أخبار محلية

القيادة التاريخية والإلهام المستمر للثورة

2025-02-07
القيادة التاريخية والإلهام المستمر للثورة
1
السيد حسن نصر الله
بروفايل شخصية
مقدمة
هو السيد حسن نصر الله الذي افتتح عه ًدا جدي ًدا من الحرية والمقاومة والتحرر في العصر الحديث. لقد قدم السيد نصر الله النموذج العملي للقائد المل َهم والمل ِهم في تصالح الشعوب مع ذاتها، كل شعوب الأرض، عبر العودة إلىحقيقةالنفسالإنسانيةالرافضةللذلوالخضوعوالتّواقةللحريةوالعيشبكرامة.جمعس�تالكاريزماالقيادية في التواصل والتحفيز والثقة والالتزام والتواضع والتعاطف ووضوح الرؤية. هو القائد الاستثناﺋﻲ في كل الميادين والمجالات: السياسية والعسكرية والثقافية والاقتصادية والاجت�عية. قضى عمره الشريف في الدفاع عن لبنان وسيادته وحقق سلسلة من الإنجازات المشرقة في تحرير الجنوب وص ّد الاعتداءات الصهيونية، وإحباط مخططات
العدو الخارجي في ضرب استقرار لبنان وأمنه.
ق ّدمت خطاباته أس ًسا في بناء الرؤى الوطنية النهضوية لمشروع المقاومة حيث تتكامل ركيزتا مشروعية المقاومة وبناء الدولة في وحدة الأهداف وتوزيع الأدوار دون أي تناقض بينه� أو تضا ّد؛ مركّ ًزا على ضرورة رفد أحده� الآخر بالقوة اللازمة. في مسار المقاومة العسكرية أهدى نصر ﺗﻤوز لجميع الشركاء في الوطن بل للأمة كلها، وفي المسار السياسي لطالما ش ّدد على أن حزب الله من ” ُدعاة الشراكة الوطنية في بناء الدولة العادلة والقادرة والشراكة الوطنية والتعاون من أجل إخراج لبنان من أزماته” )خطاب الأم�، 10 أيار 2022(. ولطالما انتظر العدو خطابه قبل الصديق لأنه القائد الصادق، الحكيم، عميق الفكر وواسع البص�ة. أمضى السيد حياته ومن ضمن أولى أولوياته العمل على تعزيزالوعيالسياسيلدىالشعبوالأمةعموًماوالبيئةالحاضنةخصوًصا،وكانتخطاباتهالغنيةكًّ�ونوًعاميادين مفاهيمية لكل شرائح المجتمع: من نخبه إلى ع�له. ك� قدم في مؤﺗﻤر تجديد الخطاب الإعلامي في ﺗﻤوز 2021 رؤية تأسيسية شاملة تأكي ًدا منه على أهمية المعركة الإعلامية وضرورة مواكبة الخطاب للتطورات والتحولات في المنطقة في سياق دعم استراتيجية “جهاد التبي�” لنقل الحقائق وكشف التضليل والخداع الذي �ارس على الأمة لطمس
القضية الفلسطينية وتشويه �اذج المقاومة.
هو الأب المحب، الذي حفظ منذ حرب التحرير “وعده الصادق” في الوفاء والحب والالتزام لعائلته الكب�ة، الشعب اللبنا� كله. وانضم إلى قافلة عوائل الشهداء وواسى بابنه أهالي الشهداء. قضى العمر فداء لبنان على مذبح الوطنية في دروب النصر والتحرير وتعزيز الوحدة الإسلامية. وحتى النفس الأخ�، حمل القضية الفلسطينية في قلبه وقدم روحه على طريق القدس، واستحق بجدارة لقب “شهيد الإنسانية”. هو “الشهيد الكب�”، على لسان س�حة المرجع الأعلى السيد السيستا�، و “الشخصية العظيمة” و”القائد البارز ورافع راية المقاومة.. وقائد ق ّل نظ�ه” في نعي س�حة الإمام القائد السيد الخامنئي، وهو “ابن موسى الصدر والمدرسة حسين ّية كربلائ ّية مقاومة” ك� نعاه رئيس مجلس النواب، الأستاذ نبيه بري. وتبقى الكل�ت قاصرة عن مقامات القائد الذي يندر مثله. عاش مقاو ًما ح ًّرا وارتقى في جبهته وغرفة عمليات إدارة الحرب ب� أهله وشعبه قائ ًدا شهي ًدا، وحفر قبره في قلوب شعبه ومحبيه
وأبنائه المقاوم� حيث العهد لا للمهادنة ولا للاستسلام وسيبقى الشعار النهج والفكر: “هيهات م ّنا الذلة”.
2

كرونولوجيا الس�ة الذاتية لشهيد الأمة والإنسانية، السيد حسن نصر الله )31 آب 1960- 27 أيلول 2024(
31 آب 1960، تاريخ ومحل الولادة: هو السيد حسن عبد الكريم نصر الله، ولد لعائلة شيعية في منطقة برج حمود، قضاء المﺘﻦ في محافظة جبل لبنان، في حي “الكرنتينا”، أحد أكﺜﺮ الأحياء فق ًرا وحرمانًا في الضاحية الشرقية لب�وت.
النشأة: نشأ السيد في عائلة تتكون من 3 أشقاء وخمس شقيقات، وهو الولد الأكبر س ًّنا فيها. كان الوالد السيد عبد الكريم نصر الله �لك دكانًا لبيع الخضار والفاكهة، ولطالما كان السيد حسن يساعده فيها. وفي ظل البؤس والإه�ل والحرمان الذي كان يعانيه الشعب اللبنا�، أهل الجنوب خاصة، وأمام صورة السيد الإمام موسى الصدر الذي كان والد السيد يعلّقها على إحدى جدران الدكان، ومع نس�ت الثورة ضد الشاه، �ت مشاعر الإ�ان في روح السيد نصر الله، وكذلك القدرة على التغي� وحس المواجهة لرفع الظلم والحرمان. قضى معظم وقته في التردد إلى مساجد المناطق
المجاورة من سن الفيل وبرج حمود والنبعة، وأعطى قراءة الكتب الإسلامية حي ًزا كب ً�ا من فترة نشأته الأولى.
الدراسة: أتم ّدراسته الابتدائية في مدرسة “النجاح”، ثم درس في مدرسة سن الفيل الرسمية ذات الأغلبية المسيحية. ومع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، عاد مع العائلة إلى بلدته البازورية، حيث أكمل دراسته الثانوية في ثانوية صور الرسمية للبن�. وهناك التحق بـ”حركة أمل” التي أسسها السيد موسى الصدر، وكانت تعرف آنذاك بـ”حركةالمحروم�”،وتسلحبقوةالشخصيةوسعةالاطلاعوالمعرفةالدينيةالإسلامية،حتى ُع�مندوبًاللحركةبعمر
خمس عشرة عا ًما.
أواخر العام 1976، بداية المس�ة مع السيد عباس الموسوي: تعرف السيد على إمام مسجد الإمام جعفر الصادق في صور، السيد محمد الغروي، الذي ساعده للذهاب إلى النجف الأشرف، وح ّمله كتاب توصية للسيد محمد باقر الصدر، أحد أهم رجال الشيعة في تاريخهم، ومؤسس حركة الدعوة هناك خلال عقد الستينيات. وفي النجف، كلّف الشهيد السيد الصدر السيد عباس الموسوي بتولي أمور السيد نصر الله العلمية. جمعت علاقة صداقة متينة السيد الموسوي والسيد نصر الله؛ استمرت وقويت حتى شاركا في إنشاء وتأسيس حزب الله بعد سنوات، ليكتبا بذلك فص ًلا
مه ً� من تاريخ لبنان الحديث.
1978، الدراسة الحوزوية في بعلبك: عاد السيد نصر الله إلى لبنان نتيجة اضطهاد وملاحقة النظام البعثي العراقي للمحيط� بالسيد الصدر، ليبدأ الدراسة مجد ًدا، ويكمل دراسته وتدريسه للعلوم الإسلامية في الحوزة الدينية في بعلبك، حوزة الإمام المنتظر )ع( والتي كانت تتبع منهاج آية الله محمد باقر الصدر.
1982، الاجتياح وتأسيس حزب الله: بدأ الاجتياح الصهيو� للبنان، وشارك السيد نصر الله في تأسيس حزب الله في بعلبك وله من العمر 22 سنة، وكان فاع ًلا ن ِشطًا في تعبئة المقاوم� وإنشاء الخلايا العسكرية التي شكلت نواة المقاومة الإسلامية لاح ًقا. وبعد فترة، تو ّلى مسؤوليات مختلفة، منها مسؤولية نائب مسؤول منطقة ب�وت، ثم مسؤولية منطقة ب�وت، حتى استح ِدث لاح ًقا منصب المسؤول التنفيذي العام المكلّف بتطبيق قرارات “مجلس الشورى”،وهوأعلىهيئةقياديةضمنحزبالله،فشغلهالسيدنصرالله،وأصبحبذلكعضًوافيمجلسالشورى.
3

1991-1989، شغف التحصيل العلمي الديني: كان السيد شغوفًا بالدراسات الدينية، وكانت رغبته في أن يكمل دراسة العلوم الإسلامية فسافر إلى إيران للدراسة في حوزة قم، إلا أن التطورات على الساحة اللبنانية في ظل الاحتلال الإسرائيلي دفعته للعودة مجد ًدا إلى ب�وت، ومن ثم مزاولة مسؤولياته التنفيذية السابقة.
16 شباط 1992، بداية رحلة الأمانة العامة لحزب الله: إثر اغتيال الأم� العام السيد عباس الموسوي على يد الاحتلالالصهيو�،انتخبأعضاءشورىحزباللهوبالإج�عالسيدحسننصراللهأميًناعاًماخلًفاللشهيدالسيد الموسوي. وقادت الشخصية القيادية الكاريزمية الملهمة مس�ة حزب الله حتى أصبحت قوة إقليمية فاعلة تشكل تهدي ًدا حقيق ًيا على الكيان المؤقّت. وفي أوائل خطاباته بعد توليه مسؤولية الأمانة العامة، أكّد على خط المقاومة ونهجهامشّدًدا”هذاالطريقسنكملهلوُقتلناجميًعالودمرتبيوتناعلىرؤوسنا،لننتخلىعنخيارالمقاومة”
)خطاب الأم�، 18 شباط 1992(.
1992، انطلاق المشاركة السياسية: قاد السيد نصر الله معركة دخول حزب الله العمل السياسي بعد أشهر قليلة من اغتيال السيد عباس الموسوي، فشارك حزب الله في الانتخابات النيابية، وربح عد ًدا من المقاعد النيابية عن محافظتي الجنوب والبقاع، وما لبثت هذه الكتلة النيابية أن كبرت وازدادت عد ًدا في الانتخابات اللاحقة، وقد عرفت بـ “كتلة
الوفاء للمقاومة”.
13 أيلول 1997، الانض�م إلى عوائل الشهداء: استشهد السيد هادي نصر الله، النجل البكر لس�حة السيد نصر الله، في جبل الرفيع في مواجهات ضد العدو الإسرائيلي. فكانت الشهادة بوابة انض�م السيد وعائلته إلى ركب عوائل الشهداء، الحدث الذي ما رآه إلا نعم ًة شكر الله تعالى عليها قائ ًلا: “إنني أشكر الله سبحانه وتعالى على عظيم نعمه،
أن تطلع ونظر نظرة كر�ة إلى عائلتي فاختار منها شهي ًدا”.
2000-1992، قيادة مس�ة التحرير: على مدى الأعوام الث�نية، تصاعد الخط البيا� لعمليات المقاومة ك ًّ� ونو ًعا، فقد عمل الحزب على تطوير قدراته وتنوع ترسانته العسكرية، وكثّف من عملياته النوعية التي أجبرت الاحتلال على الاندحار، في 25 أيار2000، بعد احتلال لجنوب لبنان استمر 18 عا ًما. وثبتت بذلك معادلة “الع� تقاوم المخرز”، وأن ما أ ِخذ بالقوة لا يرجع إلا بالقوة، فالتحرير لا يكون إلا بالعمل العسكري ومقاومة المحتل بعدما أثبتت التجارب
فشل كل الآليات الدبلوماسية والسياسية في استرجاع الحق المسلوب في فلسط� ولبنان.
2004-1998، قائد صفقات تحرير الأسرى: قاد س�حة السيد أكبر صفقات تحرير الأسرى من اللبناني� والعرب من سجون قوات الاحتلال، ببركة دماء المجاهدين ونضال المقاوم�. ومن أهم الصفقات:

  • 26 ﺗﻤوز 1998، اضطر العدو الإسرائيلي لتسليم 40 جث�ن شهيد لبنا� وإطلاق سراح 60 أس ً�ا لبنان ًيا )بينهم 10 معتقل� في السجون الإسرائيلية و50 آخرين في معتقل الخيام(، مقابل رفات الرقيب الصهيو� إيتامار إيليا من وحدة الكوماندوز في سلاح البحرية الإسرائيلية والذي قُتل مع 11 ضابط وجندي إسرائيلي آخرين
    خلال مهمة خاصة في لبنان في كم� أنصارية عام 1997.
    4
  • 29 كانون الأول 2004، أبرم حزب الله صفقة تبادل أسرى بالوساطة الألمانية مع الكيان الإسرائيلي، هي أكبر صفقات التبادل، ووصفت آنذاك بالأكبر والأهم في تاريخ هذا الصراع، ح ّرر حزب الله من خلالها جميع
    الاسرىاللبناني�منسجونالاحتلالباستثناءالأس�الشهيدسم�القنطار.وشملتصفقةالتبادل23أس ً�ا لبنان ًيا ورفات 59 مقاو ًما لبنان ًيا، و400 فلسطين ًيا، بالإضافة الى أسرى من جنسيات عربية مختلفة: خمسة سوري�، ليبي، ثلاثة مغاربة، ثلاثة سوداني�، وأس ً�ا ألمانيا مسل ً�. في المقابل، يتسلّم كيان الاحتلال ضابط
    المخابرات، ألحنان تننباوم، وجثث ثلاثة جنود اسرائيلي� هم كانوا قد قتلوا أثناء أسرهم عام 2000.
    12 ﺗﻤوز-14 آب 2006، صدق الوعد وإفشال مشروع الشرق الأوسط الجديد: في الثا� عشر من ﺗﻤوز العام 2006، كاناللبنانيونعلىموعدمععملية”الوعدالصادق”،العمليةالعسكريةالتينّفذهاحزباللهعلىالحدود )اللبنانية – الفلسطينية(، إيفاء بوعد قطعته المقاومة الإسلامية على نفسها لتحرير أسرى ومعتقل� لبناني� في سجون الكيان المؤقت، أبرزهم عميد الأسرى، سم� القنطار. كان السيد نصر الله قد وعد بتحرير القنطار، وهو ما حصل فع ًلا بعد سنت� في عملية تبادل في 16 ﺗﻤوز 2008. استغل العدو الإسرائيلي عملية الأسر لتنفيذ مخطط للهيمنة على المنطقة عبر بوابة لبنان. كان الهدف تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد وإعادة رسم المنطقة وفق المصالح الصهيو- أم�كية، لكن المقاومة ك� يقول السيد نصر الله: “حطمت مشروع “إسرائيل العظمى” التي تعتدي على كل المنطقة وتَتكبر وتُهدد وتُعربد” )خطاب الأم�، 9 أيار 2022(. استمر العدوان 33 يو ًما؛ سطّرت فيها المقاومة أعلى درجات الصمود وأشرف المواجهات بقيادة الأم� العام السيد نصر الله الذي قاد الحرب النفسية ضد العدو عبر تثبيت البيئة الحاضنة والجبهة العسكرية واستهداف وعي القادة الصهاينة والجنود والمستوطن�. تعرضت قوات الاحتلال لخسائر فادحة واضطرت للانسحاب من جنوب لبنان دون تحقيق أهدافها، بين� لمع نجم المقاومة المرتبط باسم السيد نصر الله في العاﻟﻢ العرﺑﻲ والإسلامي. وكان السيد يفتخر بشعب المقاومة الذي يكسر كل النمطيات السائدة، ولطالما أثنى على ثباته وشجاعته، وم� أعاد التأكيد عليه في الذكرى السابعة عشر لانتصار 14 آب 2006 ما كان يسميه “العودة الشجاعة والسريعة” لأخل الجنوب إلى قراهم وأرضهم لأنها بكلام س�حته هي التي “ث ّبتت الانتصار العسكري في إفشال أهداف العدوان والحرب على لبنان وعلى المقاومة في لبنان،.. ع ّبرت عن الثبات، ثبات شعبنا في الموقف،
    وعن ﺗﻤسكه بالأرض وعن التزامه الحاسم بخيار المقاومة مه� تعاظمت التضحيات”.
    2018-2006، ح�ية المقاومة وبناء القدرات: على مدى ﺛﻤانية عشر عا ًما، سعى السيد نصر الله لح�ية المقاومة سياس ًّيا وقانون ًّيا. أفشلت حكمة السيد مخططات الخارج في الزج بالمقاومة في فﺘﻦ داخلية ومحاكم دولية. ك� أحبطت قيادته عدوان الج�عات الإرهابية على الحدود الشرقية اللبنانية، وحافظ طوال تلك السن� على المعادلة الثلاثية الذهبية: “جيش ومقاومة وشعب”. شهدت هذه الفترة تراكم قدرات حزب الله العسكرية في المجالات المختلفة، واستجابة الحزب لطلب الدولة السورية في مكافحة انتشار حالات التكف� التي ش ّكلت تهدي ًدا للبنان عمو ًما، والمناطق الحدودية والضاحية خصو ًصا؛ الاستجابة التي أ ّدت إلى انحسار التهديدات بشكل كب�. ك� ﺗﻤت مشاركة تجربة المقاومة مع فصائل المقاومة في العراق واليمن في سياق تشكيل جبهة مقاومة ضد المشاريع العدوانية التي تستهدف دول المنطقة وشعوبها وخ�اتها. وقد ساهمت قيادة السيد في تط ّور المسار المقاوم باتجاه تعزيز أسس
    “محور المقاومة” من العراق إلى اليمن، مرو ًرا بإيران وسوريا ولبنان وفلسط�.
    5

    ما بعد تشرين الأول 2019، مواجهة حصار المقاومة اقتصاد �يا: بدأت السياسات الأم�كية في مشروع تضييق الخناق على بيئة المقاومة اقتصاديًّا بعد سلسلة من الإجراءات المالية وفرض العقوبات وضرب استقرار العملة الوطنية ومحاصرة لبنان ومنع موارد الطاقة عنه. في تلك الفترة، استطاع حزب الله أن يكسر الحصار البحري ويؤمن طريق البواخر التي حملت النفط إلى موانئ بانياس في سوريا، ومن ثم في البر إلى وجهتها في لبنان، حيث تم توزيعها حيث استدعت الحاجة في مختلف المناطق اللبنانية والمؤسسات الرسمية والدينية والخ�ية. وفي خطوة جريئة أخرى، قاد السيد نصر الله حملة الدعم المادي للبيئة المقاومة ﺑﻤختلف طوائفها، فافتتحت المخازن التوف�ية لمساعدة الشعب اللبنا� وتخفيف الأعباء المعيشية عنه. ولطالما أكد في خطاباته حول الوضع الاقتصادي على ضرورة أن تكون هناك “مقاربة وطنية تشمل كل اللبناني�، مش ً�ا إلى “أن اللبناني� دولة وشع ًبا قادرون على تحويل التهديد إلى فرصة
    والخروج من تراكم سياسات خاطئة”.
    حزيران 2020، قيادة الردع في معركة ترسيم الحدود: مثّل موضوع ترسيم الحدود البحرية قضية وطنية تحتاج إلى تضافر الجهود وتآزر القوى للحفاظ على “ملك الشعب اللبنا� وإنقاذ لبنان من المشكلات المالية والاقتصادية والإنسانية”، فدعا إلى تح ّولها إلى “قضية وطنية كبرى”، مؤكّ ًدا أنها “لا تقل أهمية عن قضية تحرير الشريط الحدودي المحتل”، ومش ّد ًدا على أن المقاومة “لن تقف مكتوفة الأيدي أمام نهب ثروات لبنان”، لأن العدو “لا يعترف بقرارات دولية، والمنطق الوحيد الذي يس� عليه هو منطق القوة والاستعلاء. ووفق التجربة هو لا يستجيب لأي قرار دولي، ويستجيب تحت الضغط والمقاومة فقط )هكذا( انسحب بالقوة عام 2000 )من لبنان(، وأي ًضا من قطاع غزة في
    2005″.
    8 تشرين الأول 2023، قيادة جبهة الإسناد: بعد اندلاع معركة طوفان الأقصى بيوم واحد، قاد السيد نصر الله معركة إسناد غزة التي ما كانت لتتوقف مه� بلغت التضحيات. وكان السيد قد أعلن مرا ًرا وتكرا ًرا أن “هذه المعركة تاريخية وتصنع الإنجاز التاريخي والحقيقي وجبهة الإسناد اللبنانية مستمرة ك ً� ونو ًعا وتفرض معادلات والربط مع جبهة غزة هو أمر قاطع” وأن مساندة غزة “أمر حاسم ونهاﺋﻲ، والأم�ﻛﻲ والفرنسي سلّم بهذه الحقيقة” )خطاب الأم�، 13 أيار 2024(. وقد ع ّزز السيد عمل محور المقاومة من خلال التنسيق ب� مختلف جبهات الإسناد من لبنان والعراق واليمن. وقد شدد خلال هذه المرحلة على أن “المقاومة في لبنان ماضية في ما بدأته في 8 تشرين الأول في طوفان الأقصى حتى تصل إلى الهدف الذي تتطلع إليه في جميع جبهات الإسناد ولا �كن أن تتراجع” )خطاب
    الأم�، 9 ﺗﻤوز 2024(.
    27 أيلول 2024، استشهاد الأم�: استشهد س�حة الأم� العام لحزب الله في قلب الضاحية الجنوبية التي أحبها وأحبته، وتحدي ًدا في مقر القيادة المركزية لحزب الله في الضاحية حيث كان يدير عمليات إسناد غزة، وإدارة محور المقاومة في نصرة الشعب الفلسطيني الذي تخلت عنه أقرب الدول العربية، وتركته ره� الإبادة الإسرائيلية. اغتيل السيد نصر الله غد ًرا وغيلة في وقت كانت الوساطات الأم�كية والأوروبية تؤكد على إنجاح مساعي الاتفاق في غزة ووقف الحرب، وتال ًّيا توقف جبهة الإسناد تلقائ ًّيا. بيد أن سياسة الغدر لدى العدو الصهيو� والأم�ﻛﻲ من خلفه ألقت بكل حقدها ظ ًّنا منها أنها ستنال من المقاومة إذا ما اغتالت س�حة السيد نصر الله، “محور المحور”، ك�
    وصفه رئيس الوزراء الصهيو�.
    6

    استشهد السيد ك� ﺗﻤ ّنى بعد مس�ة من الجهاد والنضال والتحرير، وكان الارتفاء والعروج يوم الجمعة في السابع والعشرين من أيلول العام 2024، الساعة السادسة والواحد والعشرين دقيقة. فكان سيد الشهداء القادة، بعدما أ ّسس نه ًجا وفك ًرا يحيا ويتّقد مع تقادم الزمن، وكتب تاري ًخا للأجيال القادمة؛ كل محطة فيه ستشهد على بقائه ملهً�ومؤثًراومحفًزابدمهوبخطابهووصاياهلحالةالمقاومةوالثورةضدالاستكبار.وستخلّدكل�تُهالتاريخ،لأنه القائد الاستثناﺋﻲ في كل شيء حتى في صياغة مفهوم الموت في وصيته للمقاومة: “نح ُن لا نُه َزم، عندما ننتصر ننتصر، وعندما نستشهد ننتصر، نحن على مشارف انتصار كب� لا يجوز أن ننهزم نتيجة سقوط قائد عظيم من قادتنا، بل يجب أن نحمله دمه ورايته وأهدافه، و�ضي إلى الأمام بعزم راسخ وعشق للقاء الله”. وك� سبق أن قال في ﺗﻤوز 2024: “شهداؤنا صناع حياة وصناع نصر في غزة ولبنان واليمن والعراق وفي كل منطقة ومن ينشر الدمار والموت
    هو أمريكا ومعسكرها المتقدم اسرائيل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى