الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في تجمع علماء المسلمين في بيروت – 13-12-2022م،
فلسطين ليست وحدها، فمعها محور المقاومة وشعوب العالمين العربي والإسلامي،وأحرار المقاومة ومعها أيقونة الدعم المقاوم الجمهورية الإسلامية الإيرانية. إيران التي قلبت المعادلة، إيران التي غيَّرت الاتجاه. كانت المنطقة باتجاه اتفاقات كامب ديفيد، وكانت المنطقة باتجاه التنازلات المختلفة، وكانت دول المنطقة تضغط على الفلسطينيين من أجل منعهم من مقاومة المحتل. في هذا المنعطف انتصر الإمام الخميني قدس الله روحه الشريفة بإقامة الجمهورية الإسلامية المباركة في إيران في شباط سنة 1979، وأول عمل لمصلحة فلسطين كان إقامة سفارة فلسطين بدل سفارة الكيان الإسرائيل،.ومنذ ذاك الوقت تتالى الدعم وتأصل وازداد.
إيران أعلنت الدعم المفتوح للمقاومة عسكرياً وتدريباً وتجهيزاً
وأعلنت جيش العشرين مليون من خلال قوة القدس التابعة لحرس الثورة الإسلامية المباركة في إيران، كل ذلك من أجل فلسطين. لقد دعمت إيران وهي لا تريد شيئاً، إنها قناعتها قناعة الإيمان والحق ونصرة المستضعفين والمقدسات.
أما حزب الله فقد قاوم المحتل الإسرائيلي كواجب ديني وأخلاقي ووطني وقومي، ولم تكن عطاءات الشهداء والتضحيات خسارة له بل هي ربح خالص، هي ربح للعزة والكرامة وتحرير الأرض والقوة والمعنويات ومساندة فلسطين.
من يعتبر أنَّ المقاومة هي جزء من توظيفٍ سياسي لدولةٍ أو جهة فهو مخطئ، فنحن نواجه عدواً احتل فلسطين وأجزاءً من لبنان وسوريا ومصر والأردن، وعينه على المساحة ما بين الفرات والنيل، من أرضٍ وخيرات ومستقبل. هذا العدو وصل إلى العاصمة بيروت ولم يخرج إلَّا بالمقاومة، هذا العدو زُرعَ في منطقتنا لمصادرة مستقبل أجيالنا، و خياراتنا وثقافتنا في المنطقة. زُرع لحرماننا من الاستقلال والكرامة والتنمية. العدو الإسرائيلي ليس عدواً للفلسطينيين فقط، هو عدو للعرب وللمسلمين وللأحرار وللإنسانية، هو يعبث فساداً على مستوى المنطقة والعالم.
هذه المقاومة في لبنان قويت بالتضحيات والشهداء، وانتصاراتها كانت خيراً صافياً للبنان وأجياله وكل المنطقة، هذا هو سجل مقاومة حزب الله. حرَّر حزب الله الجنوب اللبناني من إسرائيل المعتدية، حرَّر حزب الله الشرق من أدوات التكفير الإسرائيلية التي كانت تريد أن تعبث من الجهة الأخرى، واستطاع أن يحمي لبنان بتوازن الردع من الاعتداءات اليومية والاغتيالات والتوسع بالاحتلال. هذه المقاومة ستبقى قوية وستزداد قوة وتسليحا، وستكون دائمة الجهوزية وهي لا تخشى التهديدات فضلاً عن المواقف السياسية الفارغة. فليعلم من يريد أن يعلم، أنَّ هذه المقاومة هي قَدَر حقيقي للبنان، ولبنان لا قدرة له على الحياة من دون ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.
نحن نريد إنجاز الاستحقاق الرئاسي ونسعى لذلك، ولا ربط لهذا الاستحقاق بمستقبل المقاومة، التي أصبحت من ثوابت لبنان ودعائم قوته وتحريره، والرئيس المؤتمن على هذه المسؤولية هو الذي يرعى أفضل استفادة من مقومات القوة في لبنان في الاقتصاد والتنمية، ومن قدرات جيشه وشعبه ومقاومته، هذا لمصلحة لبنان.
نحن لا نريد حماية من أحد، إنما لن نقبل أن يُفرِّط بقوة لبنان كرمى لعيون أحد. لقد ذاق هذا الشعب معنى الانتصار ومعنى التحرير، ومعنى الأمن بكرامة، ومعنى العزة ومعنى الحماية، فهو لن يعود مرة أخرى ليكون تحت عباءة الأمم المتحدة أو أمريكا
أو الغرب، لأنَّ هؤلاء جميعاً انحازوا وكانوا السبب المباشر للاحتلال. أمَّا المقاومة فهي خطوة حقيقية وجبَّارة لإزالة الاحتلال وإلغاء الاحتلال، كيف لمن كان لديه مقاومة منصورة أن يشير إليها بالبَنَان والاستفهام؟ هذه نعمة كبرى من الله تعالى لن نفرِّط بها إن شاء الله، وسنكون دائماً مع المقاومة الفلسطينية ومع الشعب الفلسطيني، ومع تحرير كل فلسطين من البحر إلى النهر.