مفهوم العقيدة الاوراسية.
*خاص * Bawwababaalbeck .
من خلال عودتي إلى بعض المصادر والأبحاث المتخصصة بمستقبل الحرب الروسية ، وتداعياتها ، ومفهوم العقيدة الاوراسية تم اعداد هذه النقاط للاجابه على بعض التساؤلات…تم اعداد وتجميع هذه النقاط الهامة التي أوردها استاذه كبار مشهود لهم …
وأشكر الأستاذ الدكتور كمال شرف على توجيهاته المستمرة التي تدفعني لمضاعفة الجهود في البحث والتعلم للاستفادة والافادة…
لماذا يعادي الغرب روسيا الاتحادية🇷🇺 والشعب الروسي ؟ ولماذا يصر الشعب الروسي وقادته بزعامة الرئيس فلاديمير بوتين على تحقيق النصر وهزيمة الناتو في أوكرانيا 🇺🇦 مهما كانت التضحيات كبيرة ؟! عبر مراحل التاريخ المختلفة ومن خلال التحديات الكبرى التي واجهها الشعب الروسي تشكلت لديه روح وطنية قوية ،وعالية للغاية جعلته يقاوم شتى أنواع الغزو وينتصر عليه منذ الإمبراطورية الرومانية وغيرها ..
فالامبراطورية الرومانية التي قامت على النظام العبودي ، بعد هزيمة قرطاجة وتفكك نظام الاشتراكية البدائية ، كانت تنظر إلى الروس (السلافيين ) على أنهم ليسوا أكثر من مزرعة عبيد ، متوحشين ، حتى أن كلمة سلافي Slav أصبحت مرادفة لكلمة عبد (Slave) في عدد من اللغات الأوربية ، والكلمة العربية صقلبي ( سلافي ) انقلبت إلى ( esclv) اي عبد في لغات أوربية أخرى ، وكلمة ( موجيك ) أي فلاح الروسية أصبحت تعني روسي بدائي فظ ومتوحش، في اللغات الأوربية الغربية ، وهذه العنصرية ضد الشعب السلافي الروسي موروثة من العهد الروماني… ولكن الإمبراطورية الرومانية التي انتصرت على الكنعانيين والامازيغ والأقباط المصريين والإغريق المكدونيين والصربيين والبلغار ، وقفت عند سواحل البحر الأسود وأوكرانيا ، ولم تستطع أن تخترق الأراضي الروسية بفعل شدة المقاومة الشعبية للروس حتى عندما ماكانوا جماعات متفرقة ، وقبل أن يصبحوا دولة وشعباً موحدين …
وفي القرون الوسطى المبكرة ، حينما ظهرت مملكة الخزر اليهودية على مصب نهر الفولغا وسواحل بحر قزوين ، وقام التتار والمغول بغزو الأراضي الروسية ، وتأسست مملكتهم المسماة الأورطة الذهبية، تحولت تجارة العبيد إلى أحد أهم مصادر الربح لليهود الخزر والمغول والتتار وحلفائهم الطورانيين الأتراك والشركس الذين كانوا جميعاً يصطادون الرجال والنساء والأولاد والبنات الروس ، ويبيعونهم إلى اليهود الخزر الذين يبيعونهم بدورهم إلى اليهود العبرانيين ، أولئك الذين كانوا يصنفونهم ويحضرونهم لبيعهم كغلمان وخصيان وعبيد وإماء وبغايا إلى الأمراء والميسورين، من الأندلس حتى سور الصين ، وكانت الإماء والبغايا في الأصقاع العربية يسمين (( روميات ))،أي إغريق ومكدونيات ، والحقيقة أن قلة من هاتيك البائسات كن روميات، أما الأغلبية فكن ( سلافيات ) روسيات ، ومع ذلك الانتفاضات الروسية المتتالية قضت على اليهود الخزر والمغول والتتار وأخرجتهم من التاريخ الى غير رجعة، ومن تبقى منهم في روسيا يعيشون كمواطنين لهم كل حقوق المواطن الروسي، ولايغير من جوهر العلاقة الوطنية الروسية مع عامة اليهود نشوء الحركة الصهيونية في صفوفهم ، الموالية للغرب الاستعماري والمعادية لروسيا التي أنقذت يهود أوروبا كلها من الإبادة التامة على أيدي النازية خلال الحرب العالمية الثانية…وبعد أن سحق الروس المغول والتتار والطورانيين والخزر ، وتخلصوا من نيرهم إلى الأبد ، غزاهم الشماليون في الوقت ذاته الذي غزا فيه الصليبيون الشرق ، ومكثوا في روسيا حوالي ٢٥٠ سنة ، ومع أن الروس كانوا فقراء وأكثرضعفاً من العرب والمسلمين،وكانوا نصف جياع ونصف عراة ، فأنهم سحقوا الصليبين الشماليين منذ أول وصولهم إلى الاراضي الروسية ، وحتى يومنا هذا فإن السويدين والاسكندينافيين والبلطيق ناهيك عن الألمان والبولونيين ، يرتجفون لدى سماع كلمة (( روسي))…
وعندما حاول نابليون بونابرت في التاريخ القريب شن حملته على روسيا على رأس جيش مؤلف من نصف مليون جندي هم زهرة شباب فرنسا 🇫🇷 آنذاك ، لم يرجع منهم أحياء سوى بضعة آلاف ، ولو لم يهاجم نابليون روسيا لاستطاع الهيمنة على أوربا بأكملها ، وكانت تلك خطيئته الكبرى في السياسة..
ولا حاجة لنا بالتذكير كيف وصل الجيش الألماني الى مسافة ٤٠ كم قرب العاصمة موسكو ذاتها ، لكن العملاق الشعبي الروسي نهض من كبوته وحرر أرضه وسحق الهتلرية في برلين ذاتها ،وعلينا أن لاننسى أن الجيش الاحمر الروسي أساساً الذي سحق النازية الهتلرية وحرر أوروبا والعالم منها ، هو نفسه الذي سحق الجيش الياباني الذي كان يحتشد بالملايين في الصين وكوريا ، وحرر شعوب شرق آسيا من الفاشية اليابانية أيضاً…
كما أنه اليوم يحرر العالم بأسره من الإرهاب التكفيري ، ويقضي على النازيين الجدد في أوكرانيا..أمام هذه المعطيات التاريخية من الطبيعي أن الشعب الروسي ينظر إلى نفسه أنه محرر شعوب العالم من النازية والفاشية في الشرق والغرب ، والآن لو اجتمعت كل القوى الإمبريالية واليهودية والطغيان والعدوان في العالم وأدواتهم من الإرهابيين والنازيين الجدد فإنها لن تستطيع أن تنال من روسيا بل ستدفن في مكانها بأسرع مما نتصور ، والعقيدة العسكرية الروسية الحالية تقول : (لن نكون معتدين ولكن الضربة الأولى ستكون لنا ، وهي ستكون الضربة الاولى والأخيرة )، لأنها ستكون ضربة نووية ساحقة ماحقة من البحر والبر والجو والفضاء الكوني، بهذه الروحية لرد العدوان والظلم ، المتأصلة في الشعب الروسي تتبنى القيادة الروسية وعلى رأسها الرئيس بوتين فكرة إنتصار الاستراتيجية الآوراسية ، الداعية إلى التعاون المفتوح والشامل ، اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً وأمنياً وعسكرياً ، بين شعوب آسيا وأوروبا جميعها ، وشعوب العالم الطامحة الى التحرر والاستقلال عن الهيمنة الامريكية ، وتقوم روسيا بدور مركزي في هذه العملية التاريخية الكبرى ، على غرار ما اضطلعت به في تحرير شعوب العالم من النازية والفاشية في الحرب العالمية الثانية..
والله من وراء القصد
الفقير لله مجدي نعيم