أحداث الطيونة واستدعاء جعجع للتحقيق.. الحريري يخرج عن صمته
أحداث الطيونة واستدعاء جعجع للتحقيق.. الحريري يخرج عن صمته
في أول موقف من نوعه منذ استدعاء حليفه السابق، رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، إلى التحقيق على خلفيّة أحداث “الطيونة” الدامية التي هزّت بيروت قبل 11 يومًا، اعتبر رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري، اليوم الثلاثاء، أن الأمر “يزيد الانقسام” في البلاد.
وقال الحريري في تغريدة عبر حسابه على تويتر: إن الإعلان عن تبليغ جعجع لصقًا (تم إلصاق البلاغ على باب منزله ولم يتم تسليمه باليد) للمثول أمام مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، “يقع أيضًا في خانة العبثية ويستدعي البلاد إلى مزيد من الانقسام وتوظيف إدارات الدولة في خدمة سياسات الانتقام”.
الحريري: نرفض الاصطفاف
ولفت الحريري، إلى أن المطلوب تبليغ جميع المعنيين في أحداث الطيونة، “شفاهة أو لصقًا، بوجوب المثول أمام مقتضيات المصلحة الوطنية وعدم التفريط بما تبقى من مقومات السلم الأهلي”.
وأشار إلى أن غياب تياره عن أحداث الطيونة وتداعياتها “كان متعمدًا لأننا نرفض الخوض في صراع عبثي والاصطفاف على خطوط الحرب الأهلية وانقساماتها الطائفية والعودة إلى لغة القنص الأمني واقتناص الفرص السياسية”.
وجاءت دعوة الحريري، بعدما تقدم 14 لبنانيًا من منطقة عين الرمانة، بشكوى قضائية إلى النيابة العامة، ضد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وفق ما أكد المحامي إيلي محفوض، المقرب من حزب “القوات اللبنانية” في تصريح للصحافيين أمام قصر العدل في بيروت.
وأضاف محفوض أن الشكوى ضد نصر الله، تطالب السلطات بالتحقيق معه لكشف ما إذا كان مشاركًا أم محرضًا أم فاعلًا للأحداث، مشيرًا إلى وجود عدة صور لأشخاص مسلحين تابعين لـ”حزب الله” شاركوا في الاشتباكات الدامية، التي أسفرت عن وقوع سبعة قتلى وعدد من الجرحى.
وكان نصر الله قال في خطاب له السبت: “سننتظر التحقيق بأحداث الطيونة وهو بحسب معطياتي تحقيق جاد وشجاع ويتابع أدق التفاصيل”.
جنبلاط: يجب توقيف جميع مطلقي النار
من جانبه، دعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في تغريدة عبر حسابه في “تويتر”، إلى توقيف جميع مطلقي النار في حادثة الطيونة من دون تمييز، ووقف هذا السجال السياسي العقيم والمدمّر”، معتبرًا أن ذلك من أجل “تحقيق شفّاف وعادل”.
وسبق أن طلبت المخابرات العسكرية من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، تقديم شهادته يوم الأربعاء المقبل حول أعمال العنف، ولم يكن جعجع موجودًا عند إرسال الطلب المكتوب، لذلك تم تعليقه على باب مكان سكنه.
والخميس، أعلنت المحكمة العسكرية استدعاء جعجع للاستماع إلى أقواله في الأحداث عقب اعترافات الموقوفين في القضية.
وكان الجيش اللبناني أعلن في موقعه على الإنترنت، أمس الإثنين، أن مديرية المخابرات أنهت التحقيقات في أحداث العنف التي شهدتها بيروت وأحالت ملف المقبوض عليهم إلى النيابة العامة العسكرية.
أحداث الطيونة
وفي 14 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، اندلعت اشتباكات مسلحة في شارع “الطيونة” الواقع بين منطقتي الشياح وعين الرمانة في بيروت.
وبدأت الأحداث بإطلاق نار كثيف خلال تظاهرة نظمها مؤيدون لجماعة “حزب الله” وحركة “أمل” للتنديد بقرارات القاضي طارق بيطار، المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت.
وأسفرت المواجهات عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 32 آخرين معظمهم من “حزب الله” و”أمل” اللتين اتهمتا حزب “القوات اللبنانية” بتنفيذ كمين مسلح ضد أنصارهما، وهو ما نفاه الأخير.