أيام صعبة تنتظر العالم.. لا نهاية قريبة لأزمة الحبوب الأوكرانية
تتواصل المحادثات بشأن إنهاء الحصار البحري الروسي لأوكرانيا من أجل السماح بمرور صادرات الحبوب عبر البحر الأسود.
ومع ذلك ما تزال هناك عقبات كبيرة أمام إبرام وتنفيذ اتفاقية بهذا الخصوص؛ ما يعني استمرار الضغط على أسعار الغذاء العالمية مما يفاقم تداعيات الحرب في الغرب وحول العالم.
وقبل أسبوع، التقى وزير الخارجية الروسي “سيرجي لافروف” مع نظيره التركي “مولود جاويش أوغلو” في أنقرة، وناقشا تدابير إنشاء ممر بحري لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود كجزء من جهود تدعمها الأمم المتحدة لمعالجة أزمة الغذاء العالمية.
ووفقا للتقارير، فإن تركيا منفتحة على اتفاقية تتضمن قيام السفن الحربية التركية بإزالة الألغام من الموانئ الأوكرانية وخلق ممر آمن للسفن التي تحمل القمح ومنتجات أخرى من المياه الأوكرانية.
وبينما أعرب وزيرا الخارجية عن تفاؤلهما بشأن هذه الخطط، لم يتم التوصل إلى اتفاق. وطالما أن المحادثات تجري دون مشاركة أوكرانيا ولم تتم معالجة مطالبها؛ فمن المرجح أن تظل الصفقة بعيدة المنال.
وتصر كييف على أن الطريقة الأكثر استدامة لإنهاء الحصار البحري واستئناف تصدير الحبوب هي أن يمد الغرب أوكرانيا بالأسلحة لإنهاء الحصار وحماية ساحلها.
وفي بيان عقب الاجتماع التركي الروسي، أشارت وزارة الخارجية الأوكرانية إلى أنه “بينما تقدر كييف جهود تركيا لفتح الموانئ الأوكرانية، إلا أنها ترفض أي اتفاقيات لا تأخذ مصالح أوكرانيا في الاعتبار”.
لذلك من غير المرجح أن تثمر أي مفاوضات ليست أوكرانيا طرفا فيها، ولا تتضمن تزويد أوكرانيا بردع عسكري ضد روسيا.
ولدى أوكرانيا مخاوف عديدة بشأن استئناف صادرات الحبوب، بما في ذلك احتمال أن تؤدي إزالة الألغام في موانئها ومياهها الساحلية إلى اتجاه روسيا نحو التحرك بسرعة باستخدام قواتها البحرية أو استخدام المناطق التي تم تطهيرها لشن ضربات ضد أوكرانيا.
وقد يستغرق تنفيذ الصفقة شهورا، وليس لدى موسكو دافع للإسراع في استئناف صادرات الحبوب؛ لأن تضخم أسعار الغذاء قد يساهم في إجهاد الغرب من الحرب. وتتطلع موسكو إلى أن يؤدي ذلك إلى ممارسة الغرب ضغوطا على كييف لقبول الشروط الروسية لوقف إطلاق النار في وقت لاحق من هذا العام.
وقال ممثلو المنظمة البحرية الدولية إنه حتى لو وافقت أوكرانيا على إعادة فتح موانئها؛ فسوف يستغرق الأمر عدة أشهر لإزالة الألغام البحرية بالكامل؛ ما يعني أن العالم تنتظره أياما صعبة فيما يخص أزمة الغذاء.
المصدر | ستراتفور