ما بين القيام والثأر أين الممهدون.
. كتب علي اللقيس .وأمضى غدير أباه في اواخر الستين للهجرة وهو في رمضاء حرور بين الحجاز والعراق متظللا براية الاصلاح في امة الاسلام بموازاة أخذ السيوف تضحية في سبيل تحقيق الاستقامة خطوات مدعمة بولاء قلة ، أعاروا الجماجم لله ، كل اهل بيت النبوة ، وبعض المؤمنين بقضية طلب الامر والنهي ، وفي الكوفة ارهاصات تتخبط بين داعٍ بطلب النصرة ومتخوف من وصول جيش الشام ، وسفير مسلم لم يجد في اسلام الكوفة مأواً ولا شربة تبرد اللظى ، بين عنفوان … من كنت مولاه … وبين تسليم …. اشدد حيازيمك للموت ،، يجول فكر الحسين (ع). بأحوال ابيه ، غدير يزهو بالبيعة والمبايعة ، وليلة سوداء فيها الفوز وتثبيته بقسم رب الكعبة ، وما بينهما الكثير من نكث العهود وخيانة البيعة ، واستجرار حروب فيها كان للهرير ليالي حمراء لونت الصحراء بلون الموت ، مشى الحسين (ع) . وازيز المشقة يشتد تصاعداً ، كلما طال المسير ودنت اودية الموت ، بدا مستنصراً ثم اكد الاستشهاد الحتمي ثم اعلن بلوغ الفتح ملازمةً للمسير ، وبعد حصر الناصرين بعدد لا يحصل الغلبة بالميدان ، عرض الليل على الاصحاب ليتخذوه جملا ، معلناً ان الانتصار لا يتوافق مع من هم دون مستوى بلوغ الفتح الذي حُصِرَ باللحاق الاستشهادي ، كشفت كربلاء قناتها الوحيدة لا إنتصار دون رفع الرؤوس على القنا ، تجلت إيحاءات الجد والاب أن لا مفر من ارض كرب وبلاء ، وأذّنَ الحسين (ع). أنْ انيخو برحلكم بين النواويس وكربلاء ، لتكون موئل زاد لكل قيام فيه ظلم واصلاح وتضحية قد لا تحتمل ، وجاءت رسل القوم إبان الصلاة ، أنِ دُقَ نفير الحرب وفتحت السماء ابوابها ، أبلى ومن معه بلاء قل نظييره في الميدان ورحل تاركاً احمال تنوخ بها العواتق ، فتلقفناها بقليل مما اراد ، وبكثير من البكاء المصطنع واقوال لا تغني ولا تثمن في مسيرة الحسين (ع). إنتهت كربلاء المعركة ، وفُتِحت عهود القطاف لزرع رواه الحسين (ع). الى يوم الدين ، واعتمده اكثر الديانون لعق على السنتهم ، فباتوا يحيطونه ما دَرّت معايشهم ، وكلما محصوا بالبلاء قَلّ الديانون ، وبعد عهودٍ من اعتماد الذكرى بتقاليد تحاكي طوراً نهج كربلاء وتجافي أطواراً منطق القيام الحسيني ، لاح في الافق راية تُراها خُرسانية الاداء ، وتمخضت لتثلج قلوب طلاب ثأر مقتول كربلاء ، فرحنا ونصرنا وأندمجنا في ذلك النفير ، ولكن يبقى السؤال هل اننا بمستوى المفترضين المرابطين بأكناف بيت المقدس ، كلٌ منا لديه جواب ينبثق من اداءه وتحمله همّ نصرة الحسين (ع). لنصل الى الانخراط الكلي ملبين نداء من سينادي الا يا اهل العالم ….