أخبار محلية

بقلم… أ عبدالله حسن

أيها الشعب السوري ..!!كان يا مكان … في حديث الزمان .. تحديدا منذ ٢٠١١نادت الذئاب بعضها و تناقلت الخبر بأن أرضا خضراء خصبة الحياة لا تزال تنعم بالحب بالخير ، وهذا تماما ما يناسب قطيع الذئاب الجائعة المتوحشة .في إحدى الصباحات ، ربما المساءات ، ربما حينها لم يكن مهما الوقت ، فالهدف محدد ، الهدف كان إيقاف الزمن في ذاك الجزء من طهارة السموات على الارض …اليوم عاد الذئاب بهندام الخاروف البريء المسالم ، فاحتارت الطبيعة بين وجوه كائناتها و هندامهم .المعذرة أن البداية ساذجة و تشبه بداية قصص الاطفال ، و لكن هذه السخافة هي شبيهة الواقع الراهن الذي يتحدث عنه القادمون لحكم البلاد بكامل عتادهم الدموي و غباءهم العقلي و سخط ضمائرهم وأخلاقهم و الفقدان الكامل لمصداقية سلامهم ..عندما تنهار دولة بقيمة سورية فهذا لم يعد اسمه انهيار ، إنما هو قطع وريد للوجود العربي ككل ، و استبعاد فلسطين بشكل قطعي عن أي ارتباط عربي ، فتغدو أرض الميعاد أمر واقع لا نهوض بعده . هذا هو الهدف منذ اللحظة الأولى لانتشار الارهاب في سورية و السعي على مدار سنوات لجعل سورية موطنا بالمجان للوجود الصهيوني و التمادي التركي و استنكارا للحق السوري بالسيادة و الاستقلال من وجوه الغطرسة الامريكية .اليوم و قد تم التمزيق الكامل للدولة السورية المترافق بالاحتفالات من أطياف سورية متقلبة ربما أو خائفة أو الاثنتين معا ؟ لتتجاوز تلك الاحتفالات الجغرافية السورية ممتدة إلى كل مكان في العالم ، قد يكون ظاهريا هو احتفال يخص المعارضة السورية بالخارج و لكن عندما يحتفل من لا يحمل الجنسية السورية لسقوط سورية وتبنيه صورة المعارضة في حين أنه هو ذاته كعربي مناصر لقضايا التحرر لم يتحرك ساكنا و هو يتابع غزة المنكوبة و الجنوب المدمر ، حينها سيكون عنوان احتفالاتهم هو ( نعم لسقوط الأمة بأكملها فداء للصهيونية العزيزة … )الأمر السياسي السوري متروك منذ البداية للساسة وقد تهاوت قراراتهم لتصل حد السقوط في حين أنه بزمن سابق كان قد أثبت للمنظومة الدولية العلنية و الخفية قوته و ثباته ، والامر العسكري كان على بينة واضحة من خطر الحرب المحيطة فامتلك الشجاعة ليصمد سنوات طويلة إلى أن جاء التدخل السياسي المنسلخ عن الوجود السوري ليدمر جيشا كان من أعظم الجيوش التي واجهت لآخر لحظة الكيان الصهيوني بصوره المتباينة ، فجاء السقوط فعليا للجيش العربي السوري و من ثم الدولة السورية و أخيرا الرئيس السوري .غياب الرؤية الحقيقية لدى الشعب السوري بما يخص ترتيب أولوية السقوط من قبل العدو جعل من هذا الشعب يحتفل لرحيل الاسد – إن كان قد رحل فعلا – و جعل منه أيضا يجد الخلاص على يد من نكل و استباح الأعراض و الأرواح و المقدسات و كأن شيئا لم يكن …لنتحدث إذا أيها الشعب المغيب عن خطوات خلاصكم مما تقولون عنه فسادا لم يكن الا من صنع أيديكم كل من مكان عمله انتهاء بأقارب الأسد بالساحل و سلطة الدروز في الجبل و تجار الفساد في العاصمة و اسلحة المافيا العشائرية في الداخل . لنتحدث إذا عن تفشي الطائفية و النظرة الدونية للأقليات السورية بحجة الانتقام من الأسد و التنكيل بطائفته و طبعا تلك الحجة تتصف بالغباء لأن الحرب ضد الاقليات ليست صنيعة اليوم بل هي ثقافة الاحتلال المتكرر للمنطقة و امتدادا للدموية العثمانية . لنتحدث أيضا عن رغبة الفكر السني المتشدد للمواجهة المباشرة مع انتشار التشيع بشكل اكبر و مواجهة مبطنة مع الفكر السني المعتدل والذي لا يتناسب مع الطموح السلفي .طبعا هذا ولم نحدثكم بعد أيها الشعب السوري أنكم وعندما كنتم تحتفلون بالخلاص كان رحم الارض السورية الطاهر يتلوث بأقدام الصهاينة ، و ما دافع عنه الجيش وبذل في سبيله مئات الشهداء يوما بعد يوم أنتم الآن ترقصون و تغنون على أجسادهم الصارخة من خذلاننا لتضحياتهم ..هي البداية فقط للذهاب بسورية الى جهيم فكري و اخلاقي و ديني سيتم تعتيمه باقتصاد زاهر وهمي و متخبط سيجعل منكم أيها الشعب الذي عانى وعانى لكنه تعب و فقد صبره بلحظة … سيجعل منكم أشباحا مفرغين تماما من حضارتكم السورية العريقة ، فإن أنتم رضيتم لن يكون حينها الا ما تريدون من الذل الذي يجعل من علماء سورية سخرية لجهل حكامها و إن أنتم رفضتم سيكون حينها لكم من رفضكم حياة ..١/١/ ٢٠٢

https://bawwababaalbeck.com/wp-admin

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى