أخبرونا أي لبنان تريدون ؟ لنخبركم أي لبنان نريد!
بقلم الطالبة نور المصري
اتحاد طلاب ٢٠٢٠
القسم المهني
التعليم و التربية بجناحيهما الأكاديمي والمهني هما الطريقة الوحيدة لبناء الفرد المنتج والفعال في المجتمع السليم الخالي من الآفات المستوردة ، و هما المحرك الأساسي في تطور الحضارات و محور القياس لدراسة تطور و نمو المجتمعات .
ونحن أخذنا قرارنا الوحيد كإتحاد طلاب ٢٠٢٠ نمثل نموذج حضاري للعيش المشترك ولحرية المعتقد ،أن نأخذ على عاتقنا وضع خطة تصحيحية لمسار التعليم في لبنان لأننا بكل بساطة قد قرأنا تاريخنا جيدا” وأدركنا أننا بلاد الحرف من قدموس إلى جبران خليل جبران ومن حسن كامل الصباح الى مايكل دبغي مسيرة إبداع لن تتوقف نعم نريد لبنان الحضارة ،لبنان ذو وجه علمي لا مجال لثقافة الجهل في مجتمعنا .
نريد قوانين تعطي الطفل حقه في التعليم ،وتعطي المرأة حقها في العمل بما يليق بها وبأسرتها وأمومتها وتعطي العامل حقه قبل أن يجف عرقه وتعيد للمعلم رسالته كرسول للعلم ولكن لا نريد قوانين تبقى حبرا” على ورق .
نريد قوانين تحمي المؤسسات التعليمية سواء كانت صغيرة ام كبيرة ،لا نريد هويات طائفية لمدارسنا ومعاهدنا لا نريد إلغاء اي مؤسسة تعليمية ولن نقبل أن تقفل أي مؤسسة تحت ضربات الإنهيار الإقتصادي الحاصل ألم تسمعوا مقولة
“من فتح مدرسة أقفل خمسين سجنا” ولكن لا نريد قوانين حبرا” على سراب في ظل غياب الورق .
و بما ان المجتمع الطلابي مجتمعاً متميزاً نظرا لتركيبته المتميزة لأفراده الذين تربطهم علاقات وطنية خاصة وصادقة وتجمعهم أهداف موحدة في الحفاظ على تاريخنا وثقافتنا و حضارتنا وفي ظل مجتمع تربوي تحكمه أنظمة وقوانين مهترئة ويزخر بالكثير من المشكلات المختلفة التربوية والتعليمية التي أثرت و انعكست سلبيا على حياة الطالب الدراسية وكانت سبباً في وضع العراقيل التي تسببت بالكثير من إخفاقاته التحصيلية.
و أبرز تلك المشاكل هي التهاون في حقوق المعلمين و عدم انصافهم في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، مما دفعهم في إلى الإضراب المتكرر مما يؤثر بالتالي على الطلاب الذين لن يتمكنوا من الإلمام الكافي بالمادة التي في متناول أيديهم، و مما يفقدهم حماسهم و جديتهم في التعليم.
و من المشاكل أيضاً التكلفة العالية للأقساط التي ترهق الأهل و ترمي بذيولها بالتالي على الطالب نفسه،وتفقده ثقته بنفسه وبوطنه.
و لابد من التطرق إلى عدم مواكبة التطور العلمي في العالم و استمرار التعليم وفقاً للمناهج القديمة، و أيضاً العدد الخجول للصفوف الموجودة في المعاهد مما يستدعي الطالب إلى تغيير اختصاصه،لعدم وجود خطة شاملة كفيلة بدمج الصفوف داخل المحافظات ليحصل كل طالب على الشهادة التي يريدها عن قناعة وربط توزيع الطلاب على الإختصاصات وفق احتياجات سوق العمل.
لن نسمح بمهزلة الاستخفاف بالشهادة المهنية، من الآن وصاعدا” حيث الكثير من الجامعات لا تعترف بها ،من دون وجه حق أو تتجه إلى معادلتها عن طريق تقييم قد ينجح أو يفشل،نريد قانون يحمي “كرامة شهادتنا”.
اليوم أقف بينكم لأطرح عليكم الأسئلة التي ترافقنا كل ليلة على وساداتنا الخالية ،من سيدفع ثمن كتبنا الرسمية ،من سيدفع ثمن قرطاسيتنا ،من سيدفع ثمن لباسنا المدرسي،من سيدفع ثمن حقيبتنا المدرسية،من سيدفع بدل نقلنا ،ومن سيدفع رسوم تعليمنا ،هل تريدوننا ان نكون عبئا” على أهالينا ام تريدوننا ضحية التسرب المدرسي فنترك التعليم لعدم قدرتنا ،ام تريدوننا ان نصبح مجتمع أمي .
أليس التعليم من أبرز العناوين التي تنادي بها الأمم المتحدة هل تعاقبونا بالجهل ،هل أصبحنا “مجتمع تربوي متسول” ننتظر حسنة من هنا أو هناك ،لا والف لا ،وعلى الجهات المانحة أن تفهم إن كانت دولكم تجيد لغة المحاور فنحن لا نعرف الا محاور الكتب التي نتعلم بها ،أعطونا حقا” بالتعليم وأتركونا خارج نزاعاتكم او تحملوا ما سينتج عن حرمان الشعوب .
لن نصدر شبابنا للخارج وتعمر الأوطان على سواعدهم ونترك وطننا يموت ،نحن شعبٌ نحترم تضحيات الأبطال وتعلمنا تكلفة تراب الأرض ورفعنا أسماء أبطالنا على مدارسنا ومعاهدنا ومع كل فجر جديد نعاهدهم ببناء لبنان .
قد حان وقت الحلول الجذرية لكي ننهض و نتقدم وصدق من قال حي على خير العمل ؟؟