السمنة والزيت” في وزارة التربية١٨ حزيران ٢٠٢٢
إليانا سليم.
ربما جولة وزير التربية مع فريقه في ال ١٥ و ١٦ حزيران على بعلبك الهرمل لم تكن إلا جولة القائد العام لجيشه الذي نُسف بقنبلة ذرية قوامها شظايا التدهور المعيشي والإقتصادي وسط إنتشار صراخ جرحى الإذلال اليومي للمعلم والمتعلم في آن.
لا يتحمل مسؤولية ما يجري الزائر او الزائر إليه ، “الوزير اللي ركب على ١٥٠٠” لا يشبه بإنجازاته “وزير اللي ركب بطوشة المنصة” ، الحال حال جميع القطاعات العامة.
اللافت هي ما حدث في متوسطة الجديدة الرسمية المختلطة يوم زيارة الوزير ، إذ ما جرى غير إعتيادي من حيث الشكل والمضمون.
اولا هذه المدرسة تقع في قرية صونيا خوري رئيسة المصلحة الثقافية في وزارة التربية ومديرة التعليم الشامل ومدارس الرمال المُتحركة وبطلة برنامج يسقط حكم الفاسد وال ٩ مليون $.
ما حصل يوم الزيارة هو تكريمها جنباً الى جنب مع وزير التربية وبدروع متاشبهة ويمكن بلع ما حدث فالوزير نفسه بلعها، لكن الإطراء من قِبل إدارة المدرسة كان غريباً فمديح الكلام الموجه للسيدة خوري نتيجة الخيرات التي طالت مدرستهم من تجهيزات حديثة ومولدات ودعم مادي كان متقدم في عسله من حيث الكلمات وإنتقائها بحق السيدة خوري وبحضور الوزير.
بات مشهد هذه المدرسة تكريساً واضحاً لمقولة “السمنة والزيت” من جهة ومن جهة أخرى مادة دسمة لتساؤلاتنا حول مصدر تلك التبرعات ، فهل هي على حسابها الشخصي للسيدة خوري أم هي من قبل وزارة للتربية ام هي ما وفّرته من مخزون أموال الهبات للطلاب السوريين، وفي كلّ الإحتمالات يبقى السؤال الاكبر ، لماذا هذه المدرسة بالذات دون غيرها ؟ أهي تكريس للمناطقية البغيضة ام ماذا؟