بعلبك الهرمل بين النسيان والتذكار وما بين النور والظلمة )
)
لمع في ذهني بل إستوقفني بين من الشعر العربي الأصيل الذي يدلي بما معناه وهو منسوب إلى الشاعر عمرو بن معدي كرب وفيه يقول ( لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي ولو نار نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ في رمادي )
وهذا البيت من القصيد يستخدم عادة للشخص الذي لا يشعر بحكم وعظم المسؤولية المرماة على عاتقه وهو لا يعير أي إهتمام لما يحدث حوله من مواقف ولا يكترث لكل ما يصيب هذه الأمة من موبقات وكذلك من أوضاع مأساوية مريعة ومخيفة أكان على جوانب الإقتصاد عموما أم من ناحية الوضع المعيشي ووضع الفرد ككل ونصيبه من الدخل الفردي أو القومي أو دخله المرتبط بعيش كريم وحياة مخملية رغيدة، وهنا الناس نيام حتى وإن ماتوا إنتبهوا وكذلك السلطة مستأصلة يدها من كل ما يحدث بمنطقة كانت تعد بسهلها ومقدراتها وخيراتها بأهراءات روما لما فيها من موارد زراعية وإنتاجية والسلطة الحاكمة غير آبهة بما يحل وحل في منطقة (بعلبك الهرمل )بل ولا تهتم لما تورده هذه المنطقة بسهولها الشاسعة وأراضيها الواسعة والغناء التي تمجد خالقها ولم يصدر أي ردة فعل تجاه ما نمكث فيه من إستضعاف وإهمال عن ظهر قلب وعن قصد قاصد ودليل عن تقصير مفتعل ومعمول عليه تجاه أبناء هذه المنطقة وتجاه سكانها وتجاه كل ما يحطيها من مدخرات وقطاع أساسي أولي ضروري وهذا يوكل إلينا أن نصور واقعنا المرير بأسلوبين إثنين تسعى إليه وتضعه نصب أعينها الوسائل الإعلامية المأجورة والرخيصة الثمن إلى أن تسلط الضوء فقط على ما يقع ذهنها وفكرها الأسود التي تموله يد الظلمة والظلام فلا تنير منبرها إلا على مشاكل وسيئات ولا تسلط خيطا رفيعا من نور على ما تمر به منطقتنا من شؤم حال إستنزاف طاقات الشباب ومن تقصير سلطة وبلدية وقطاع دولة وما يحمله كل ذلك من تراخ وتفريط وتهاون وإبطاء وتثاقل من هذه الوسيلة أو تلك أو من دولة بجميع مؤسساتها ، إن ما تمر به هذه المنطقة من عدم تساو بينها وبين كل منطقة وكل ديرة وكل قرية في لبنان فالتمييز يأكل ويلتهم جدران التواصل وكذلك الأمر يضعف سبل الحكم فالبطانة الفاسدة تفسد الرأي تماما كما تفسد الرأس الأعضاء المريضة من البدن وتماما كما تميت الأغصان النخرة جزع الشجرة ، فهل هذه المنطقة مدعو عليها بعدم العيش الرفيع والوظائف ذات الشأن والموقعة العظيمة أم أن هذه الوسائل والأشخاص لا يهمها سوى ما تعيشه المنطقة من حزازية وضعف سلطة وذهول رعية فبئس الحاكم المتخم حين لا يتفقد أحوال رعيته ولا يعلم ولا يعرف شأنهم ونعم الحاكم الذي لا يأكل خبزه إلا حين يتأكد ويتيقن من شبع رعيته، لماذا لا تسلط وسائلنا المرموقة والمحترمة ضوء مجهرها وصوت مذيعها ومسكة مكبر صوتها على شباب هذه المنطقة المبدعين والمثقفين وأصحاب الشأن والرأي وأبناء هذه المنطقة ذوات المنزلة العلمية الواسعة الضمون واللبقة والمتمرنة والمتمرسة والمبدعة في كل مجالات العلم والعمل ولكن تأبى يد الظلم والجور والفساد أن تضع يدها على جرح مدمي لا يشفى إلا بكلمة حق في وجع سلطان جائر فلا كهرباء ولا حتى مقومات ضئيلة لعيش كريم ولا تطور ولا تقدم تقوم به الدولة في هذه المنطقة فأي دعوة أنتم تنظمون أتعملون على خراب المنطقة أم على علوها ورفعتها؟ فليصحو ضمير وسائلكم ولتستيقظوا من نوم ثبات ومن غشاء عيونكم وكفى مظلمة وظلما وتعتيما على منطقة وأهل منطقة وذوي هذه المنطقة فتقوا الله فيما أنتم فاعلون وعلى ما أنتم عليه مقدمون وقادمون، (وسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على وجه الأرض ، لديهم القدرة على جعل المذنب بريء وجعل الأبرياء مذنبين … وهذه هي السلطة لأنها تتحكم في عقول الجماهير ( مالكو إكس )
(شمس المدائن بعلبك حبيبتي
رجع القصائد تكتب الأقدار
لمدينتي سجدت خمائل صبوتي
فغدت حروفي في الهوى جلنارا
يا أيها المجد المخضّب بالدما
فيك الحرائر أنجبت ثوّارا)…
العبد الفقير إلى الله أخوكم علي زغيب