا معه، هذا كلام فاضي.
وفوق ذلك كله الآن بدأوا بمده حتى الأطنان من الصواريخ بنصف طن وطن الذي قيل أنهم حجزوها عنه للضغط عليه، هذا شكل أيضا من اشكال النفاق الأمريكي، والآن في ظل الحديث عن رد من إيران أو رد من حزب الله أو من اليمن او من مجمل المحور، الآن من المستنفر للدفاع عن اسرائيل؟ اسرائيل التي ترتكب المجازر في الضفة وغزة وتعتدي على جنوب لبنان وتقتل المدنيين في لبنان، والتي اعتدت على الضاحية واعتدت على إيران في طهران، من الآن يعرض كتافه لحماية اسرائيل؟ أمريكا، وزارة الدفاع الأمريكية، الأساطيل الأمريكية، قائد القيادة الوسطى الأمريكية في المنطقة موجود حاليا في الكيان لتنسيق خطوات الدفاع عن اسرائيل، والرسائل علنا وليست سرا اننا نحن سندافع عن إسرائيل… الخ، إسرائيل معتدية واسرائيل من باشرت القتل، اسرائيل ذهبت إلى التصعيد سأعود لذلك في المقطع الأخير، هذا كله مؤشرات على النفاق الأمريكي، طبعاً بالمناسبة هذا من الدلائل الداعية إلى التفاؤل عندما أتحدث لاحقا، هذا دليل على ان اسرائيل لم تعد قوية كما كانت، لا اريد أن أقول ضعيفة غير دقيق، لم تعد قوية كما كانت، هيبتها لم تعد كما كانت، قوتها، قدرتها، امكانيات دفاعها، والدليل في عملية الوعد الصادق الإيرانية من الذي دافع عن الكيان؟ الأمريكي، الفرنسي، البريطاني، ونفس الإسرائيلي وبعض الدول العربية، وخرج بايدن مرتين ثلاثة ربحهم جميلة وقال لهم لولانا لكانت إيران مسحتكم، هذه هي اسرائيل والآن اسرائيل الخائفة المنتظرة من الرد الإيراني او رد حزب الله او رد المحور غير مكتفية ان تدافع عن نفسها مع انه هو يقول انه اقوى جيش في المنطقة، هو يستغيث ويستنجد بالأمريكي والأوروبي والغربي والأنظمة العربية ويساعدونه طبعا كله يساعده، هذا دليل تراجع القوة، تراجع الهيبة، تراجع الردع، تراجع القدرة الاسرائيلية وهذه نقطة مهمة جدا، هذه نقطة استراتيجية مهمة جدا، بالوقت الذي كلنا نتذكر انه سنة 67 الجيش الاسرائيلي بمفرده واجه اقوى الجيوش العربية، في ال73 بمفرده واجه أقوى الجيوش العربية، اليوم ما في في محور المقاومة ومع ذلك هو يستعين بأمريكا وبدول غربية من أجل ان تؤمن له الحماية لأنه عاجز عن حماية نفسه، تريدون مؤشر ثاني؟ طيب اليوم في شمال فلسطين المحتلة الرادارات الاسرائيلية، القبة الحديدية الاسرائيلية، مقلع داود، الاقمار الصناعية الأمريكية والاسرائيلية والغربية في قمة استنفارها، الى اين تصل مسيرات المقاومة اليوم إلى أين وصلت؟ إلى شرق مدينة عكا، “مش لازم” في قمة الاستنفار العظيمة هذه اول ما تطل المسيرات في سماء جنوب لبنان يقوموا باسقاطها هذه في قمة الاستنفار، على كلٍ هذا النفاق الأمريكي، إذاً المنطقة اليوم لنختم العنوان الأول، المنطقة اليوم أمام مخاطر حقيقية، الكل يجب ان يفهم أبعاد المعركة الحالية ومخاطرها، ان يفهم مخاطرها على فلسطين، إذا انتصرت هذه الحكومة (الإسرائيلية) في معركة غزة والضفة يعني لا توجد فلسطين ولا يوجد شعب فلسطيني ولا يوجد لاجئين فلسطينيين يعني توطين، ولا توجد مقدسات، حتى المسجد الأقصى الذي يقول المسلمين قبلتنا الأولى ومقدساتنا ولا أعرف ماذا، هذا المسجد الأقصى سيكون في خطر شديد جداً، لأنه بالنسبة للإسرائيلي هذه التجربة تقول له ذبحنا الفلسطينيين وجوعناهم وشنينا حرب في المنطقة، قتلنا واغتلنا وغورنا وعلونا وعتونا واغلب الدول العربية والاسلامية ساكتة والمجتمع الدولي ساكت وملياري مسلم مش “مبينين” شو المسجد الأقصى ولا شيئ، نضع له عبوة وننزله على الأرض، انا لدي وضوح بهذا الموضوع، لا سمح الله إذا هُزمت المقاومة في غزة ولن تهزم ولكن أتحدث بفرضيات، مثلما عندما اعد الإخوة في المنار فيلم وثائقي عن حرب تموز لو هزم حزب الله، لو هزمت المقاومة في لبنان ما كان وضع في المنطقة سنة 2006 تذكرون؟ الشرق الأوسط الجديد الذي نادت به وزيرة الخارجية الأمريكية، لا توجد مقدسات اسلامية مسيحية، خلاص مسجد أقصى، كنيسة قيامة، هذا صار من الماضي، على كلٍ المخاطر على فلسطين، المخاطر على لبنان، على أمنه ومياهه ونفطه وغازه وسيادته، المخاطر على الأردن وأول شيئ على النظام الأردني الحالي، لأن المشروع الحقيقي لناتنياهو وبن غفير وسموتريتش وهؤلاء هو الوطن البديل وطن البديل، يعني مملكة عربية هاشمية أو المملكة الأردنية الهاشمية تصبح من الماضي، هذا الآن نتحدث عن المخاطر الحالية لا نتحدث عن عشرات السنين الآتية، المخاطر على سوريا، الجولان قاموا بضمه لا يعود هناك أي أمل أي افق باستعادة الجولان حتى في الداخل السوري، اسرائيل التي ستتسيد على المنطقة ستعيد العمل على مشروع ان يكون الذي يحكم سوريا صديقاً لها وأداة من أدواتها وعميلا من عملائها، وهذا ما الذي رأيناه ببعض المعارضة العلمانية السورية لأنه الاسلاميين يقولون لا نحن لم نكن هكذا، الفارق انه تكون عميل عند اسرائيل او عميل عند الأمريكان تفرق قليلاً، حتى المخاطر على مصر وعلى كل دول المنطقة، اسرائيل سوف تنتقل غلى مرحلة خطيرة جداً بعد ان تجاوزت كل القوانين والخطوط الحمراء وأمام مشهد العالم، الآن نحن نسمع عن دير ياسين، أين دير ياسين؟ مجازر ذاك الوقت مجازر ال48 وال67 أمام مرأى العالم كله ومسمع العالم بأسره فعلت اسرائيل ما تفعل والعالم يسكت، إلا هذه الثلة من المجاهدين والمقاومين الشرفاء في محور المقاومة وبعض الدول وبعض االشعوب التي تتفاعل وتتحرك.
إذاً هذا خطر كبير جدا لا يُواجه بالخوف والآن ننتقل لعنوان المواجهة، لا يواجه بالخوف ولا يواجه بدس الرأس في التراب، لا يواجه بأنه تعالوا لنرى كيف نقطع هذه المرحلة، لا يواجه بالانحناء للعاصفة، لأن هذه العاصفة لن تقتلع الرؤوس فقط بل ستقتلع الأقدام والجذور أيضاً، لأنه خلاص هو يقاتل بلا قواعد وبلا ضوابط وبلا خطوط حمراء، المسؤولية أولاً: المواجهة والتصدي وعدم الخضوع وعدم الخوف وعدم التردد، وكل الذي تكلمنا عنه على مدى عشرة أشهر، هذا واجب إنساني وأخلاقي وديني ‏وشرعي وقومي ووطني، المصالح الدنيويّة والاخرويّة تقتضي على كل ‏إنسان مسلم مسيحي حر شريف في هذه المنطقة بالحد الأدنى، أن يقف ‏ويواجه ويضع هدف، لا أقول هدف هذه المعركة إزالة إسرائيل من ‏الوجود الآن، هدف هذه المعركة منع إسرائيل من الانتصار، منع ‏إسرائيل من القضاء على المقاومة الفلسطينية، منع إسرائيل من القضاء ‏على القضية الفلسطينية المهددة، هذا يجب أن يكون الهدف، لأنها لو ‏وفقت إسرائيل في هذا الهدف، كل المنطقة كما ذكرت قبل قليل ستكون ‏في خطر، أولاً الواجب، من الممكن أي أحد أن يقول، سيد واجب إنساني ‏ديني شرعي على رأسنا، ولكن هذا لا يكفي، ثانيا الأفق، نعم هذه ‏المواجهة لها أفق، إنتصار كبير، إنتصار تاريخي، لا يجوز أن يُغطي ‏وأنا أقول لكم، هذان الانجازان، عندما قام العدو بقتل القائد الشهيد ‏إسماعيل هنية في طهران، لا نقاش بالموضوع، هذا إنجاز إسرائيلي، ‏عندما قام بقتل شهيدنا القائد السيد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية، هذا ‏إنجاز إسرائيلي، يعني الآن أحياناً ممكن ان يقول: “هذا فشل”، كلا هذا ‏ليس فشل، هذا إنجاز، ولكن ليس إنتصار مطلق، هذا ليس إنتصار في ‏كل الحرب، هذا حتى ليس إنتصار في المعركة اليومية، يَقتلون ويُقتلون، ‏هذه طبيعة المعركة، هذان الانجازان يجب أن لا يُحدثا غباراً مثلما يريد ‏نتنياهو، طبعا في إسرائيل انتهى غبار الموضوع، هم إستيقظوا ‏”وصحيوا” الآن، نتكلم بالموضوع بعد قليل بالمقطع الأخير، لكن لا ‏يجوز ان يُحدث غبارا وكأن إسرائيل مقتدرة ومنتصرة وبدأت تكسر ‏المحور وتربح الحرب، فلتتمهلوا قليلا، مثلما روجت بعض الفضائيات ‏العربية وبعض اللبنانية لما لم يقله الإسرائيلي، يعني الاسرائيليون كبارهم قالوا ‏صحيح هذا إنجاز ولكن لا يغير شيئا في مسار الحرب ولا يحسم نتيجة ‏المعركة ولا يُخرجنا من دائرة التهديد والخطر، وبعض الفضائيات ‏العربية تحتفل بالإنتصار الإسرائيلي، لأنهم يريدون منذ البداية من ‏إسرائيل أن تنتصر، إذا رجعنا إلى طبيعة المعركة القائمة، نجد أن ‏إسرائيل في وضع صعب وما زالت في وضع صعب، حتى بعد قتل ‏وإغتيال الشهيد إسماعيل هنية والشهيد فؤاد شكر، وهم يقولون ان ‏وضعهم صعب وأصبح أصعب أيضا، نتكلم عنها بالأخير، ولم يتغير ‏شيء، لا الأسرى عادوا ولم يُقضى على المقاومة في غزة، بل بالعكس، ‏عملياتها وعدد القتلى في صفوف جنود العدو، الجرحى بالنخب يزداد، ‏العمليات بالضفة تصاعدت، الهجرة المعاكسة تزداد، الجيش المنهك ‏والمتعب يزداد تعبا وإنهاكا، الصراخ في الشمال كبر وزاد، الخسائر ‏المالية والاقتصادية، البورصة في تل أبيب إنخفضت ولا تزال تنخفض، ‏إذا ماليا وإقتصاديا ومعنويا ونفسيا، التمزق الاجتماعي، التمزق ‏السياسي، حجم الخسائر البشرية في الجيش الإسرائيلي، قتلى وجرحى ‏ومعاقين نفسيا، كل ما تكلمنا عنه على مدى عشرة أشهر، هذا لم يتغير ‏بإستشهاد الشهيدين هنية وشكر، بالعكس، المشهد ما زال على ما هو ‏عليه، والاسرائيليون يدركون ذلك، كل الخسائر الاستراتيجية التي تكلمنا ‏عنها والخسائر التكتيكية ما زالت قائمة، ولذلك يوجد أفق في هذه ‏المعركة، اليوم حتى بعد إستشهاد أو إغتيال الشهيدين هنية وشكر ‏كثيرون في كيان العدو قالوا لنتنياهو: “إلى أين ذاهب بنا انت؟ انت ‏تعجل بنا إلى الخراب والى المجهول”، هذه خطوات كبيرة وخطيرة ولها ‏تداعيات غير معلومة في الحد الأدنى بالنسبة لهم لأنه يوجد عدم يقين، إذاً ‏نحن في معركة لها أفق، نحن لا نخبط رأسنا في الحيط، نحن في معركة ‏لها أفق، مثلما السيد محسن وإخوانه ورفاقه الشباب في العام 1982 كان ‏واضح لديهم أنهم في معركة لها أفق، عندما ظن البعض ان لبنان دخل ‏في العصر الإسرائيلي ولم يخرج منه إلى الأبد، لكن طبعا طبيعة ‏المعركة طالت إلى العام 2000، لم تطل كثيرا، منذ العام 1985 ‏إنسحب الإسرائيلي من بيروت والضواحي والجبل وصيدا وصور ‏والنبطية وجزء كبير من البقاع الغربي وراشيا، وبقينا بعد الشريط ‏الحدودي إلى العام 2000، هذه المعركة لها أفق، فرصها وإمكاناتها ‏ومقدراتها ونقاط القوة ونقاط الضعف في جبهة المقاومة وفي العدو ومن ‏خلف العدو واضحة وجلية، إذاً نحن في معركة لها أفق.
بناءً عليه على ‏كل ما تقدم، ندعو المقاومة ومن موقع الشراكة في الدم والجهاد والمقاومة ‏والمصير والمستقبل والألم والفرح، المقاومة في غزة والضفة الغربية، ‏المقاومين والناس الشرفاء من الرجال والنساء، الذين نُقدر عالياً صمودهم ‏الأسطوري التاريخي الذي أصبح أمثولة، ندعوهم إلى المزيد من الصبر ‏والصمود، دعوتنا لجبهات الاسناد في لبنان واليمن والعراق رغم ‏التضحيات، الشهداء في الحديدة والشهداء قبل أيام في جرف الصخر، إلى ‏مواصلة العمل كما واصلنا سويا خلال الأشهر الماضية، دعوتنا مجددا ‏إلى الدول العربية والإسلامية أن تستيقظ وأن تعيد النظر في موقفها وأدائها ‏وسلوكها أمام المخاطر التي تتهدد المنطقة، طبعا، إيران وسورية ‏وموقفهم الصامد والثابت، إيران أُلزمت بأن تُقاتل بعد قصف القنصلية ‏الإيرانية، والآن ملزمة ان تقاتل بعد إغتيال الشهيد هنية في طهران، لكن ‏بطبيعة المعركة وتصور محور المقاومة وجبهة المقاومة للقتال، ليس ‏مطلوباً من إيران أن تدخل قتالا دائما، وأضيف لأن البعض يناقش ‏بسورية، وليس مطلوبا من سورية ان تدخل في القتال، بسبب ظروفها ‏الداخلية، وذكرت في أكثر من مرة، لأن قواتها المسلحة ما زالت تنتشر ‏على خط مئات الكيلومترات داخل سورية في مواجهة المشروع الآخر ‏الذي ما زالت عينه على دمشق، سورية وإيران المطلوب منهم في هذه ‏المعركة ما طلبناه نحن في حركات المقاومة هو الدعم المعنوي والسياسي ‏والمادي والعسكري والتسهيلات، رغم كل ما تتعرض له هاتان الدولتان ‏من ضغوط ومن تهديدات، موقفهم صامد وثابت ولم يتغير، في لبنان ‏نحن أيضاً نُدرك هذه المخاطر، أنا اليوم بين يدي قائدنا الشهيد الكبير ‏صاحب البصيرة النافذة، أدعو الشعب اللبناني إلى أن يدركوا حجم ‏المخاطر القائمة، لا يزال هناك أناس لا تستوعب ما يحصل، لا يزالون ‏غارقون في التفاصيل والزواريب والصراعات والحساسيات اللبنانية، الطائفية و‏الحزبية وما شاكل..، لا يعرفون أنه اليوم يرسم مصير ومستقبل ‏منطقة بالكامل، وبعض الناس في لبنان من يقول أنه في حال إنتصرت ‏المقاومة هم خائفون، انا أقول لهم يجب أن تخافوا إذا إنتصرت إسرائيل ‏وليس إذا إنتصرت المقاومة، إنتصرت المقاومة في عام 2000 ولم ‏تشكل تهديدا لأحد وسُئل في ذلك الحين: إلى من ستهدي المقاومة ‏إنتصارها؟ أهدته إلى كل اللبنانيين، بال2006 كان يقال: “إذا إنتصرت ‏المقاومة الله وأعلم ماذا سيحصل”، واليوم أيضا نفس الشيء، قلنا أن أي ‏إنتصار للمقاومة على الكيان الصهيوني نحن لسنا في وارد توظيفه في ‏الداخل السياسي، وهذا كلام قديم ولا يوجد من داع لشرحه من جديد، لا ‏تخافوا من إنتصار المقاومة، يجب أن تخافوا من إنتصار العدو، يجب ان ‏تُدركوا حجم مخاطر ما يجري في المنطقة، ولذلك من يؤيد فليؤيد، ومن ‏لا يؤيد نحن لا نقول لهم: تعالوا وأيدوا وساندوا وقاتلوا ودافعوا، بل ‏نقول لهم: في الحد الأدنى لا تطعنوا المقاومة في ظهرها، لا تشاركوا في ‏الحرب النفسية التي يخوضها العدو على مجتمع المقاومة في لبنان وعلى ‏بيئة المقاومة في لبنان، كما تفعل الآن بعض الفضائيات العربية ‏واللبنانية، أضرب مثلا: قبل أيام بدأت الاتصالات، ما القصة؟ يوجد قرار ‏من حزب الله بإخلاء الضاحية الجنوبية، هذا كذب وإفتراء وتضليل ‏وإرهاب، من يفعل ذلك هو يمارس إرهابا، مثل بعض السخفاء الذي ‏يقولون لك في الأخير انهم يمزحون، في الجنوب يتصل بأحدهم في بيت ‏او بناء ويقول لهم: انا فلان الفلاني، المطلوب إخلاء المنزل لأنه ‏سيقصف من قبل إسرائيل”، يحدث حالة رعب، أتعرفون هذا، يعني لو ‏انا في القضاء وأنا لست في القضاء، هذا يفسد في الأرض، من يقوم بهذا ‏مفسد في الأرض، الفساد في الأرض ليس من يحمل السلاح ويخيف ‏الناس بالسلاح، اليوم سلاح الاعلام مرعب ومخيف أكثر من حمل ‏البندقية في وجه الناس، يوجد الكثير من الناس حتى لو حملت السلاح في ‏وجههم لا يخافون، ولكن عندما تمارس هذه الممارسات يخافون، تخرج ‏بعد ذلك بعض الفضائيات العربية لتقول ان حزب الله قام بإخلاء مربع ‏الشورى في منطقة حارة حريك، وينتشر كالنار في الهشيم، ولا يوجد ‏واقعا شيء، هذا مثل والأمثلة كثيرة جدا، لن أريد ان أتكلم بكل الأمثلة، ‏مثلا أنه إسرائيل إغتالت الشهيد هنية في طهران، بعض الفضائيات ‏العربية قالت أنها عبوة وكانت داخل المضافة، والآن في طهران يوجد ‏إعتقالات لعشرات الضباط والجنرالات الإيرانيين من الحرس ومن ‏وزارة الأمن، وكل هذا أكاذيب وأباطيل، ولكن هذا الخبر ينتشر لأنه ‏يصدر عن وسائل إعلام قوية وتأخذ مواقع التواصل الخبر منها وينتشر ‏وينتشر الموضوع، عودة إلى الدعوة أن لا تطعنوا المقاومة في ظهرها، ‏وأن لا تكونوا شركاء في الحرب النفسية، لا تدعموها، ليس المطلوب أن ‏تدعموها، هي ليست بحاجة إلى دعمكم أصلا يعني، ولكن كونوا فقط ‏لديكم الحد الأدنى من الإنسانية والأخلاق والوطنية وأسكتوا.
حسناً هذه ‏هي دعوتنا بالعنوان الأول، المقطع الأخير ما نحن فيه الآن، بعد إغتيال ‏الشهيد القائد إسماعيل هنية في طهران، إيران تجد نفسها ملزمةً بالرد، ‏والعدو ينتظر بتهيب كبير وضياع، لذلك إذا رأيتم في وسائل الاعلام ‏وهذا احد وسائل الترهيب الذي حصل، أن الأميركيين قاموا بجولة في ‏المنطقة وإتصالات وشيء رهيب في ال48 ساعة الماضية، لأنهم كانوا ‏يعتقدون ان الرد سيكون فجر الإثنين، لماذا فجر الإثنين مع ان هذا لم ‏يكن صحيحا؟ لا الإخوة في إيران أخذوا القرار بفجر الاثنين ولم نكن نحن ‏اخذنا قرارا بفجر الاثنين، مرة نقول أنه يوجد شيء حقيقي وسرب أو ‏علم، لم يكن يوجد منه شيء، لم يكن هناك نية للرد ان يكون فجر الإثنين ‏ولكن هم إعتبروا انه حتى ترامب في خطابه لا ادري أين قال أن ‏معلوماته أنه فجر الاثنين أو في الليل سيتم الرد على الكيان، انه لديه ‏معلومات يعني ما شاء الله عليه، بعد إغتيال الشهيد القائد السيد فؤاد، ‏حزب الله أيضا يرى نفسه ملزما بالرد، وإيران سترد وحزب الله سيرد، ‏والعدو ينتظر ويترقب، ويحسب كل صيحة عليه، يحسبها هي الرد، مثلما ‏يحصل في الأيام الماضية، اليمن بعد قصف الحديدة هو أيضاً ألزم نفسه ‏بالرد وسيرد.
المهم هنا في هذه الجبهات الثلاث أنّ التصميم والقرار والعزم موجود. ‏
ثانياً، أؤكد لكم أنّ القدرة أيضاً موجودة. وثالثاً كما ذكرت في التشييع، التصرّف بروية، بتأنّي، وأيضاً ‏بشجاعة وليس بانفعال، أنه ضربني فقوموا حتى نضربه، “يواش يواش”، على مهل. أساسًا اليوم هذا ‏الانتظار الإسرائيلي، كُنّا نقول على رجل ونصف، وقرأت من يومين على رجل وربع، يعني رفعوا الرجل ‏قليلًا، الانتظار الإسرائيلي على مدى أسبوع هو جزءٌ من العقاب، هو جزءٌ من الرد، هو جزءٌ من المعركة ‏لأنّ المعركة هي معركة نفسية ومعنوية وأعصاب وأدمغة وسلاح ودماء، هذا الانتظار من العدو هو جزء ‏من العقاب. في الماضي كان العدو يقف على رجل ونصف عند الحدود مع لبنان، تتذكرون، يعني على ‏الحدود بعمق 2 كيلو، 3 كيلو، 5 كيلو، الآن يُصادف أنّ من جهة حزب الله تهديده مختلف وفي نفس الوقت ‏تمّ اغتيال الشهيد هنية في طهران، ومن جهة اليمن إذا أراد الرد لن يرد على الشمال بل على الوسط أو ‏على جنوب فلسطين المحتلة، لذلك اليوم إسرائيل كلها، يمكن هذه لأول مرة، إسرائيل كلها تقف على رجل ‏ونصف من الجنوب إلى الشمال، إلى الوسط، حكومتها، جيشها، مجتمعها، مستوطناتها، مستعمروها، الكل ‏ينتظر ولسان حالهم يقول يا أخي “يلا خلصونا”، وتعرفون بالمحور – لنمزح قليلًا وإن كانت ذكرى شهيد ‏قائد وحبيب وعزيز ولو هناك شهيد مثله هو وواقف يمزح مثلي – تعرفون نحن نمزح مع الإيرانيين ونقول ‏لهم أنتم تذبحون بالقطنة، فالآن الإيرانيين يذبحون بالقطنة والمحور معهم أصبح أيضًا يذبح بالقطنة، فلذلك ‏اليوم الإسرائيلي واقف ويقول لك يا أخي “يلا خلصونا”، “من أجل الله خلصونا”، هذه حالة الانتظار اليوم ‏نعم هي جزء من المعركة وتترك ظلال كبيرة وخطيرة جدًا على الكيان، لو حكينا فقط عن الشمال إخلاءات ‏في القواعد، مثلًا قاعدة “رمات دافيد” الذي سيد فؤاد نزّل عنه فيلم الهدهد، الآن تم إخلاء ثلثيه تقريبًا، أغلبه ‏أخلي، و “رمات دافيد” المطار الأساسي في الشمال بعد حيفا، مصانع، كثير من المصانع، كل شيء فيه ‏مواد حارقة مُتفجرة كله يتم إخلاؤه، الوضع في الشمال كله لعمق 40 كيلو
و50 كيلو مُتوتّر نفسيًا، معنويًا، ‏اقتصاديًا، عمليًا. اليوم لما طلعت المسيرات ذاهبة باتجاه عكا كل الشمال توتر، الآن هو يأتي لعندنا ويقوم ‏بجدار صوت، كان السيد فؤاد رحمة الله عليه يُناقش معي ويقول لي أنا عندي فكرة لنعمل جدار صوت ‏عندهم، طبعًا كان عنده فكرة لن أقولها الآن نتركها ليوم آخر، كنت أقول له أجلها يا سيد، نحن أصلًا عاملين ‏أهم جدار صوت عند الإسرائيليين وهو عندما نطلق مُسيرة أو صاروخ تبدأ صفارات الإنذار بكل ‏المستعمرات، وتعرفون هؤلاء جبناء ويخافون وليس عندهم معنويات وينهارون والباقي معلوم ماذا يحدث ‏لهم، هذا أهم جدار صوت نحن نقوم به بالنسبة للإسرائيلي. ‏
في كل الأحوال، اليوم هذا الإسرائيلي الذي يُهدّد ويرعد ويزبد أنا من يومين قرأت دراسة لأحد الخبراء ‏الاقتصاديين اللبنانيين يقول فقط في الشمال هناك مصانع كيميائية بقيمة 31 مليار دولار، مصانع ‏تكنولوجيا، تعرفون إسرائيل دولة متقدمة عالميًا بصناعة التكنولوجيا، مصانع تكنولوجيا بقيمة 76 مليار ‏دولار، مصانع كهرباء بقيمة 9 مليار دولار، مصانع مواد غذائية لأنّ كل المواد الغذائية لكل فلسطين من ‏الكيان هو من الشمال، مصانع مواد غذائية 12 مليار دولار، استغرق العمل لإنشائها 34 عامًا، هذا كله ‏يذهب بساعة واحدة نصف ساعة، إذا قمنا بجمعهم يكون جمعهم فقط ما قام هو بإحصائهم 130 مليار دولار، ‏هذا عندنا في الشمال ولا نتحدث عمّا بعد الشمال.‏
في كل الأحوال، لا يوجد شك أنّ هذا الانتظار هو انتظار ضاغط، البورصة في تل أبيب بحالة انخفاض ‏منذ أسبوع وما زالت، الإجراءات المتخذة معلومة وكبيرة. اليوم كل هذه الوفود الآتية التي تضغط على لبنان ‏ووفود على إيران واتصالات، اليوم لا يوجد شك الكل مضغوط، عندما نتحدث عن الوضع في المنطقة الكل ‏طبعًا متربص وينتظر وهناك أناس كثر قلقين وهذا طبيعي ومُتفهّم، لكن أريد أن أقول كلم شيئًا جديدًا، ‏الجديد أنّه على مدى 75 عامًا كُنّا نحن الذين نُهجّر، من 75 سنة، من 48 أهل الجنوب يُهجّرون، من 48، ‏وبكل الحروب التي حصلت لاحقًا، وبالسبعينات وبالـ 78 وبالـ 82 وحتى بالـ 2006 هم ما كانوا يُهجّرون، ‏هم كانوا يبقون في مستعمراتهم في الشمال، دائمًا نحن الذين نُهجّر وهم كانوا يبقون في مستعمراتهم، كانت ‏بيوتنا التي تُهدم وبيوتهم تبقى، كانت مصانعنا التي تُدمّر ومصانعهم تبقى، كان يسقط منّا أعداد كبيرة من ‏الشهداء والجرحى ولا يسقط منهم أحد، أصلًا لا يُخدشون، لا يحصل عليهم شيء إلا القليل، كانت تُغادر ‏الرعاية الأجانب من بلدنا وتبقى في الكيان، كان يتوقف مطار بيروت ولا يتوقف مطار بن غوريون، كانت ‏تتوقف شركات الطيران الأجنبية عن المجيء إلى بيروت ولا تتوقف عن المجيء إلى تل أبيب، كان يتضرر ‏اقتصادنا ولا يتضرر اقتصادهم، مع أنّ اقتصادهم ضخم وكبير وإذا تأذى يظهر ذلك، واقتصادنا اقتصاد ‏لبنان جميعكم تعرفون جنازته. ‏
هذا كله تغيّر اليوم، هذا كلّه تغيّر اليوم وأنتم تشاهدون، شركات الطيران تتوقف على بيروت وتتوقف على ‏تل أبيب، الرعايا يخرجون من لبنان ويخرجون من الكيان، أهل الجنوب في القرى الأمامية يُهجّرون ‏والمستعمرين في شمال فلسطين 270 ألف يُهجّرون، بيوتنا تُهدم بيوتهم تُهدم، مصانعنا تُحرق مصانعهم ‏تُحرق، أناسنا يخافون أناسهم يخافون، هذا بفضل ماذا؟ وعليهم أن يعملوا كل حساب، يضرب في الضاحية ‏ويرسل رسالة مع الأمريكي أنّه أنا توقفت، ماذا يعني توقفت؟ أنه قال هو توقف، لماذا؟ لأنّ الحرب لها ‏حساباتها، لا أحد يُهوّل عليكم يا إخواني وأخواتي بالحرب، أنا لا أنفيه، ولكن أقول لكم حساب العدو للذهاب ‏إلى حرب واسعة هو حساب صعب ومُعقّد وكبير وهذا ليس قرارًا سهلًا أنّه يلا هناك حرب، الأمور ليست ‏بهذا التبسيط، وعندما يريد الذهاب إلى حرب لا يحتاج إلى ذريعة، الذي قمنا به اليوم وأمس وأول أمس ‏والذي كُنّا نقوم به خلال عشرة أشهر لو كان مشروع نتنياهو هو الذهاب إلى حرب مع لبنان لذهب إلى ‏الحرب مع لبنان، هو ليس بحاجة إلى ذريعة، مثل موضوع مجدل شمس مثلًا، اليوم ماذا حصل؟ أطلت ‏عليكم قليلًا لا بأس هو الوضع يحمل والظرف يحمل والوضع يحتاج لتوضيح، بالإعلام مسيراتنا وصلت ‏إلى عكا، إلى شرق عكا، والهدف قاعدة لقيادة غولاني، لواء غولاني، أحد الصواريخ الاعتراضية انطلق ‏ليعترض إحدى المسيرات في سماء نهاريا، طبعًا فشل في اعتراضها فأين سقط الصاروخ؟ سقط بقلب ‏نهاريا، هذا ما شاهدتموه على التلفزيونات، على الأوتوستراد، هناك سيارات أمامه وهناك سيارات خلفه، ‏وحتى الآن إعلام العدو يتحدث عن 19 إصابة في نهاريا، في البداية ماذا قالوا؟ قالوا هذه الإصابات ‏والاعتداء – بتعبيرهم – على نهاريا كان بمسيرة من حزب الله، لكن قبل قليل خرج متحدث الجيش ‏الإسرائيلي حتى يعترف أنّه لا هذا كان صاروخ قبة حديدية فشل في اعتراض المسيرة، طبعًا قبل أن يخرج ‏المتحدث كان رئيس بلدية نهاريا يدعو للحرب، أنّ حزب الله ضرب نهاريا، طبعًا هنا أريد أن أستفيد من ‏هذه الحادثة حتى أقول أنّ جيش العدو مُلزم أن يُوضّح في نهاريا لأنّه إذا تبين أنّ حزب الله هو الذي ضرب ‏نهاريا وضرب مدنيين ووسط المدينة هو مُلزم بالذهب إلى رد فعل سيأتي بالمنطقة إلى حرب، وأيضًا ‏هؤلاء إسرائيليين، هنا لا يوجد مشروع فتنة، بينما في مجدل الشمس لا يجرؤ أن يقول الحقيقة لأهلنا العرب ‏السوريين من الطائفة الموحدين الدروز الكريمة والكرام، أن يقول لهم الحقيقة لأنّه هناك يوجد تضليل ‏ومشروع فتنة، هناك بحث عن حجة. ‏
في كل الأحوال، اليوم الوفود تأتي وتضغط وتتحدث، وأنا أقول لكم، بعض هذه الوفود أو الاتصالات هي ‏من جهات وقحة، هؤلاء أصلًا لم يُدينوا ولم يستنكروا الاعتداء على الضاحية وقتل المدنيين نساءً وأطفالًا، ‏لا تريدون أن تدينوا قتل السيد محسن وتعتبرونه إرهابي ماشي الحال، النساء والأطفال ماذا؟ هؤلاء لم ‏يستنكروا ولم يُدينوا اغتيال اسماعيل هنية الشهيد القائد في قلب طهران وهو اعتداء على إيران الدولة ‏المعترف بها دولة ذات سيادة، لا يدين ولا يستنكر وعندما نُقتل يأتي وينظّر علينا بضبط النفس وبالهدوء ‏وانتبهوا والمنطقة وكذا..، وأنتم لم تستنكروا ولم تدينوا ولم تفعلوا شيئًا مع نتنياهو الذي يقتل الفلسطينيين ‏والنساء والأطفال ويرتكب المجازر في كل يوم تحت أعينكم وأسماعكم، هذا ليس منطقيًا وليس طبيعيًا على ‏الإطلاق، تأتي وتنظر علينا وتقول أنّه لا اصبروا وتحملوا وطولوا بالكم وكذا.. الأميركي ماذا يقول الآن؟ ‏يقول لإيران وللبنان وللجميع، طولوا بالكم علينا قليلًا وأعطونا القليل من الوقت، نحن نعمل لوقف الحرب ‏في غزة، أليس هدفكم وقف الحرب في غزة؟ نعم نحن هدفنا وقف الحرب في غزة، وكل هذا الثمن الباهظ ‏نعم والغالي، هؤلاء أغلى ناس عندنا الذين استشهدوا حتى الآن، من أغلى الناس، القادة والشهداء والرجال ‏والنساء، أغلى الناس هؤلاء، نعم الهدف هو وقف العدوان على غزة، وقف الحرب على الشعب الفلسطيني، ‏ولكن من يمكن أن يثق بالأمريكي؟ عشرة أشهر خداع ونفاق وكذب على كل المجتمع الدولي وشعوب العالم ‏ودول العالم أنه نريد أن نوقف الحرب ونوقف الحرب وهي مستمرة، وسلاح ومال وقذائف وصواريخ ‏ومليارات الدولارات ويرسلون لهم من جديد أساطيل ومدمرات. ‏
لذلك من آخرها يا إخوان ويا أخوات، من أولها ومن آخرها، ردنا آتٍ إن شاء الله، هذا أولًا، وحدنا أو مع ‏المحور، هذه الفرضيات موجودة، يمكن أن نرد كلنا جميعًا في وقت واحد ويمكن يطلع معنا المصلحة ‏بالمحور أنّه كل واحد يرد عندما يريد وعلى طريقته بالهدف والأهداف التي يختارها هو، وحدنا أو في إطار ‏ردّ جامع لكامل المحور، هذه معركة كبيرة ودم غال وعزيز واستهداف خطير لا يمكن أيًا تكن العواقب أن ‏تمر عليها المقاومة هكذا، ولذلك كما قلت بالتشييع، أنا اليوم لم أخطب خطابًا حماسيًا حتى أحمسكم وتهتفون ‏وتقولون شعارات، لا، نتحدث بمنطق وعقل ومسؤولية ومستقبل نريد أن نصنعه سويًا، بصبرنا جميعًا ‏وبتحمّلنا وبتوكّلنا على الله، بدماء شهدائنا، بالأعباء الملقاة على بلدنا، على وطننا، على شعبنا، على بيئتنا، ‏يجب أن نُكمل، من الذي ذهب إلى التصعيد أيها الإخوة والأخوات، هناك بعض الناس في لبنان يحملون ‏مسؤوليات، عشرة أشهر نحن وضعنا ضابطة ووضعنا سقف رغم أنكم تعرفون هناك مطالبات كثيرة في ‏العالم وحتى من الإخوة الفلسطينيين لنا أن نُعلي السقف ونوسع أكثر ونغمق أكثر ونصعد أكثر، لكن نحن ‏دائمًا كُنّا نرعى ما بين جبهة الإسناد والوضع في البلد، وعشرة أشهر والأشهر الماضية هناك جبهة وشهداء ‏وتشييع شهداء وهناك مقطع ثاني كبير من لبنان مهرجانات سياحية وترفيه وأناس تعيش على مهلها ‏وعشوات وغدوات والمطاعم ممتلئة والفنادق ممتلئة والمطار يستقبل ما شاء الله المغتربين والسواح، نحن ‏كنا ندير المعركة بهذه الطريقة طبعًا بالتنسيق في مكان ما ليس بالقتال بل بالموضوع الداخلي مع المسؤولين ‏في الدولة، ونحن لم نذهب إلى التصعيد، حتى عندما قُتل قادة أعزاء لنا، عندما قتلوا الشهيد أبو طالب ذهبنا ‏نحو تصعيد محدود، عندما قتلوا الشهيد أبو نعمة ذهبنا نحو تصعيد محدود، حتى عندما قتلوا المدنيين ‏استهدفنا عسكر ولم نقتل مدنيين، لكن لا يستطيع أحد في لبنان يشاهد العدوان على الضاحية بنفس العين، ‏يجب أن يرى الموضوع بعين مُختلفة، الإسرائيلي هو الذي اختار هذا التصعيد مع لبنان، إيران لم تفتح ‏جبهة، إيران تدعم سياسياً، مالياً، عسكرياً، تسليحياً، نعم، لكن لم تفتح جبهة نار، هو ذهب واعتدى على ‏إيران حتى تفتح جبهة نار. إذًا في لبنان نحن حريصون جداً على شعبنا، على بلدنا، على أمن بلدنا، على ‏بنيته التحتية، على أن لا يتأثر كثير من الناس ونحن نحمل هذا العبء بشكل مباشر وبشكل أخص بيئتنا ‏المباشرة والخاصة، ولكن لا يمكن أن نُطالَب من أحد لا في لبنان ولا في خارج لبنان أن نتصرف مع ‏العدوان الذي حصل يوم الثلثاء الماضي على أنّه عدوان طبيعي في سياق المعركة القائمة منذ عشرة أشهر. ‏
لذلك ردّنا آتٍ إن شاء الله، ردنا آتٍ قويًا مؤثرًا فاعلًا، وبيننا وبينهم ما زالت الأيام والليالي وننتظر الميدان. ‏
لروح قائدنا الشهيد، لكل القادة الشهداء، لكل الشهداء، عهدنا ووعدنا بأن نُواصل الطريق، نحفظ أمانتكم ‏ودماءكم ونُحقّق أهدافكم، والسلام عليكم جميعًا ورحمة الله وبركاته وإلى اللقاء.‏

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى