بقلم د.احمد فخر الدين
تحديات داهمة في أفق المنطقة
بين انهيار النظام وتدمير الدولة اي مستقبل لسوريا
بقلم د.احمد فخر الدين
بعد أن نجحت الثورة ممثلة بهيئة تحرير الشام في الوصول إلى مقاليد السلطة في دمشق .وحدث الانهيار السريع والمريب لنظام الرئيس الأسد ثمة اسئلة ترتفع في الأفق حول الخطوات التالية لوجهة القيادة الجديدة من قضايا وازمات مصيرية تعصف بالبلاد وليس رؤيتها لوضع أسس لنظام جديد للبلاد فحسب ،لم تتضح معالمه بعد..وان كانت تشي بعض المظاهر بوجهته.
اول هذه الاسئلة التي باتت تشكل تحديات مصيرية للوطن السوري ، هو تحول انهيار النظام السابق إلى تدمير لمقومات الدولة ومقدراتهاعلى يد العدو الصهيوني .
هذا التدمير الذي طال وما يزال-وحتى كتابة هذه الكلمات- ليس فقط القدرات العسكرية والإستراتيجية التي تشكل اظافر الدولة الدفاعية تجاه المخاطر الخارجية لاحقا..وانما كل ما له علاقة باسس استقرار الدولة والحفاظ على مستقبلها ..
اذا احسنا الظن فالصمت مريب تجاه ما يحصل في جنوب البلاد من اجتياح اسرائيلي لقرى ومدن بمجملها والوقوف على بعد كيلومترات غير ذات اعتبار من دمشق عاصمة العمق العربي الوحيد المتبقي ..بعد سقوط ما اسميناها لزمن عواصم الطوق بعد أن غرقت هذه العواصم في وحول الاتفاقات المذلة وتهشمت أنيابها..وأخرجت من حلبة الصراع…
يحصل دائما أن الثورات تقوم على إسقاط نظام لم يعد يلبي حاجة مجتمعه ،لكن…
لم يحصل أن رأينا ثورة تسكت على تدمير بلدها من قبل عدو خارجي وتعيش نشوة النصر وهذاالعدو يقضم اجزاءها ..
ويقضي على منشآتها الحيوية..
هذا اذا لم نصدق ما قيل عن قيام علاقة حسن جوار وجدار طيب.وماينطوي عليه ذلك من تجاوز يتعدى كل التوقعات..
السؤال الثاني وهو مرتبط عضويا بما سبق ويعتبر هاجس كل مواطن عريي اصيل..هو الموقف الذي سوف يتخذه النظام الجديد من القضية المحورية الام فلسطين والقدس وبالتالي الموقف من الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية ..رغم أن مايحدث داخل الأراضي السورية حاليا من توغل اسرائيلي دون أي ردة فعل لا ينبأ باتخاذ موقف سلبي من الاحتلال …
والشاهد هو النأي بالنفس عما يحصل في غزة حاليا..وربما لدواع تتصل بمهادنة أن لم نقل الخضوع للدول التي قدمت المساعدات والاموال للسلطات الجديدة وعلى رأسها اميركا وبعض دول الخليج..
السؤال أو التحدي الثالث هو كيف يمكن أن تتخطى السلطة الجديدة التشظي الذي طال الشعب السوري بكل مكوناته واطيافه وجعل هاجس كل مكون الخوف من القادم من الايام.. وعدم لجم التجاوزات التي تحصل تغذيها احداث سابقة وتصب جهات خارجية زيتا على نارها..
ومن جملة التحديات الأخرى وليست الأخيرة وقد تتفوق بأهميتها هي التعامل مع الوجود الاحتلالي الغريب لاقسام شاسعة من الدولة السورية في الشرق وحوض الفرات من قبل النفوذ والاحتلال الأمريكي بشكله الحقيقي او بحلته الجديدة تحت عنوان “قسد” وتحكم هذا الوجود بمنابع النفط والمياه والثروة الباطنية التي تستلب من حقوق الشعب السوري بما يساعد على افقاره والتحكم في مصيره لعقود قادمة..عدا عن تشكيل هذا الوجود الاحتلالي حاجزا يقطع صلة الوصل مع دولة شقيقة كالعراق ويتحكم في منافذها الغربية لمسافة مئات الكلومترات.
كذلك الاحتلال التركي لمناطق واسعة في الشمال السوري وهيمنته على المدن الرئيسة كحلب ومنبج وادلب والتحكم في مقدراتها الاقتصادية ..واعتبارها مدنا مستعادة إلى السلطة “العثمانية”.المندثرة.
في المحصلة ومع فوز المعارضة السورية يبدو أنها تتسلم سلطة على دولة مقطعة الأوصال ..تتحكم فيها وتحيط بها احتلالات مختلفة الأهواء والمصالح لا تتفق الا على هدف واحد الا وهو تقسيم البلاد وتوزع ثرواتها وخيراتها .. الاميركي يبدو أنه اللاعب الأساسي فيما يجري يوزع الأدوار ويمسك بعصا المايسترو..
هل نقول إن مخطط برنار لويس لتقسيم الشرق الأوسط قد بدأ فعلا بعد أن عاندته سوريا لأجيال…
وكان لا بد لنجاحه من سقوط سوريا…
الأمر مرهون بالمستقبل.. وإرادة الشعب السوري والقائمين عليه .
د.احمد فخر الدين
https://bawwababaalbeck.com/wp-admin