باسيل نحو لعبة الروليت الروسية : انا او لا أحد
الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة
تناول رئيس التيار الوطني الحر في مؤتمره الصحافي جملة واسعة من القضايا الداخلية ، من أزمة النظام السياسي ، الى ازمة النظام المالي والنقدي ، الى ملفات مختلفة تتصل بالفساد والهدر والمحاصصة وعدم تطبيق الطائف ، الى اللامركزية الادارية ، مع إشتراط ربطها بالمركزية المالية وما الى ذلك من ملفات وبالاخص موضوع التفاهم مع حزب الله .
لا يمكن الا ان نؤيد بالشكل كثير من طروحات جبران باسيل حول اسباب الانهيار وإفلاس البلاد وامور أخرى قد يأتي الوقت للحديث عنها لكن من الضروري تذكير باسيل والذي يتحدث بإسمه بجزء بسيط من خطاياه وخطايا العهد قبل وبعد انتخاب العماد عون لرئاسة الجمورية ، فنبش كل خطياهم يحتاج الى عشرات المقالات والى نبش كل ماجرى في الوزارات التي عهدت لباسيل ومسؤلين في تياره ، وهنا لا أستثني كل الاخرين الذين جزءا من الانهيار . . وهذه فقط امثله قليله :
- لابد للرأي العام ان يسأل هل ان باسيل وتياره والعهد الذي يمثله لم يكن على معرفة بالمسالك ااخطرة الذي يتجه اليها لبنان منذ دخول باسيل وتيارة جنة السلطة وتفاسم الحصص وما أدراك ما حصل منذ العام ٢٠٠٥ ، ، مع التوضيح ان لاعلاقة للتيار الوطني بالفساد الذي ضرب البلاد منذ العام ٩٢ وحتى العام ٢٠٠٥ ، لكن في الوقت نفسه نسأله باسيل وعهده ، كم من المرات عطلتم تشكيل الحكومات او جلساتها لغايات حزبية وفئوية ، ونقول ايضا لماذا اصريتم على تعطيل البلاد سنتين ونصف حتى أنتخب عون رئيسا للجمهورية ، مع الاشارة هنا الى ان حزب الله كان داعما لكم لايصال عون وإستطرادا استمرار تعطيل البلاد ، وبالتالي نسأل باسيل وعهده ” هل إستفقتم من النوم بعد خراب البصرة ” وماذا يقدم هذا التهويل ورمي المسؤولية كلها على فريق واحد ، الم تستفردوا لوحدكم بالجزء الاكبر من المحاصصة داخل الشارع المسيحي وكم، وكم من صفقات حصلت في الوزارات التي تسلمتوها ويكفي الاشارة هنا الى بواخر الكهرباء التركية التي كلفت الخزينة مبالغ خيالية و…. الى اخر السبحة ، وهنا لا أستثني الاخرين من لعبة المحاصصة وتمرير الصفقات : مرئلي ، بمرئلك ” ، الى جانب تعطيل عمل الحكومات ومجلس النواب ،وماذا ايضا عن تعمد باسيل وعهده بوضع كتاب النائب ابراهيم كنعان ” الابراء المستحيلة” في الادراج عندما جرت الصفقة بينكم وبين تيار المستقبل وماذا عن الضفقة التي حصلت بينكم وبين القوات اللبنانية ، ولو أردنا تعداد الصفقات السياسية والمالية سيطول الشرح جدا ، وللتوضيح فقط لو تجرأتم وخالفتم الاستثمار السياسي للولايات المتحده بخصوص النازحين السوريين عبر التواصل الرسمي والجدي مع سوريا لكان أمكن توفير مبالغ ضخمة .
- إن ما يثير العجب والضحك في أن معا ، صمتكم كما غيركم من الكتل واحزاب المذاهب حيال ما كان يفتعله حاكم مصرف لبنان رياض سلامه ومعه عصابات المصارف ما أفضى لافلاس الخزينة وسرقة اموال المودعين ، فمن احرى صفقة التمديد لرياض سلامة عام ٢٠١٧ والوقائع كثيرة عن خفايا هذه الصفقة ، ونسأل ماذا فعلتم بعد إندلاع حراك ١٧ تشرين الاول عام ٢٠١٩ لدعم أصحاب المصلحة الحقيقة بالتغيير لاخراج البلاد من كل العفن الذي ضربه وضرب لبنان ، ولو ان هناك مجموعات إستغلت الحراك لغايات فئوية ومن اجل إرضاء أولياء الامر في الخارج كما فعلت القوات اللبنانية وكما فعلت عشرات منظمات ال NGO التي تحركها سفارات معادية ، وماذا فعلتم – مع انكم اكبر كتلة نيابية وتمثلتم بأكبر عدد من الوزراء – في وضع حد لنهب اموال المودعين الصغار ووضع حد لنهب حوالي ١٥ مليار دولار بزعم دعم السلع والمحروقات والدواء وماذا فعلتم كفريق سياسي اساسي مدعوم من رئيس الجمهورية لاعادة الاموال المهربة للخارج من كبار القوم ومافياتهم وأزلامهم ، فالفعل لا يكون بتصريح من هنا او موقف لكتلتكم من هناك بل بخطوات كبرى في مستويات مختلفة ، وهنا ايضا فاكلام عن أخطائكم وأدائكم الذي ساهم بالانهيار يطول كثيرا ..بما في ذلك موضوع التفاهم مع حزب الله وما انتم فاعلون اايوم .
هذا جزء بسيط من السقطات التي وقع بها الوزير جبران باسيل من خلال تبرير مسؤوليتهم مع الاخرين في الوصول الى الانهيار وكأنهم جميعهم قديسين وملائكة ، على غرار وصف البطريرك الراعي لسمير جعجع بأنه ناسك ، لكن يبدو ان الاعيب جعجع ورهاناته غابت عن بال البطريرك ، الامور تكرر نفسها مع الجميع ، كما هي الحال في تبريرات باسيل عن النظرة بعين واحدة لاسباب الانهيار ، فهو ايضا في خلال إشاراته المتعددة لاخراج لبنان من مما بلغه من إنهيار ، نورد التالي :
- ان الدعوة للكونفدرالية المالية _ اي اللامركزية المالية كما تسمونها – يوصل حكما الى ماكان يرفعه جعجع خلال الحرب الاهلية ، اي تقسيم البلاد وبداية لمتاريس ستؤدي لاحقا الى حروب على غرار حرب داحس والغبراء .
- ان الاعتقاد الذي عير عنه باسيل بإمكان إعادة الروح الى إتفاق الطائف كمن يتوهم بإعادة الروح الى الشخص الميت ، فهذا الاتفاق تجاوزته ازمة الكيان وما يتخبط به من أزمات في كل صغيرة وكبيرة ، فمن يتوهم أنه يمكن إعادة ترميم النظام المذهبي العفن يلعب لعبة المقامرة بمصير بلده ، فلا قيامة للبنان دون نظام ديمقراطي – علماني خال من اي عفن مذهبي مثل المناصفة والمحاصصة ، على طريقة تجار الهيكل ، فإستمرار هذا التذاكي باللامركزية مالية او إحياء الطائف او أي صيغة اخرى تقوم على المحاصصة بين المذاهب في احسن الاحوال ستكون مجرد هدنة لازمة أشد فتكا مما نحن عليه وحتى لحروب اهلية . كفى أيها السياسين من جماعة المنظومة المتحكمة برقاب اللبنانين بإسم الطائفة والمذهب وبهذه الطروحات فأنتم معالي الوزير جبران باسيل لا تختلف عن باقي المنظومة الفاسدة ، مهما حاولتم او حاول هذا الفريق او ذاك الطرف من داخل احزاب المذاهب المتمثلة في الحكومة وغير الحكومة واحزاب المذاهب التي تتدعي لتفسها العفة وترفع شعارات فارغة لم تعمل يوما لتحقيقها ، أذا ما بقيتم وبقي اطراف كل هذه المنظومة يضعون انفسهم في صنوف الملائكة ولا يقرون بالتغيير الجدي والمطلوب لهذا النظام المتوحش سيتحول لبنان الى غابة من القبائل والعصابات والمافيات ،سياسية ومالية واقتصادية وحتى دينية .