مفاوضات فيينا.. فرصة صعبة للتوصل الى إتفاق والكرة في ملعب أمريكا
خيّمت على الجولة الأولى من المفاوضات التي استؤنفت أمس في فيينا حول الملف النووي الإيراني، أجواء بنّاءة وان كانت ضئيلة لناحية إحراز تقدم يحقق مطلب الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالحصول على ضمانات لكسر الحصار الجائر وعدم انسحاب واشنطن من الاتفاق مرة أخرى.
وتطالب الجمهورية الإسلامية برفع الحظر عنها بشكل مؤثر ومستديم دون أي مواربة وتخاذل من قبل الجانب الغربي، كما تدعو لإغلاق القضايا الفنية والقانونية المتعلقة ببرنامج إيران النووي وذلك للتوصل إلى اتفاق نهائي في المفاوضات التي استؤنفت أمس الخميس (4 أغسطس) بعد توقف دام نحو خمسة أشهر.
واجتمعت الأطراف التي لا تزال منضوية في الاتفاق النووي أمس الخميس في فيينا من أجل المحاولة لإحيائه وتجرى المفاوضات في قصر كوبورغ تحت إشراف منسق الاتحاد الأوروبي “أنريكي مورا” المكلف بالتنسيق مع الوفد الأمريكي الذي لا يشارك مباشرة في المفاوضات.
في السياق، كتب “باقري كني” عبر تويتر قبل يومين : ينبغي لامريكا ان تغتنم الفرصة السخية التي يتيحها اعضاء الاتفاق النووي، والكرة باتت في ملعبهم (الاميركيين) لإظهار النضج والتصرف بمسؤولية.
وفي هذا السياق، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” الرسمية عن مسؤول أوروبي أن “التوصل إلى اتفاق نهائي يبدو صعبًا إلا أنه بات احتمالًا حقيقيًا”.
وقال المسؤول الأوروبي الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه في حديث لـ”إرنا” إن الجولة الجديدة من مفاوضات فيينا انطلقت بهدف مناقشة النص الذي قدمه مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي “جوسب بورل” بهدف إنقاذ الاتفاق النووي.
وأوضح أن المفاوضين يناقشون أربع أو خمس قضايا فنية لصياغة النص النهائي، ومن هذا المنطلق من المحتمل أن يصلوا إلى اتفاق، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن “التوصل إلى الاتفاق ليس سهلًا”.
وبحسب المسؤول الأوروبي، فقد تمت مناقشة الضمانات التي تريدها إيران في هذا النص بشكل أساسي، مشيرًا إلى أن إيران راضية عما جاء في النص المقترح.
الكرة بملعب الأمريكيين
وفي سياق متصل، كتب رئيس الوفد الإيراني إلى مفاوضات فيينا علي باقري كني عبر “تويتر” يقول: “ينبغي لأميركا أن تغتنم الفرصة السخية التي يُتيحها أعضاء الاتفاق النووي، والكرة باتت في ملعبهم (الأميركيين) لإظهار النضج والتصرف بمسؤولية”.
“بلومبيرغ”: تقدّم المفاوضات
بالموازاة، ذكر موقع “بلومبيرغ” الأميركي نقلًا عن مصادر خاصة به أن الوفدين الإيراني والأميركي، أحرزا تقدما بشأن دفع تعويضات لطهران إذا ألغي الاتفاق النووي.
وقال الموقع نقلًا عن المصادر نفسها إن “التوقعات المتشائمة تشير إلى أن هناك احتمالًا محدودًا لصفقة يمكن أن تخفف من أزمة الطاقة العالمية، وأن أي إحياء للاتفاق الذي أبرم في العام 2015 قد يسمح بإنتاج وتصدير المزيد من الطاقة من قبل إيران، التي تمتلك ثاني أكبر مخزون من الغاز الطبيعي في العالم ورابع أكبر احتياطي نفطي”.
وقال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي، على ما ينقل الموقع، إن “الفجوة التي تفصل بين إيران والولايات المتحدة اتسعت منذ الجولة الأخيرة من المحادثات النووية في فيينا مع بدء المفاوضات الأخيرة، وقد ظهرت قضيتان جديدتان على الأقل متعلقتان بالاتفاق النووي في الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى إطالة قائمة العقبات التي يجب إزالتها إلى ست أو سبع”.
وأفاد الدبلوماسيون أنه “على الرغم من أن العقبات المتبقية يمكن إزالتها من الناحية الفنية في غضون 72 ساعة، فإن ذلك سيتطلب قرارات سياسية رفيعة المستوى في كل من طهران وواشنطن”.
وكشف الدبلوماسيون الأوروبيون أنه “تم إحراز تقدم بشأن تعويضات محددة من شأنها أن تضمن عوائد اقتصادية لإيران، لو ألغت الإدارة الأميركية الجديدة أو الكونغرس الصفقة مرة أخرى”.
وتشارك الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المفاوضات بثلاثة مطالب رئيسية: رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، وشطب الحرس الثوري الإيراني مما يسمى بـ”قائمة الإرهاب” الأميركية، والحصول على ضمانات من أطراف الاتفاق بعدم الانسحاب من الاتفاق مرة أخرى.
وأعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في خطاب له من البيت الأبيض انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في 8 مايو 2018 وانسحبت منه اميركا وأعادت فرض اجراءات حظر أحادية الجانب وشنت حملة ضغوط قصوى على إيران لمنعها من التمتع بالمزايا الاقتصادية الموعودة حسب الاتفاق.
هذا ما دفعت ايران الى تقديم شكوى أمام محكمة العدل الدولية ضدّ الولايات المتحدة في 16 يوليو 2018 احتجاجا على إعادة فرض الحظر الأميركي عليها بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.