♦ *نص الكلمة التي ألقاها مسؤول وحدة العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف خلال تكريمه في دارة المحامية ساندريلا مرهج في البقاع قبل يومين.
أثقلت عليّ سندريلا مرتين، الأولى عندما دعت هذا الجمع الغفير وقد كان ظنّي أننا عشرون نفراً أو نزيد قليلاً، نأكل بعضاً من الطعام ثم لا نلوي على شيء، والثانية عندما تمنت عليّ أن أقول بضع كلمات فزادتني حرجاً وفيكم السادة النجباء والوزراء الأعلام وأهل الفكر والرأي والقول، وأنا من صنفٍ من الناس إذا صعد المنبر ارتج عليه، فإن كان التكريم لشخصي فأنا الأقل بينكم وقد كان علماءٌ في النجف الأشرف وجبل عامل إذا صنّف أحدهم كتاباً وضع عليه قبل اسمه صفة الأقل والأحقر، وإن كان التكريم لمنصبي فأنا مع الشاعر القائل “وأعز ما يبقى ودادٌ دائمُ إنّ المناصب لا تدوم طويلا”، وإن كان التكريم لهذه المقاومة الشريفة فهي أهلٌ ومحل.
لماذا؟ أنا من جيلٍ ينبذ الأنا ويُحبذ (نحن)، يحجب الفرد ويظهر الجماعة، يقدم صدقة السر على زكاة العلنية، أنا من جيلٍ مضى نفرٌ غير قليلٍ منه شهداء، وكلما سرت في تشييع شهيد حسبتني هو. عندما نزل السيد عباس عن منبر النادي الحسيني في جبشيت ولما يكتمل بناؤه بعد، وألقى على الناس سلام مودعٍ، اختصني – وقد كان لي محباً وعليّ مشفقاً – بأن دعاني للصعود معه في سيارته ننزل سوياً إلى بيروت بعد جولة قصيرة على مثوى الشهيد الشيخ راغب ومنزل عائلته ومنزل الشيخ عبد الكريم عبيد وقد كان أسيراً، وافقت ثم تمنعت، ثم وافقت ورفض مرافقوه، وغادر جبشيت إلى تفاحتا حيث مكمنه، وغادرت أنا في طريقٍ قريبٍ آخر، وما هي إلا دقائق بعد ذلك حتى استشهد، فذهبت نفسي حسرات، ولو أن قمري قد اكتمل في تلك الساعة، لكانت شهادة حمراء عزّ نظيرها واسمي في عليين، وروحي في الشهداء، ونفسي في السعداء، وبقيت أُغالب هذا الألم سنيناً طوال، أن قد ضاعت الفرصة حتى عوضنا المولى..