ثقافة وفنون

رأي حُرّ حول “رسالة أمبراطوريّة الإنسان تباشير السّير نحو تأسيس الأمبراطوريّة الكونيّة الكبرى” للدّكتور يوسف الدّبّاك جعجع بقلم: حسين أحمد سليم الحاجّ يونس (الواصل الأمين )

سيّالات نزعة النّفس البشريّة، ذاتيّة التّمحور بحثًا عن الذّات الإلهيّة، حيث الحقيقة تتخطّى مداركنا، تطلّعًا إلى ما وراء البعد الآخر…
تحملنا حزم سيّالات النّفس الإنسانيّة، إلى الخوض في غمار ما وراء الرّوح، نرود الأبعاد التي تغرقنا في متاهاتها…
نُجدّف بين أمواج الفلسفة الرّوحيّة، نبحث في بواطن الأساطير عن الحقيقة. نمتطي صهوات العقائد الفلسفيّة، نُمارس الطّقوس العمليّة الموروثة لنا، نتماهى عنفوانًا في القوانين الوضعيّة على النّظام الكوني الإلهي، ممارسة مادّيّة بطابع فنّيّ تجريبيّ، لتوصيف منظومة الأنسنة الإجتماعيّة. التي تتمثّل في مطاويها جوانب النّظام الكوني المتكامل، الذي يتجسّد في النّظام الإلهي، منظومة سير شاملة لإستمراريّة الحياة، تتفاعل عمليّا مع العقل المُقلبن والقلب المُعقلن، لتوكيد الإرادة التي تؤكّد الحقيقة التي نبحث عنها…
رسالة أمبراطوريّة الإنسان، التي هي تباشير السّير نحو تأسيس الأمبراطوريّة الكونيّة الكبرى، للباحث الدّكتور يوسف الدّبّاك جعجع، هي إبحار فلسفيّ عميق في الأبعاد الماورائيّة، للتّراث الرّوحي للإنسانيّة، حيث يتمحور الباحث حول لغز الحقيقة المُطلق، مُرتكزًا على حقيقة رؤى المعتقدات الدّينيّة، التي تكتنز بها الأديان السّماويّة، حيث هي ذات الجوهر الأحادي الواحد، الذي يصل تفكّرًا عميقًا، إلى الحقيقة العظمى، غير المحدودة بمدى نطاقنا البشريّ، ونظامنا الأرضيّ، وتفكيرنا المادّيّ المحدود…
المؤلّف بوعيه الباطني وعرفانه الذّاتيّ، يحترم جميع الأديان السّماويّة المُقدّسة، من منطلق رؤيته لحقيقة الإيمان ومصداقيّته، لجوهر الرّسالات الإلهيّة لعالم الأرض، ومن منطلق فهمه ووعيه لعقائد الشّعوب ودياناتها. استوعب معنى الحياة، وآمن بالأبديّة بالمُطلق، حيث مارس ذوبان الأنا في الكلّ، في سبيل قضيّة ساميّة، يطرح من خلالها، أسئلة وأجوبة، مُستقرئًا بحور المعرفة العقلانيّة، يعتمد الجرأة والثّقة والوعي، مُوحّدًا بين الكائنات في مجتمع كونيّ واسع. حاملاً سيّالات النّظرة الرّوحانيّة الأثيريّة، إلى العالم الفاضل في أمبراطوريّة الإنسان، التي يسعى لتأسيسها على أهداب الفضيلة، المُتأصّلة في جوهر جميع الأديان السّماويّة، التي أوحاها الله للخلّص من أبناء البشريّة، وأرسلهم دعاة للمودّة والرّحمة، والإيمان بالله…
أبواب كتاب الدّكتور يوسف الدّبّاك جعجع، رسالة أمبراطوريّة الإنسان، تباشير السّير نحو تأسيس الأمبراطوريّة الكونيّة الكبرى، هي نفحات فلسفيّة روحانيّة، منبثقة من تفعيل الوعي الباطني والعرفان الذّاتي لديه. ليوضيف الكثير إلى خزائن معرفتنا الثّقافيّة، وعولمتها وعيًا ذاتيّا، ما يُحفّزنا للخوض في دراسات واسعة، تُساعدنا على التّحرّر ممّا يُكبّلنا في هذه الحياة، ولنستيقظ على عالم جديد، نُسجت مقوّمات وجوده من خلاصة النّظام الكوني، التي تتجلّى فيه عظمة الله وقدرته، وتتراءى فيه وحدة الله بوحدة مخلوقاته…
رسالة أمبراطوريّة الإنسان، تباشير السّير نحو تأسيس الأمبراطوريّة الكونيّة الكبرى، هو عصارة فكره الفلسفيّ الوجداني الأخلاقيّ الرّفيع، كبحث شاءه الباحث، تثبيتًا لنبوغه الفكري والأدبي والفلسفي، كموهبة ولدت معه، ممارسًا لحركة إبحار وجدانيّ، تنقيبًا عن أسرار البقاء والإستمرار، وأسلوب جهادي كوني، يدفع بالإنسان إلى إقامة مجتمع الرّقيّ والتّطوّر، من خلال أمبراطوريّة كونيّة كبرى، تتناسب وتتكامل مع ما وصل إليه الفكر البشري من وعي شامل…
يستكشف القاريء الواعي، وهو يتصفّح دراسة الدّكتور يوسف الدّبّاك جعجع، أنّ الباحث قد تأثّر بجمهرة من الفلاسفة العظماء والمُفكّرين الكبار، طامحًا الإقتداء بسيرتهم وأسلوبهم، موجّهًا رسالته إلى العالم، مُتلمّسًا الحلول لمشاكل الإنسانيّة، من خلال تأسيس أمبراطوريّة الإنسان، التي تجعل وفق رؤاه، من الكون أمبراطوريّة واحدة. وهي دعوة كونيّة، يطرحها الكاتب، لتتفاعل تحقيقًا للغاية المُثلى، التي تترقّى بالإنسان، للعروج وفق استحقاقاته العمليّة، في درجات العوالم المضيئة، إنفلاتًا من قيود وربقات عوالم المادّة الكثيفة…
الباحث جعجع، في دراسته، خرج عن المألوف، سائرًا على خطى من سبقه، من أصحاب الرّسالات والدّعوات الإصلاحيّة، من زمن شريعة حمورابي، مرورًا بشرائع السّماء التي أوحى بها الله على قلوب خاصّته، والدّعوات الفلسفيّة التي تمخّضت بها عقول بعض العظماء… بوذا، كونفوشيوي، زرداشت، حمزة بن علي، أخوان الصّفا، دانتي، أبو العلاء المعرّي، الإمام علي، سليم موسى العشّي، الدّكتور داهش، الذي مهّد له جبران خليل جبران، والذي به تأثّر الدّكتور يوسف الدّبّاك جعجع، راسيًا القواعد والأسس الأوّليّة لإقامة، الأمبراطوريّة الكونيّة العظمى للإنسان، مُحدّدًا لها معالم الحدود الكونيّة الكبرى، بعيدًا عن الطّروحات السّياسيّة والقوميّة والحزبيّة والقوميّة والقبليّة، كإنسان حرّ مؤمن بالله وجوهر الأديان المقدّسة، تفعيلا عمليّا، لوجود الحياة في جميع أرجاء الكون، على مدى سعته المتزايدة، تكريمًا للإنسان ووجوده، فاتحًا له جميع الخيارات وفق استحقاقات عمله، المحكوم بالعدالة الإلهيّة، إستمراريّة مُستدامة، في تجلّيات شفيفة وتجسّدات كثيفة، صُعُدًا أو هبوطًا في أمبراطوريّة الله الكونيّة، التي ترجمها الدّكتور جعجع بأمبراطوريّة الإنسان الكونيّة الكبرى…
شرح المؤلّف في كتابه الأوّل، إسم الأمبراطوريّة الكونيّة الكبرى للإنسان، وعاصمتها، وعناصرها، والرّئاسة فيها، ولغتها، ومؤسّساتها، والرّموز والألغاز فيها، والتّجسّد والتّجلّي والحلول الإلهي فيها، ونسخ الأنظمة والقارّات، والأسرار والحقائق الكونيّة الكبرى، والتّأسيس وأسبابه، والقوانين، والنّظام، والبرنامج، والتّقويم، وكيفيّة الخروج من الأرض إلى رحاب الأمبراطوريّة، والأيّام الأخيرة التي تسبق زمن التّأسيس…
وفي كتابه الثّاني، شرح لمعالم الحدود الكونيّة الكبرى، والخلف المختار، والطّرح الإستقرائي، ولغة الأمبراطوريّة، وجضارة السّمع، وميّزات الدّعوة الكونيّة، والنّبوّة بالوحي والمعرفة، والكنيسة الكونيّة، والجامع الكبير، ودولة الأمبراطوريّة، وقيامة الأموات لدى الدّين اليهودي، والجنّة لدى المسلمين، واليوم الآخر لدى الموحّدين، والنّيرفانا لدى الهندوس والبوذيّيت، والثّمانية عشر ألف عالم لدى الشّيعة، والأسس الجوهريّة للدّعوة، وافتتاح باب الإنتساب إلى الدّعوة، والأضّداد والمخالفون للدّعوة الكونيّة…
الدّكتور يوسف الدّبّاك جعجع، هو عظيم من عظماء بلاد بعلبك، وراية من رايات بلاد الأرز، رائد من روّاد الفكر الفلسفي، وزعيم إمبراطوريّة الإنسان، ذو المعرفة والوعي، والخلف المختار. من بلدة برقا البقاعيّة، غربي مدينة الشّمس بعلبك. مجاز في الحقوق من الجامعة اللبنانيّة، ومحام بالإستئتاف. من مؤلّفاته: رسالة أمبراطوريّة الإنسان، في ما يدور حول الأنا والنّحن وماهيّتهما، له العديد من المقالات الفلسفيّة والأدبيّة، وهو شاعر زجلي له لقاءات وأمسيات شعريّة عديدة…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى