أخبار محلية

دبلوماسية القوة وقوة الدبلوماسية.


أين الموقف الاوروبي ومصلحته ….؟
يزور آموس هوكشتيان الموفد الامريكي الاراضي اللبنانية ليسمع من المسؤولين اللبنانين ردا على مقترحاته السابقة وتأتي الزيارة على اثر دعوة وجهها لبنان بعدما قامت اسرائيل بالاعتداء المستمر وبالبدء بعملية الاستخراج النفطي على الحدود اللبنانية الفلسطينية وتحديدا في حقل كاريش المتنازع عليه بين لبنان والمستعمر الاسرائلي للاراضي الفلسطينية .
توزعت الابتسمات عبر الشاشات فشاهد اللبنانيون اسنان الكثيرين من المسؤولين مبشرين بحل الازمة ومشددين على حقوق لبنان وثرواته ومطالبين باستخراج النفط والغاز .
لعل الردود الرسمية اللبنانية تستخدم دبلوماسية القلب الطيب او العمى الاستراتيجي او التعامي الواعي اوالظنون بأن الامريكي وسيطا نزيها وليس موفدا اسرائيليا بلباس البيت الابيض فاذا كان اللبنانيون مقتنعون بأن هوكشتيان ليس وسيطا نزيها وليس الا ضابط اسرائيل. اذن ما جدوى استكمال التفاوض معه اصلا ولماذا نتفاوض مع الامريكي اذا كانت النتيجة واحدة هي لن تسمح امريكا للبنان باستخراج نفطه وغازه ليصبح دولة نفطية وغازية كبرى والظاهر ليس فقط الامريكي إنه لا يريد ذلك للبنان حتى الكثير من الدول العربية والغربية والعالمية فلماذا هذه الدول ستعطي لبنان على شواطيء المتوسط قوة اقتصادية ونفطية لتزويد اوروبا بالغاز والنفط فأين دبلوماسية الدول الاوروبية لتحقيق مصالحها وأين الحب الماكروني للبنان واين أمنا فرنسا لتفكر بمصالحها اولا وللبنان ثانيا ..؟
اليوم يفاوض هوكشتيان تحت سقف تصريحات اسرائلية عالية النبرة ولكنها مكررة منذ فترات طويلة كشريط بغبغاواتها في السنوات الماضية ومن الجهة المقابلة كانت تصريحات السيد نصرالله ومواقفه الوطنية والمحقة والتي تأتي على وقع مطالبات شعبية بتوحيد المواقف بين المقاومة والدولة اللبنانية .
لعل طبول الحرب بدأت تقرع في منطقة الشرق الاوسط فاذا كانت اسرائيل ليس من مصلحتها الحرب حسب ظاهر الامور واذا كانت اوروبا ليس من مصلحتها الكبرى الحرب في الشرق الاوسط الا اذا كانت تفكر بعقلية. المستعمر العجوز ولكن مع زيادة التسلح الالماني هناك عشرات الاسئلة المشروعة حول الحرب والسلم ..
فهل امريكا لها مصلحة في ذلك لعل السيد الامريكي لديه مصلحة بخلط كل الاوراق واغراق اوروبا بها ولعل اهم تقدير لدى الادارة الامريكية بان النجم الامريكي بدأ يأفل وان القطب العالمي الاوحد بدأ يخبو وبدأت تظهر اقطاب اخرى وخاصة بعد اصوات فرنسية والمانية بالابتعاد عن الناتو على اطراد نحو الاعلى لميزانية المانيا العسكرية ،اذن ما الداعي لابقاء العالم دون حروب طاحنة اذا كان اعماره بيد الدولار الامريكي …..
فلبنان الذي يمكن ان يجيد دبلوماسية القوة وقوة الدبلوماسية فهو بحاجة الى دبلوماسية اوروبا المتعطشة للغاز والنفط فهل يتقن المسؤولون اللبنانيون فن التفاوض الفاعل أم تبقى دبلوماسية الخوف من العقوبات الامريكية فلبنان أمام موقف تاريخي ومفصلي إما يدخل النادي العالمي للغاز والنفط وإما اسرائيل ستسرق ثرواته بمباركة امريكية فالشعب اللبناني يأمل من رموز الوطن وقفة رجل واحد فماذ سينتج عن جولة هوكشتيان ؟
وهل يأتي شيئا من الغرب بيسر القلب ان غدا لناظره قريب
بقلم الدكتور حسان الزين ١٤/٦/٢٠٢٢

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى