بقلم د.احمد فخر الدين
*عام الحروب البقعيةـالعالمية والثورات الجيوسياسية بالألوان الطائفية*على أعتاب عام جديد نتوسل فيه بعض الامل…وفي أعقاب عام ينسحب بكل موبقاته الكبيرة -وبعض حسنات- يتطلع العالم كما العادة إلى الخلاص من شرور اقترفتها يد انسان في هذا الكون ..وكما يقول صديق مماحك شديد التقلب ، لنرجع الكوكب إلى سابق عهده بالبراءة …فقد اوسعناه ضربا ..وتهديما وزلازل من صنعنا نحن البشر وآن له ان يرتاح لبعض الوقت… حتى لو كانت استراحة محارب .عام مضى لم تعرف البشرية فيه الا الأهوال والانتكاسات والعواصف، والحروب الهوجاء … المميز والمستجد في هذه الحروب أنها اكتسبت صفة العالمية لكن ليس على نمط سابقاتها التي عرفناها…إنما على بقع جغرافية محددة اذا اتيح لنا النظر إليها من خارج مدار الأرض كنا بالكاد نراها… حروب لاول مرة تشهد البشرية نموذجها في بقع محددة لاتتجاوز مساحتها الكيلومترات القليلة…ولكن..لكن كان العالم كله حاضرا فيها وليس شرطا أن يكون هذا الحضور بالعتاد والعدة والبشر يكفي وجوده بالدعم الاعلامي والمالي والنفسي والحرب الناعمة بكل مفرداتها..وتلاوينها.. ليس شرطا لعالمية الحرب أن تشترك فيها دول العالم كلها ..هكذا كان الوضع في الحروب الماضيةالتي وصفت بالعالمية…يكفي أن تتكتل مجموعة دول أساسية ذات وجود مؤثر في محور معين يقابلها دول أخرى في محور معارض….هذا ما حدث ويحدث اليوم في بؤر بقعية ملتهبةمن العالم تشتد فيها النيران وتخبو بحسب الدول التي لها مصلحة في تسعير لهب النيران أو اخمادها….ولانستغرب أن تتركز بؤرة النيران اليوم في منطقتنا التي زرع فيهاكيان لقيط هدفه تفتيت ما حوله وحفظ مصالح الغرب في الثروات الدفينية في ما فوق الارض وما تحتها..هذه الحرب يخوضها عتاة العالم من ذوي الياقات البيضاء والقلوب السوداء يقف إلى جانبهم لفيف هجين من دافعي الأموال ..والمحرضين من ذوي الدشاديش البيضاء والعقول الحمقاء ..وكذلك مجموعة الناطقين بالإسلام زورا ،والمحرضين على عباد الله كفرا.. الكل اجتمع في خيمة واحدة ليتقاسموا الأدوار على حلبة واحدة..قد اوكلوا أمرهم الى سلطان عثماني جاء من الشمال يدعي التحرير لمدن خرجت عن الطاعة السلطانية.. وعدو خداع ماكر يقدح الشرر من عينيه منتهزا للفرص زاحفا من الجنوب يحمل خارطة وسكينا ومعول هدم على صهوة دبابة حضر مشاركا مراسم سقوط البقرة مضاربا على النيل منها فيمايخفي نيته والرغبة في نيلها بأجمعها ، جاء من الجنوب ينادي بشرق جديد تكون له الغلبة فيه مابين الماء والماء.وفي شرقنا عنوان “ثورة” لكن الثورة لا تأكل أبناءها…المظاهر لا تشي بشيء من مفاهيم الثورة على الارض ..الثورة قد تقتلع نظاما فاسدا وتأتي بآخر اصلح لشؤون الناس لكن لا تدمر دولة وتقتلع اهلها وتسحق بمشاركة عدو تاريخي كل اسس ومرتكزات القوة والقدرة فيها.. عادت مفاهيم ابن تيمية لتحفر في العقل الاجوف إذ كل من انتهج طريقا مختلفة هو خارج عن الملة والدين والقانون الجديد وبالتالي مصيره ااما التهجير اوالقتل..اوالسحل تغيير واضح يسود وجه المنطقة الجغرافيا السياسية إلى تغيير يرافقها تغيبرات ديمغرافية لطبيعة السكان اديانهم وقومياتهم …المطلوب أن تنتظم الطوائف ومعها القوميات في كانتونات جديدة ، وان تنتهج سياسات مسالمة بل مرحبة بالجيران الجدد شمالا وجنوبا ..المطلوب باختصار ان تخرج من جلدك وتلبس ما خاطه لك القادم الجديد الحاكم بامره دون أن تنبس ببنت شفة..الجغرافيا الجديدة ستكون محكومة بمفاهيم جديدة وعلينا استيعاب الدرس…بدأ فرسان الثورة بتغيير مناهج الدراسة …حتى الكتب المقدسة يخضعونها للتمحيص والدرس وقد يخرجون بنصوص جديدة لها تواءم فكر الحاكم.(الهاكر) الجديد. ايها اللبنانيون.. عليكم أن تأخذوا هذه المتغيرات المحيطة بكم بعين الاعتبار فالمناهج التربوية عندكم لا بد أن تخضع لقانون الاواني المتصلةهذه المرة ..من الآن ليبادر وزير التربية والعاملين عليها إلى ورشة تنقيح كتب الجغرافيا والتاريخ والتربية فهذا الوطن الذي يحمل اسم لبنان وطن الارز.. حدوده الحالية ستكون مملكة يهوذا من الجنوب والجنوب الشرقي- حتى كتابة هذه الاسطر- ومن الشرق مملكة ابن تيمية ومن الشمال السطنة العثمانية الحديثة.. نم يا “برنار لويس” قرير العين فمخططك الذي عملت عليه وحملته طويلا ها هو بتجسد على الأرض .. ما هم بعد ذلك أن أطلق على نصرنا في الجنوب مسمى “النصر المر ” او غير ذلك من التسميات.
https://bawwababaalbeck.com/wp-admin