صدر عن جمعية لقاء الكرامة مشروع “التمويل بالنمو” لهندسة أمن وسعادة الانسان في لبنان.
🌿🌿🌿🌿🌿🌿
13 نيسان ذكرى بدء الحرب الأهلية المشؤومة في لبنان، والحقيقة أن التباغض والقتل الطائفي بدأ أواسط القرن التاسع عشر ولم ينته بمؤتمر لوزان ولا بمؤتمر الطائف. واللبنانيون رغم كل الظروف القاسية التي يعيشونها ما زالت قلوب بعضهم قاسية على البعض الآخر. وهم في كل مناسبة يظهرون عصبية عنصرية بعيدة عن حقيقة الرسالة التي يدعون حملها. فالرسالة المسيحية تدعو الى المحبة:
وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ،” (متى 5: 44).
والرسالة الإسلامية تدعو الى الرحمة والسلام:
﴿ وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ﴾
[ آل عمران: 104]وكلا الرسالتين وجهت المؤمنين الى وجوب توليد الحاكم الخادم كما وجهت الى إصلاح الحالة الفيزيائية للسائل الحيوي الذي يجري في جسم المجتمع (المال) وقرنت الإشراك بالله بالعبودية للمال وحرمت تضخمه (ربا المال) واللبنانيون عاشوا مرحلة سرقة خيراتهم بالتضخم المالي في الثمانينيات ولم يدرسوا أسبابه وكيف تسرق ثروتهم من مدخراتهم ورواتبهم دون أن تنقص كميتها، وها هي الأزمة تتكرر اليوم بقوة أكبر متزامنة مع سرقة المرابي المصرفي لمدخراتهم.
فمتى يلجأ هذا الشعب الى الله فعلاً؟ متى يحمل رسالة المحبة والسلام للإنسان؟ متى يتدبر دراسة الرسالات السماوية بحقيقتها العلمية الفيزيائية التي تنقذ الإنسان من الفقر والبؤس وتولد الراعي الصالح الخادم للإنسان في موقع المسؤولية؟
الامر يحتاج الى المؤمنين العقلاء من كل أطياف المجتمع ليجعلوا من لبنان رسالة سعادة للإنسانية.