السلطة الفلسطينية تسعى لإصلاح العلاقات مع دول الخليج
تشير التطورات الأخيرة إلى تغيير في موقف السلطة الفلسطينية تجاه عدد من دول الخليج العربي؛ ما يعكس رغبة السلطة في إصلاح العلاقات المتوترة مع هذه الدول.
وفي هذا السياق، أرسل رئيس السلطة الفلسطينية “محمود عباس” نجله “ياسر عباس” (ليس له منصب رسمي) إلى البحرين، في 9 مايو/أيار الماضي، للقاء الملك “حمد بن عيسى آل خليفة”. وكانت السلطة قد أعادت قبيل الاجتماع سفيريها إلى المنامة وأبوظبي للمرة الأولى منذ بعد استدعائهما إلى رام الله عقب توقيع اتفاقات أبراهام.
وترأس “عباس”، في 15 مايو/أيار، وفدا فلسطينيا رفيع المستوى في زيارة إلى أبوظبي للتعزية في وفاة الشيخ “خليفة بن زايد”. وكانت هذه الزيارة فرصة لـ”عباس” للقاء الرئيس الإماراتي الجديد “محمد بن زايد”، بعد خلاف طويل بين الرجلين. وكانت هذه أول زيارة يقوم بها “عباس” إلى الإمارات منذ سنوات عديدة.
وتأتي جهود السلطة الفلسطينية لإصلاح علاقاتها مع الإمارات بعد بروز ضعفها الاستراتيجي وصعود نفوذ حماس والتآكل المستمر في الدعم الشعبي لها، وفقدانها السيطرة الفعالة على بعض المناطق من الضفة الغربية خاصة في جنين، بالإضافة إلى صعوبات الميزانية الناجمة عن تقليص الدعم الدولي والعربي والجمود السياسي مع اسرائيل.
كما تأتي هذه الجهود مع تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية والتضامن معها في العالم العربي، وكذلك تراجع توقعات السلطة الفلسطينية بشأن الضغوط التي يمكن أن تمارسها الإدارة الأمريكية على إسرائيل.
وبالرغم من الجهود التي بذلها الفلسطينيون في العامين الماضيين لتخفيف التوتر مع دول الخليج العربي، لا سيما الإمارات، لم تتخذ أبوظبي حتى الآن أي خطوات لإصلاح العلاقات معهم.
ولا تبدو الإمارات في عجلة من أمرها بشأن تحسين العلاقات مع السلطة الفلسطينية، ومن المرجح ألا يقتنع الرئيس الجديد “محمد بن زايد” بسهولة بقبول جهود التقارب الفلسطينية.
وتدهورت العلاقات بين السلطة الفلسطينية وكل من الإمارات والبحرين منذ توقيع اتفاقات “أبراهام” التي اعتبرها الفلسطينيون طعنة في الظهر وخيانة لهم.
وأدت إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل إلى تفاقم الشكوك والعداء الذي ساد بين السلطة الفلسطينية والإمارات بسبب دعم أبوظبي لـ”محمد دحلان”، العدو اللدود لـ”عباس”، وتفضيلها تقديم الدعم المالي له بدلاً من الدعم المباشر للسلطة الفلسطينية.
ولم تقبل القيادة الفلسطينية، وخاصة “عباس” ورفاقه وأنصاره، الترحيب بـ”دحلان” في الإمارات التي يعيش فيها منذ طرده من فتح. وشعرت السلطة بالاستياء من تعيينه مستشارا مقربا لـ”بن زايد”، كما تتهمه السلطة بتسهيل قرار التطبيع الإماراتي مع إسرائيل.
المصدر | يوئيل جوزانسكي/ معهد الأمن القومي الإسرائيلي