الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في ذكرى اسبوع خادم القرآن الشيخ جعفر خليل
في لبنان القضية المركزية التي نحرص على أن تنجز هي انتخاب رئيس للجمهورية. نحن حريصون كحزب الله على أمرين أساسيين خلال هذه المرحلة: الأول أن يتم انتخاب الرئيس بأسرع وقت ممكن، والثاني أن نبقى مواكبين لحاجات الناس ومتطلبات الناس كي لا يكون الانهيار كبيراً، وكي نبلسم بعض الجراحات عند الناس بحسب استطاعتنا.
ما يجري في المجلس النيابي في جلسات انتخاب الرئيس تعبير عن العجز في الوصول إلى انتخاب الرئيس، لأنَّ المشهد الذي نراه ليس مشهد انتخاب رئيس! مشهد كل الكتل تقول لم نصل إلى نتيجة، لم يصل أحد إلى النتيجة لأنَّ تقسيمة المجلس النيابي فيها كتل متنوعة، وهذه الكتل المتنوعة مختلفة على المواصفات ومختلفة في تطبيق المواصفات. أحياناً نسمع مواصفات واحدة من ثلاثة أرباع كتل، لكن عندما تأتي إلى التطبيق العملي مثلاً فترى كل واحدٍ منهم يطبق شيئاً، حتى من الذين يعتبرون متحالفين معنا.
نحن في مأزق إذا استمر الوضع بهذه الطريقة، وهذا يعني أنَّ الأمر يمكن أن يطول. إذاً ما الذي يجب أن نفعله حتى نتمكن من إنجاز الاستحقاق الرئاسي بأسرع وقت ممكن؟ لا بد من الاتفاق على مواصفات مشتركة بين الكتل المختلفة، من أجل أن نصل إلى تحديد الاسم الذي ينسجم مع هذه المواصفات. والمواصفات
ثلاثة:
🔵 أولاً رعاية خطة للإنقاذ الاقتصادي المالي،
🔵 ثانياً قدرة الرئيس على التواصل والتعاون مع كل الأطراف الموجودين على الساحة،
🔵 ثالثاً أن لا يكون الرئيس استفزازياً بل يعمل بهدوء لمعالجة القضايا الخلافية، من تتوفر فيه
هذه المواصفات الثلاثة إذا اتفقنا عليها فمن السهل أن يجري التطبيق، لأنَّ التطبيقات ليست واسعة جداً بل محدودة. أما أن نبقى في إطار المناورة ومحاولة رمي التهم على بعضنا أو بانتظار تدخلات الخارج أو بالضغوطات أو تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية من أجل انتخاب الرئيس، فهذا مضيعة للوقت، لأنَّ انتخاب الرئيس في مرحلته الأولى وفي أساسه يتطلب اتفاقاً داخلياً. حتى لو كان موجوداً في الداخل من يدير أذنه للخارج من أجل أن يعمل لمصالحهم، فليعلم تماماً أنَّه لا محل له في الرئاسة طالما أنَّه مأمور من الأجانب، من أمريكا ومن معها. يجب أن يكون الرئيس متميزاً بهذه المواصفات التي ذكرناها، ودائماً يجب أن نكون حذرين من أمريكا التي سببت الفوضى والخراب والتي منعتنا من الكهرباء، وألزمتنا بالنازحين وجعلتنا نخسر الكثير من الموارد وسببت لنا الكوليرا، وعملت على نشر فئات ومجموعات تعطِّل مسار الدولة وتحلُّ محل الدولة، كما عملوا بشكل دائم على منعنا من استجرار الكهرباء من الأردن أو الحصول على الغاز من مصر. كل الأعمال الأمريكية منذ ثلاث سنوات بالحد الأدنى حتى الآن هي أعمال تخريبية وتدميرية في لبنان، تهدف إلى تعطيل قدرة لبنان على أن يكون قوياً، لكن كبيرة عليهم. سيبقى لبنان قوياً بالجيش والشعب والمقاومة مهما فعلوا، وتجربة السنوات الثلاث أكبر دليل على ذلك. يجب أن نبقى دائما في حالة حذر وانتباه من مخططات أمريكا في المنطقة، ونقول لكل شركائنا في الوطن: فلنجتمع بالحد الممكن على الاتفاق والتفاهم بعيداً عن الحسابات الضيقة، لأنَّ الوطن يحتاج إلى الإنقاذ والإنقاذ يتطلب تضحيات ويتطلب تنازل عن بعض الشروط، ومحاولة تدوير الزوايا حتى يكون الرئيس متناسباً مع هذا التجمع الكبير الموجود في لبنان والتعدد الطائفي الموجود في لبنان.