عودة حكومة فيشي الى لبنان*
*عودة حكومة فيشي الى لبنان**
🖋️كتب الباحث السياسي جواد سلهب*
بالعودة الى 12 تموز 1941 إستسلمت قوات حكومة فيشي في لبنان للجنرال الاسترالي جون لافاراك ، وكانت بداية خسائر متراكمة لحكومة فيشي الفرنسية التي ادت الى انهيار نظام فيشي مع هزيمة ألمانيا صيف 1944 .وانتقلت السلطة الى حكومة فرنسا الحرة بقيادة شارل ديغول ، الذي كان مقره لندن والغى كل نظام وقوانين وتشريعات فيشي وتم إعتقال كل قادتها السياسيين والعسكريين واعدموا بتهمة الخيانة العظمة .. لكن في عملية إستقراء للأحداث ، على فرض ان المانيا النازية لم تهزم في الحرب العالمية الثانية ، لكان التاريخ يمجد حكومة فيشي العميلة ووصفها بالحكومة المحررة المنقذة لفرنسا من النظام السابق ، وكانت فرنسا حتى اليوم تعيش في ظل مخلفات هذه الحكومة وبما ان التاريخ هو تاريخ المنتصرين ويكتب حسب مجريات الحركة الإستكبارية المنتصرة وجدنا أن حكومة شارل ديغول التي كانت تحظى بالدعم الخارجي البريطاني تمويلاً وتسليحاً وإعداداً من كل النواحي ، وبما ان النازية هزمت اصبحت الحكومة المرتبطة بها اي حكومة فيشي في مزابل التاريخ وممنوع اي محاولة لرفع تهمة الخيانة عن هؤلاء في فرنسا مع انه في تلك الفترة حظيت هذه الحكومة بدعم شعبي واسع ، ولكن بما ان التاريخ يُسجّل للأقوياء تم تمجيد حكومة فرنسا الحرة بقيادة الجنرال ديغول ، ولم يجرؤ أحد لا من الداخل الفرنسي ولا من المحيط ان يتهمها بأنها ذيلٌ او ذراعٌ او عميلةٌ او تعمل لصالح الإنكليز ، اللذين كانو حماتها ورعاتها ومموليها ومسلحيها وناصريها في المحافل الدولية .كما يحصل اليوم مع المقاومة في لبنان التي إنبثقت عقب الإحتلال الصهيوني للبنان عام 1982 ، والتي كان لها جذور سابقه اي المقاومة منذ منتصف السبعينات حينما اسس الامام المغيب السيد موسى الصدر حركة المقاومة اللبنانية ( امل )وبعد وصول القوات الصهيونية الى قصر بعبدا بمؤازره من قوات حزب الناتو الإرهابية تم تنصيب رئيس للجمهورية من على ظهر الدبابات الصهيونية لكنه اقتلع سريعاً من المقاومة فخلفه آخر عمل على متابعة نهج الخيانة فوقّع إتفاقية 17 ايار المشؤومة وكان عقبها أن المقاومه لم تستسلم ونهضت في 6 شباط 1984 من تحت الركام واسقطت إتفاقية الذل ودفنتها في نفس قبر من جاء مع الدبابة الصهيونية ..وتراكمت إنتصارات المقاومة الى التحرير ال 2000 ونصر ال 2006 والتحرير الثاني للجرود الشرقيه 2017 وفي هذه الفترة كان التاريخ هناك يُكتب لصالح المقاومة ولم تجرؤ اي من القوة السياسية التي تمخضت عن ما عرف بي 17 ايار ان تستنجد بتلك الفترة وبمخلفاتها لان التاريخ للأقوياء ويكتب عبر بنادقهم ، اما حالياً وبعد 7 اوكتوبر المجيدة وعملية الإسناد المباركة التي تصدرتها المقاومة الإسلامية في حزب الله وحركة أمل وكان لها الاثر الكبير في منع تهجير شيعة لبنان وسنة غزة ، دفعت المقاومه مقابل ذلك اثمان باهظة سواء في لبنان او غزة ولكنها اثبتت جدارة منقطعت النظير قياساً مع حجم العدو الإستكباري الذي كانت تواجهه وهو حزب الناتو الأجنبي والإعرابي ..ولكن بما أنَّ هذا الإستعمار يملك ادوات إعلامية ضخمة جداً قلبت الصورة لتروج لهزيمة مزعومة موهومة للمقاومة خصوصاً في الداخل اللبناني وتمجد نصراً موهوماً وأكذب للعدو الإسرائيلي حتى الصهيوني لم يعترف به .فهؤلاء يعلمون جيداً ان إعلان نصر المقاومة سيعني حتماً نهايتهم الى جنب جثة 17 ايار فهم متمسكون في هذه الجثة على امل ان تعود للحياة فيطول عمرهم السياسي معها ولكن لن يتمكنوا من إحياء الموتى ..وبدأت هذه الألة الإعلامية بوصف هذه المقاومة بأنها ذيل وذراع لإيران خلافاً لما فعلوه مع مقاومة ديغول لحكومة فيشي التابعة للنازية فهل نحن امام حكومة فيشي ثانية في لبنان ؟ لكن التاريخ يجزم ان مصير أمثال اولئك الخونة هو على اعواد المشانق ..
