هل ستجر السعودية الكويت إلى قطار التطبيع من خلال خط سكة الحديد؟*
*
عدنان علامه
أعلنت الكويت أمس عن مشروع سكة حديد يربطها مع السعودية بطول 115 كلم حتى منطقة الشدادية في الكويت. وهذا المشروع يثير التساؤلات ولا سيما ان وزير نقل وإستخبارات العدو يسرائيل كاتس كان قد توجه إلى مسقط بتاريخ 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2018؛ واتت زيارة وزير العدو بعد قيام رئيس الوزراء السابق نتنياهو بتاريخ 26 اكتوبر/تشرين الاول 2018 بزيارة لسلطنة عمان بدعوة من السلطان الراحل قابوس بن سعيد.
وقد تزامن الإعلان الكويتي مع الإعلان المصري عن زيادة إيرادات قناة السويس:-
“أعلن رئيس هيئة قناة السويس أمس الأحد السيد أسامة ربيع ، أن القناة سجلت منذ بداية العام الحالي إيرادات غير مسبوقة بلغت 6 مليارات دولار” .
“وقال ربيع، في بيان إن “معدلات الملاحة بالقناة خلال العام الجاري مبشرة للغاية، حيث بلغت حصيلة الإيرادات المحققة بدءا من شهر يناير/ كانون الأول 2021 وحتى النصف الأول من شهر ديسمبر / كانون الأول الجاري 6 مليارات دولار”.
وقد توجه وزير النقل والاستخباراتفيكيان العدو يسرائيل كاتس بتاريخ 04 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018 إلى سلطنة عمان للمشاركة في مؤتمر النقل الدولي الذي يقام في العاصمة مسقط خلال الفترة من 6 إلى 8 تشرين الثاني (نوفمبر) حتى قبل تطبيع الإمارات والبحرين مع العدو الصهيوني بتوجيه وموافقة وتنسيق سعودي تام.
وآمل التركيز والمقارنة ومدى التطابق والتماهي بين ما قاله الوزير كاتس والبيان الكامل للسيد حسين الخيّاط رئيس هيئة الطرق والنقل البري في الكَويت. ويبدو أن مشروع كاتس قد أصبح قيد التنفيذ من أموال الخليجيين ودون ان يدفع العدو سنتًا واحدًا
فقد نقل الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرنوت” عن كاتس :-
“هذه زيارة تاريخية ستحسن العلاقات بين ~”إسرائيل~ ” وسلطنة عمان، وأعتزم تقديم وتعزيز مبادرتنا المشتركة (سكك حديدية من أجل السلام الإقليمي) لربط دول الخليج ” ~بإسرائيل~ ” والبحر المتوسط”.
وأشار إلى أن هذا سيخلق محورا سيتجاوز إيران.
وأضاف الوزير كاتس أن ”تطبيعًا من خلال قوة” أمر مهم وسيكون قابلا للتنفيذ.
وأكد رئيس هيئة الطرق والنقل البري في الكَويت السيد حسين الخياط:-
“الشركة ستكون من القطاع الخاص والهيئة ومفتوحة للمساهمة من قبل المساهمين”.
وشدد على أن “عملية إنشاء سكة حديد ستكون جديدة بالنسبة للكويت، ولكننا سنقوم بهذه المهمة”.
ويأتي هذا المشروع ضمن مشروع أوسع لإنشاء سكك حديدية لربط دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تعرف باسم “قطار الخليج”.
ويقدر الطول الإجمالي للمسار بحوالي 2117 كيلومترا، يربط مدينة الكويت مرورا بكافة دول المجلس وصولا إلى مدينة مسقط العمانية، عبر صحار، وتقدر التكلفة الإجمالية المشروع بنحو 15.4 مليار دولار أمريكي.
يؤكد السيد الخياط بوجود مشروع متكامل ولكنه لم بشير بأي كلمة عن ترابط مشروع الكويت مع مشروع كانس المتمثل ب (سكك حديدية من أجل السلام الإقليمي) لربط دول الخليج ~بإسرائيل~ والبحر المتوسط”.
وهذا الربط يتضمن مشاريع خطيرة للعدو ويتمثل بالحلم التاريخي للكيان الغاصب بإنشاء ~”إسرائيل”~ الكبرى وذلك. من خلال إستبعاد منافسيها المتمثل بمرفأ بيروت وقناة السويس.
وقد يتطلب مشروع إنشاء قناة بن غوريون مع ما لشرتنا به السفيرة الأمريكية السابقة بعودة اليهود إلى مصر للمطالبة بالأملاك التي أممها الرئيس عبد الناصر خلال فترة حكمه بعد السعي إلى إفقار الحكومة المصرية؛ وبذلك يحكمون مصر ويصبح المصريون عبيدًا لهم .
وقد اخترت بعض المقاطع من مقال مهم جدًا بعنوان “قناة بن غوريون خطوة إضافية ~لإسرائيل~ الكبرى” للكاتب غسّان حجّار في جريدة النهار العربي الصادرة بتاريخ 30 مارس/ آذار 2021. وقد لفتني إستعمال الكاتب كلمة “تفجير” مرفأ بيروت بصيغة الجزم وليس بصيغة الإحتمال غامزًا عن مسؤولية العدو عن التفجير :-
“.…وبات الحلم بالسيطرة الاقتصادية والمالية على دول المنطقة سواء بالتطبيع معها والانفتاح بدخول اقتصاداتها بطريقة شرعية، قد تفيد الطرفين، ولو بنسب مختلفة. أو أن يتم الدخول الى هذه الدول عبر اختلاق الفتن والحروب والصراعات، وتشهد الدول التي ترعاها إيران هذه التفككات والصراعات من اليمن الى العراق وسوريا ولبنان، ما يجعلها عرضة لكل أنواع الاختراقات وخسارة اقتصاداتها، بل وقوعها في العجز وتحت وطأة الديون، بما يجعلها رهينة رغبات وقرارات دولية.
وقد أتى إفلاس لبنان في هذا الإطار، خصوصاً بعد “تفجير” مرفأ بيروت الذي حوّل الأنظار الى ميناء حيفا الذي من المتوقع أن يلعب دوراً محورياً في المنطقة بعد إنجاز تطويره من قبل شركات صينية دخلت على الخط.”
وأما قول كاتس بربط دول الخليج بالبحر المتوسط فإنه إلي جانب ربط تلك الدول بميناء حيفا وإيلات عبر الأردن فإنه يحمل في طياته مشروعًا خطيرًا يقضي على الإقتصاد المصري المعتمد على إيرادات قناة السويس بعد ضمان إفقار لبنان كما بشرنا به كل من بومبيو وفيلتمان: “خياران أمام لبنان؛ إما الفقر الدائم أو الإزدهار المحتمل”. وللأسف فقد تم تنفيذ الخيار الأول بنجاح لصالح العدو.
واقتبست من مقال الكاتب غسان حجّار التالي:-
… وفي آخر الفصول، إعلان إسرائيل بدء العمل في “قناة بن غوريون” القناة البديلة لقناة السويس التي أقفلت لأيام مسببة تعطيلاً في حركة التجارة العالمية استدعت التفكير في بدائل ممكنة في حال تكرار حوادث إقفال للقناة المصرية.
وكانت تقارير إسرائيلية ذكرت قبل سنتين أن السلطات تخطط لإنشاء قناة تربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط. وأوضح مهندسون إسرائيليون أنه بإنشاء قناة تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط تصبح منافسة لقناة السويس، حيث أن المسافة بين إيلات والبحر المتوسط ليست بعيدة، وتشبه تماماً المسافة التي أخذتها قناة السويس لوصل البحر الأحمر مع البحر الأبيض المتوسط. وستقوم إسرائيل بخفض المسافة التي تجتازها السفن في قناة السويس إلى البحر الأبيض المتوسط.
وبخلاف قناة السويس التي تنظم السير في اتجاه واحد مداورة للسفن، فإن الكيان الغاصب سيقدم عليها بحفر قناتين مستقلتين؛ واحدة من البحر الأحمر إلى المتوسط، والثانية من المتوسط إلى البحر الأحمر. فلا تتأخر أي سفينة في حين تمضي السفن في السويس أسبوعين كي تجتاز القناة. وينوي الكيان إقامة مدن صغيرة وفنادق ومطاعم ونوادي سهر ليلية على القناة التي ستشقُّها والتي سيبدأ العمل بها في غضون شهرين.
وبناءً عليه فأن مشروع سكك الحديد مع السعودية سيربط الكويت في النهاية بقطار التطبيع مع الصهاينة؛ ولا ننسى بأن عيون أمريكا على العراق لإجبار مسؤوليه للإلتحاق بقطار الذل لتشكيل جبهة خليجية واسعة تشكل محورًا بوجه إيران. وقد سمعنا بعض الأصوات النشاز في العراق تصب في ذلك الأطار.
قال الله تعالى في كتابه الكريم:- { وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (آل عمران – 54)
وقال جلّ علاه في آية آخرى:- ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ (الأنفال-30)
وإن غدًا لناظره قريب
21/12/2021