الجبري: بن سلمان تفاخر بدفع مليون ريال لإسكات صوت “مجتهد” على تويتر
كشفت شهادة للمسؤول الاستخباراتي السعودي السابق “سعد الجبري” أمام القضاء الأمريكي أن ولي العهد وحاكم المملكة الفعلي الأمير “محمد بن سلمان”، دفع مليون ريال سعودي لإسكات صوت حساب “مجتهد” الشهير على موقع “تويتر”.
ووفق وثيقة لشهادة “الجبري” نشرها الصحفي الأمريكي الشهير “زيد بنيامين”، فإن الأول أبلغ إحدى المحاكم الأمريكية، في أبريل/نيسان 2021، بأن “بن سلمان تفاخر أمامه بإسكات صوت حساب مجتهد”.
وجاء ذلك مقابل مليون ريال سعودي (حوالي 300 ألف دولار) دفعها ولي العهد، لـ”رجله في تويتر” في عام 2015.
ولم تعلق سلطات المملكة على صحة ما جاء في شهادة “الجبري” حتى الساعة 09:30 بتوقيت جرينتش.
لكن هذه الشهادة أحدثت جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة.
وأعاد نشرها الكاتب السعودي المعارض “تركي الشلهوب”، معلقا عليها بالقول: “تصوروا صغر عقل من يحكم المملكة.. ينفق الملايين لإسكات حساب في تويتر.. فاشل جبان”، وفق تعبيره.
“مجتهد”
وحساب “مجتهد” هو حساب على “تويتر” اشتُهر بتسريباته عن العائلة الحاكمة في السعودية، والتي ثبت صحة كثير منها.
ويحظى “مجتهد” بمتابعة أكثر من 2.3 مليون شخص على “تويتر”، وتلقى تغريداته تفاعلا واسعا في الأوساط السعودية.
و”الجبري” هو رجل استخبارات متقاعد عمل مساعدا بارزا لولي العهد السابق “محمد بن نايف”، الذي أطيح به عام 2017 واعتقل في مارس/آذار 2020.
وفي صيف 2020، اتهم “الجبري” ولي العهد السعودي “بن سلمان”، في قضية مدنية بمحكمة اتحادية أمريكية بإرسال عملاء في 2018 إلى كندا؛ حيث يعيش “الجبري”، لقتله.
بالمقابل، ادعت مجموعة من الشركات المملوكة للدولة السعودية، في يناير/كانون الثاني 2021، في دعوى مرفوعة في كندا، أن “الجبري” اختلس مليارات الدولارات من أموال الدولة أثناء عمله بوزارة الداخلية، وهو ما ينفيه المتهم.
ويعتبر “الجبري” إجراء محكمة أونتاريو جزء من محاولة لإيذائه وترهيبه؛ لأنه كان من الداعمين الرئيسيين لولي العهد السابق.
تويتر والمال السعودي
وكشف تقارير صحفية غربية، في السنوات الأخيرة، معلومات عن أموال دفعتها المملكة لموظفين في “تويتر” من أجل إمداداهم ببيانات تساعد في ملاحقة المعارضين.
وفي 2019، أعلن القضاء الأمريكي أن محكمة فيدرالية في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا وجهت التهم لثلاثة أشخاص هم سعوديان أحدهما موظف سابق في “تويتر” وأمريكي كان يعمل في الشركة نفسها، بالعمل كوسطاء والتجسس على مستخدمين لمنصة التواصل الاجتماعي وجهوا انتقادات للعائلة المالكة في السعودية.
وقال النائب العام الأمريكي في جينه إن “الشكوى الجنائية تتهم عناصر سعوديين بالبحث في الأنظمة الداخلية لتويتر من أجل الحصول على معلومات شخصية عن معارضين سعوديين والآلاف من مستخدمي تويتر”.
ووجهت التهم للسعودي “علي آل زبارة” والأمريكي من أصل لبناني “أحمد أبوعمو” باستخدام صفتهما كموظفين في تويتر للحصول على عناوين بروتوكول الإنترنت والبريد الإلكتروني وتواريخ الولادة من حسابات على تويتر، ونقل هذه المعلومات بعد ذلك إلى الرياض.
وقدم “آل زبارة” في 2015 معطيات عن 6 آلاف حساب على الأقل وخصوصا حول معارض سعودي لجأت عائلته إلى كندا، كما ورد في محضر الاتهام.
ويبدو أن “أبوعمو” تجسس على العديد من الحسابات بين نهاية 2014 وبداية 2015 مقابل ساعة فاخرة ومبلغ 300 ألف دولار على الأقل.
أما السعودي “أحمد المطيري” فهو متهم بأنه قام بدور وساطة بين الرجلين وحكومة بلده.