متفرقات

عبد الهادي محفوظ ’’الخيار الاميركي‘‘ يحدد من يكون الرئيس اللبناني.

أمور كثيرة ترتبط بانتخابات الرئاسة اللبنانية ما يجعل حصولها متعثرا الى حين تحقق ما هو أساسي فيها. أما اللاعب الأساسي في موضوع الرئاسة اللبنانية فهو الخارج الدولي وتحديدا الخارج الأميركي.
اما الداخل اللبناني فلا يستطيع انجاز الموضوع الرئاسي انما يمكنه أن يختار جزئيا بين الاسماء التي تطرحها واشنطن علنا أو خفاءأ. وما يتحكم بالاختيار الاميركي خياران: الخيار المالي الاقتصادي والخيار الامني العسكري والاولية بين هذين الخيارين هي التطورات الداخلية اللبنانية والتحولات في مواقف الفريقين الانتخابيين الاساسيين واحتمالات التحول بها الى حلول وسط يشجعها ’’الخارج الأميركي‘‘ باتجاه واحد من الخيارين الأمني والمالي.
واذا كان الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري بين الكتل الانتخابية وصولا الى رئيس توافقي قد عطله التعنت . الا أنه لا بديل من هذا الحوار الذي ترغب فيه واشنطن والتي تعتبر أن عامل الوقت ينضجه. وفي هذا السياق تحتاج الادارة الاميركية الى الرئيس بري لادارة هذا الحوار باعتباره القاسم المشترك بين الجهات الأساسية المختلفة ويشاركه في ذلك الزعيم الدرزي وليد جنبلاط. ولذلك فإن موعد الحوار يقترب علما بأن واشنطن تريد أن تطمئن إلى ’’أمركة المصارف اللبنانية ومعها الودائع اللبنانية‘‘ وعندها تعطي الضوء الأخضر.
وحتى يحين موعد ’’الضوء الاخضر الأميركي‘‘ المرتقب أحداث كثيرة. منها عدم القدرة اللبنانية على التحكم بمسار الدولار والليرة اللبنانية باعتبار ان لا دورة اقتصادية فعلية في لبنان. وباعتبار ان المواطن اللبناني بدأ يقتات من لحمه الحي هذا اولا. وثانيا التدهور في الوضع المعيشي وتفشي المجاعة والبطالة. وثالثا انهيار المستوى التعليمي وتفشي الأمية. ورابعا استعصاءات الحلول لمشاكل الكهرباء والماء. وخامسا فشل الدولة لايجاد الحلول على كل المستويات. سادسا تفاقم الخلافات القضائية – السياسية وتفسخ مؤسسات الدولة. وسابعا انتشار العنف الفردي. وثامنا الهواجس الطوائفية والحوادث ذات الدلالات على التخوم المتداخلة. وتاسعا شكاوى القطاع العام بمدرائه العامين وموظفيه الكبار والصغار من حالة الضيق الاقتصادي المتنامية. وعاشرا بدايات التعبير المباشر عن التيارات الدينية المتطرفة بما فيها ’’داعش‘‘ والتحريك المتوقع للخلايا النائمة.
إزاء هذه المؤشرات وغيرها ما هو ايجابي هو حكمة المؤسسة العسكرية وتغليبها الوحدة على أي اعتبار آخر وكونها تحظى بإجماع العاملين الخارجي والداخلي في آن معا. وهذا يفنرض ملاقاة المؤسسة العسكرية بتنازلات متبادلة من القوى السياسية على اختلافها استباقا للانهيار التام. وهذه التنازلات تفترض فيما تفترض تحقيق فكرة لا غالب ولا مغلوب في موضوع انجاز الرئاسة الاولى.
عبد الهادي محفوظ.

المصدر موقع منكم ولكم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى