الجلاء لجمهورية العربية السورية…
يتزامن اليوم عيد الجلاء في الوطن السورية هذا العام مع عيد الفصح المجيد في عام ٢٠٢٢ في ١٧ نيسان ، كما تزامن عيد الفصح المجيد أيضاً في عام ١٩٤٦ ، في يوم ١٧ نيسان الذي أصبح عيد الجلاء لجمهورية العربية السورية…وللعلم أن عيد الفصح متحرك يتغير تاريخ عيد الفصح كل عام ..وفي عيد الفصح اليوم قام السيد يسوع المسيح عليه السلام من بين الأموات.
ويقول الكتاب المقدس أنه بعد صلب المسيح، تم إنزال جسده عن الصليب ووضعه في كهف، وتم وضع حجر على المدخل حتى لا يتمكن أحد من سرقة الجثة مع وجود حراس رومانيين في الخارج.في اليوم الثالث بعد الصلب، ذكرت الأناجيل المقدسة أنه قام يسوع وظهر لمريم المجدلية إحدى تلاميذه…
وها نحن نرى كأنها بشارة من الله لعباده المحتسبين الصابرين، بهذا التزامن المبارك …وإن النصر المقدس للوطن سورية قيادةً وجيشً وشعبً قادم لا محالة ،وسوف يملئَ الوطن عدلاً وقسطاً كما مُلِّئَ جورً وظلمً… وكما أصبح عيد الفصح مقدساً لكل المؤمنين ، أصبح الإحتفال بعيد الجلاء في وطني تقليداً وطنياً مقدساً من تقاليد الشعب السوري منذ عام ١٩٤٦، عام رحيل وجلاء الاستعمار والجيوش الأجنبية عن أرض الجمهورية العربية السورية. واستمرت القوى الوطنية تحيي هذا التقليد كل عام…وإن الاحتفال بالجلاء زيادة جرعة الإنتماء،لدى جموع الشباب التي تجعلهم يبذلون جهدهم في خدمة وطنهم عن طريق التفاني في تحرير وطنهم ، وتذكرهم
بأبرز المجاهدين المناضلين الذين سطّروا المجد والفخر لبلادهم ، والذين هم القادة الابطال وعلى رأسهم سلطان باشا الأطرش ، ويوسف العظمة ، ومحمد طه الاشمر ،ورمضان شلاش ، وعبد الرحمن الشهبندر، وحسن الخراط ،والشيخ صالح العلي، وعقلة بيك القطامي ، وأحمد مريود، وإبراهيم هنانو ، والمناضلة نازك العابد ، وفوزي القاوقجي ، واسماعيل باشا الحريري ، وعياش الحاج، وسعيد آغا دقوري وغيرهم كثر من المجاهدين الأبطال حملة راية الاستقلال…
وجاءت هذه الثورة السورية الكبرى امتداداً للثورات السورية
التي بدأت منذ أن وطئت قوات الاستعمار الفرنسي الساحل السوري في أوائل عام ١٩٢٠، واستمرت حتى أواخر حزيران عام ١٩٢٧، وكان من أبرز نتائجها انتصار سلطات الانتداب الفرنسي عسكرياً إلا أن المقاومة السورية استطاعت زعزعة سياسة الفرنسيين في سورية واقناعهم بأن الشعب السوري لن يرضخ ولا بد من تأسيس حكومة سورية وطنية، وإجبارهم على إعادة توحيد سورية بعد ما قاموا بتقسيم وفصل الجنوب والشمال والساحل السوري عن الوطن سورية واجبروا الثوار الأغرار المستعمر الفرنسي اجراء انتخابات برلمانية، وكما مهدت هذه الثورة لخروج الفرنسيين نهائياً من سورية في عام ١٩٤٦… وهدم المشاريع الانقسامية والأنفصالية…ويظل في الذاكرة ، أن هؤلاء المناضلين هم أكثر شهرة وقوة وبطولة في العالم ، وسيظل التاريخ شاهداً عليهم وعلى ما قاموا به من دور بطولي لوطنهم السوري أبد الدهر ، وكان لهؤلاء المناضلين حكم وأقوال وأفعال كثيرة تعطي للأجيال التي أتت من بعدهم المزيد من الحكمة والأمل والنشوة من أجل الانتصار حتى وان كان صعب المنال ، من خلال مسيرتهم ضد الاستعمار وهم يحملون لواء الجهاد من أجل الدين والوطن …
فكان يوم الجلاء يوم عظيم في تاريخ الشعب السوري الذي جاهد وناضل وبذل من أجل تحقيق استقلال الوطن كثيراً من الدماء والشهداء، والاستقلال يستحق هذا وأكثر، لأن الشعب المستضعف الذي يتعرض لاستعمار شعب آخر أو أمة أخرى تستبيح الأرض والعرض والإنسان والمال والمقدرات والخيرات وتصادر الإرادة، وتهدر الكرامة ،أمر مهين للغاية واعتداء سافر يتعارض مع كل المبادئ الإنسانية والأعراف البشرية والديانات السماوية، وحقبة الاستعمار بقعة سوداء مظلمة في تاريخ البشرية ، تستحق عبارات الاستنكار والشجب والتقبيح والإدانة العميقة التي يجب أن تكون محل إجماع جميع الأمم..
وها نحن اليوم في وطننا الغالي سورية التاريخ يعيد نفسه لأحتلال سورية وسرقة مقدراتها ومحاولة تقسيم الوطن سورية … فما كان من الشعب السوري الصامد وجيشه العظيم وقائده المفدى سيادة الرئيس بشار الأسد حفظه الله إلا أن يقود الجهاد والنضال ويقدمون الغالي والنفيس وكوكبة من الشهداء الابرار ،والجرحى الأطهار من أجل تحقيق استقلال وطننا الغالي سورية من الغزاة المستعمرين الذين كانوا أكثر من ثمانين دولة غزة الوطن سورية بكل ما يملكون من قوة ولكن انكسروا هم وعملائهم الخونة المأجورين على أبواب قلعة دمشق العروبة ..
وها هو القائد البشار وجيشه المغوار يسير نحو تحرير كامل الجغرافية السورية من براثن الإرهاب والاحتلال وسوف نحتفل بالعاجل القريب بتحرير كامل الجغرافية السورية ..
ويرسم التاريخ الجديد لسورية الحديثة وسوف تتغنى الأجيال القادمة بااساطير الأبطال وما قدموه على مذابح الكرامة لدحر كل محتل أثيم…
رحم الله الشهداء الابرار وشفى الله جرحانا الشهداء الأحياء الذين كانوا هم جسر العبور لنجاة الوطن سورية..
وها هي اليوم الاحتفالات الجماهيرية في ذكرى الجلاء عمت أنحاء الجمهورية العربية السورية وكان البارز بها صوت مجا.هدي ومناضليه الجولان السوري المحتل شيباً وشبابا باحتفال جماهيري كبير عبروا به عن موقف أهالي الجولان السوري المحتل على مد التاريخ …
كل عام وانتم بخير ويكون هذا العام عام النصر للوطن قيادةً وجيشً وشعبً بكل الميادين..
والمسيح عليه السلام منذ مجيئه أتى ليفرح القلوب ،وبعد أسبوع الآلام قام ملك السلام وفرح القلوب، بالقيامة المفرحة حقاً قام رئيس السلام، عيد قيامة سعيد فصح مجيد ،أعاده الله على الوطن سورية عامة بالخير واليمن والبركات وعلى أخوتنا في الطائفة المسيحية خاصة ..
والله من وراء القصد
الفقير لله مجدي نعيم.