بقلم ….. الشيخ فادي سكرية
بعض السياسة من القرٱن الكريم: كتب الشيخ فادي سكرية يعتقد البعض أن السياسة هي إدارة شؤون البلاد والعباد بالطريق الذي يراه مناسبا معتمدا في ذلك على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة أو على أساس “عم نمشي الحال” أو على أساس كما يقول البعض نطير بين نقاط المطر ما يعني شدة الحزلقة والتشاطر.ونحن لا نلوم غيرنا على ما يفكر فيه وكيف يدير أموره ؛ ولكن إذا أردت أن تكون مسلما فعليك أن تنتهج السياسة التي يرضاها الله وعلى نهج رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وتصل إلى الغايات المنشودة بطريق شرعها الله ولا تبرر الوسيلة بما تقصد إليه من غايات.وعلى هذا الصعيد لا بد لكل تطلع سياسي أن يحكم بمسألة من الكتاب الكريم أو من السنة المطهرة .ومن المسائل التي تطرح اليوم على مستوى الوضع القائم وعلى صعيد ما يجري من تعديات وظلم بدأ مع اهلنا في غزة ولم ينته في لبنان ليتخطاه إلى سوريا واليمن من اعتداءات إجرامية للعدو الصهيوني ؛ومن اجرام ممنهج في حق اهلنا هناك وهنا وفي كل مكان فالسؤال الاول في السياسة هو:مع من تكون ومع من يجب أن تصبر وتصابر لتضمن رضا الله عز وجل.وياتي الجواب الإلهي في سورة الكهف حيث يقول الله عز وجل :(واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا) يعني فيما يجري من أمر الحرب مع الكيان الصهيوني اليوم كيف يجب أن تفكر واين يجب أن تكون وهل عندك شك بأن الصهاينة واعوانهم هم من الذين أغفل الله قلبهم عن ذكره وان أمرهم فرطا .ورب قائل هذه ليست بحجة أن يكون الذي يقاتل الصهاينة اليوم هو من أمرت أن اصبر نفسي معه .وهنا يأتي السؤال الثاني:كيف اميز في وقت تكثر فيه الفتن والأفكار وتتقاطع المصالح وتختلف ويختلط الأمر على اللبيب ؟كيف اميز في هذا البحر من الطروحات مع من يجب أن التكافل واتضامن ومع من يكون الرأي والنهج؟!نقول : على من يريد جوابا شافيا في هذا الأمر أن يتتبع ايات الله عز وجل وأحاديث النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ليكون على بينة من الأمر ووضوح في الرؤيا وصلابة في الموقف الذي يتبناه ويسير عليه.خيرية أمة محمد صلى الله عليه وسلم والتي ذكرها الله عز وجل في كتابه وبغيرها لا خيرية لهذه الأمة هي الأمر بالمعروف (انواع الخير) والنهي عن المنكر (دفع الظلم وغيره من مفسدات عيش البشر) فقال عز وجل :(ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون) .من قام بدفع الظلم عن الناس إن وجد ومساندة المظلوم في قضاياه والضرب على يد الظالم في ظلمه هو من المفلحين فأنت بالضرورة معهم في هذا الأمر والا ما كنت في مراد الله عز وجل.ورب قائل بأن القوة الغير متكافئة بين من يقاوم الظلم والظالم يؤدي إلى خراب كبير كما حدث في غزة ولبنان ويحصل اليوم في اليمن. الذي يقول هذا الكلام كأنه لم يدرس التاريخ ولم يدرس غزوات الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ولا الغزوات من بعده حيث أنه لم يرد في تاريخ الغزوات أن هناك تكافؤ في القوى بين المجاهدين واعدائهم فمنذ الغزوة الاولى في بدر الكبرى من المعروف أن عدد المسلمين المجاهدين كان ٣١٢ مجاهد وعدد العدو يصل إلى ال ١٠٠٠ مع الفارق الواضح في العتاد حيث هناك الزيادة واضحة في عتاد قريش وأحلافها وعتاد المجاهدين مع رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه.وفي هذه الغزوة نزل من الآيات ما يبين الفرق بين الطرفين في العدة والعتاد وكيف أن الله سخر الملائكة ليقاتلوا مع المؤمنين ويثبتونهم ومن أراد المشهد مفصلا فليقرأ سورة الانفال في كتاب الله عز وجل.ولكن هناك لفتة في هذه السورة وفي أول أية منها أن الأساس ليس الغنائم ولا حتى النصر ولكن صلاح ذات البين حيث قال تعالى:(يسألونك عن الانفال قل الانفال لله والرسول فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم واطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين) يعني الأصل المباركة للنصر ولكن الأهم أن تتقوا الله وتصلحوا ذات بينكم .لانه من يظن بأن الإسلام فقط جمع بين الناس فهو واهم لأن الإسلام جمع بين المؤمنين (والف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم)وفرق بين المؤمنين وعدوهم فمن غير المعقول أن تكون بينك وبين من يقاتلك في دينك مودة تدعيها(ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم اولئك هو الخاسرون)(لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ) فكيف بالاغراب عن القربى وعن أية صلة في الأساس بينك وبينهم ؟ ومنعا للإطالة اتابع إن شاء الله الحديث في فقرة أخرى باذن الله عز وجل.
https://bawwababaalbeck.com/wp-admin