لمناسبة “يوم القدس العالمي” نظم “حزب الله” ندوة سياسية في “مركز الإمام الخميني الثقافي” في بعلبك،
شارك فيها المعاون التنفيذي للأمين العام ل”حزب الله” النائب السابق محمد ياغي، أمين الهيئة القيادية في “حركة الناصريين المستقلين- المرابطون” العميد مصطفى حمدان، عضو المكتب السياسي في “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة” ومسؤول ساحة لبنان غازي دبور. وفي حضور النائب ملحم الحجيري، النائبين السابقين أنور جمعة والدكتور كامل الرفاعي، مسؤول منطقة البقاع الدكتور حسين النمر، رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل، وفود من الفصائل الفلسطينية، وفاعليات دينية وسياسية وبلدية واختيارية واجتماعية.
وتحدث العميد حمدان فقال: “نسعى إليكم كل سنة، في مناسبة يوم القدس العالمي لنتقرب أكثر فأكثر إلى فلسطين، منكم خرج القائد، ومنكم خرج الشهيد، ونحن وإياكم لا نرى أمامنا إلا قباب القدس وكنيسة القيامة وربى الكرمل، وموطئ أقدامنا السائرة الثائرة جنوبي الجنوب، الجليل دربنا إلى النقب والقدس”.
وعلى الصعيد اللبناني، اعتبر أن “تحرير النفوس أصعب من تحرير الأرض”، وتابع: “انتخبوا رئيس لبنان في لبنان، وليس في التسويات الكبرى العالمية، أو الجنون الاكبر العالمي، لأن الرئيس الذي سيصنع في الواقع الوطني اللبناني يؤدي إلى إنتاج منظومة حكم وطنية في ظل المتغيرات العالمية، ونحن قادرون وباقون في وطننا، ومن لديهم عقدة الضعف والخنوع عند أعتاب الأجانب الفرنسين والاميركيين وغيرهم، هم أدوات تنتهي ادوارهم بسقوط حاجة مديرهم لهم”.
وأكد أن “مشاريع التبادلات والمساومات والانبطاح للخارج خراب للوطن وتهديد لوجوده، أما الكرامة والعزة والسيادة الوطنية فهي نتاج قوة لبنان في قوته وليس في ضعفه، والوضع الحالي ليس واقع مؤامرة فقط، بل علينا أن نكون جديين في مكافحة اللصوص والفاسدين والمفسدين”.
ورأى ان “هناك ملامح إيجابية على الصعيد الاقليمي والعربي يجب متابعتها، وعدم المبالغة بالإيجابيات، ولكن أيضا عدم التشكيك في الانجازات التي لم تتحقق من الفراغ، بل من تضحيات دماء الشهداء والصمود في وجه اعتى الأعداء الولايات المتحدة الأميركية وأدواتها”.
وختم حمدان معتبرا أن “وحدة الساحات تكون على أرض فلسطين بالاستراتيجية الصارمة والحازمة. للقدس صواريخ ذو الفقار والفجر وزلزال، وللقدس رجال قائدهم السيد حسن نصرالله، ونحن معهم، ينتظرون أن يهتز الحليل تحت أقدامهم من الناقورة إلى جبل الشيخ”.
وأشار دبور إلى أنه “لاجل فلسطين والقدس عاصمتها، كانت ثورة الشعب الفلسطيني المعاصرة التي انطلقت أوائل عام 1965 في ظل ظروف عربية معقدة، انطلقت سرا بل كانت ملاحقة من قبل بعض الأنظمة، إلى أن فرضت ذاتها، حيث أثبتت أن بوصلتها فلسطين، ولا تريد من الدول سوى الاحتضان والدعم والمساندة”.
ورأى أن “الجمهورية الاسلامية الإيرانية التي انتصرت عام 1979 جعلت أولوياتها المقدسات الإسلامية والمسيحية ونصرة شعب فلسطين، وتحولت إيران من داعم للكيان الصهيوني وقلعة للولايات المتحدة الأميركية، إلى منتصره للإسلام والمظلومين وللشعوب المستضعفة وفي المقدمة فلسطين، وتحولت سفارة الكيان الصهيوني في طهران إلى سفارة فلسطين، وأصبحت إسرائيل غدة سرطانية يجب اقتلاعها، وتتويجا للمواقف العملية لدعم فلسطين والقدس، اطلق الإمام الخميني في شهر آب 1979 نداءه الشهير باعتبار يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك يوما للقدس العالمي، وجاء هذا النداء ليذكر أمة العرب والإسلام بالقدس والمقدسات، وليقترن القول بالعمل شكل فيلق القدس بقيادة الشهيد قاسم سليماني الذي كان له بصمات في صمود وثبات وانتصار شعب فلسطين”.
ياغي
ولفت ياغي إلى أنه “الإمام الخميني عاد إلى أرض الوطن في أول شباط 1979، وبعد أقل من شهرين اقتحمت مجموعة من طلاب جامعة طهران مقر السفارة الإسرائيلية وأخرجوا العملاء والجواسيس وطردوهم من إيران وحولوا سفارة الكيان الصهيوني إلى سفارة فلسطين، فكانت أول سفارة لفلسطين في العالم، وبعد ما يقارب الستة أشهر دعا الإمام الخميني في نداء تاريخي إلى إحياء يوم القدس العالمي في آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك، ليكون يوم وحدة للمسلمين”.
واعتبر أن “يوم القدس هو يوم مواجهة المستضعفين ضد المستكبرين، يوم المواجهة بين قوى الحق وقوى الباطل، يوم المواجهة بين محور الخير ومحور الشر، واليوم الذي تشحذ فيه الهمم والعزائم لتحرير القدس الشريف”.
وأشار إلى أن “الإمام الخميني كان قد أعلن من منفاه في النجف الأشرف أن دعم الثورة الفلسطينية واجب شرعي، ودعا كل إنسان مؤمن ومسلم إلى الإنخراط في صفوفها لتحقيق الآمال والأهداف المنشودة بتحرير فلسطين”.
وأكد أنه “لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي مقاومة شعبية في لبنان استطاعت أن تحرر الأرض وترغم العدو الصهيوني على الإنسحاب من هذه الأرض الطاهرة التي احتضنت الشهداء، ولقد أقسمنا جميعا يوم بايعنا الإمام الخميني أننا ماضون في هذا الخط الجهادي حتى ندخل إلى بيت المقدس ونحرر فلسطين من البحر إلى النهر”.
وقال: “لم يقو العدو على كسر إرادتنا وعزيمتنا، فمضينا بحول الله وقوته، نقاتل ونقتحم مواقع العدو، وكان للأخ القائد الحاج عماد مغنية الدور الألمع والأكثر صلابة وأرادة في تزخيم عمليات المقاومة، وخاصة العمليات الإستشهادية، ووصلنا إلى العام 2000 حيث تحقق النصر وتحرير الأرض اللبنانية. وقد جاء إلى بيروت بعد التحرير الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وعرض علينا يومها أن نأخذ ما نشاء من سلطة ومال مع ضمان انسحاب أسرائيل من قرى كفرشوبا وشبعا والعرقوب بشرط عدم أطلاق طلقة واحدة باتجاه العدو وكيانه، وكان جوابنا واضحا وحاسما بالرفض، والمقاومة ستمضي قدما حتى تحرير بيت المقدس وفلسطين بإذن الله”.
وأضاف ياغي: “كان الإمام الخميني يستشرف المستقبل، ويعلن في بياناته الشهيرة وكلماته أن هذا العصر هو عصر انتصار المستضعفين على المستكبرين، وبعد التحرير أكد الأمين العام السيد حسن نصرالله جهارا نهارا، أن عصر الهزائم قد ولى، وجاء زمن الانتصارات، ونحن نحشد كل الإمكانيات والطاقات وما يتوفر لنا من أسلحة استراتيجية لخوض المعركة الكبرى مع العدو، ونشعر بأننا بدأنا نقترب من تحقيق الوعد الإلهي”.
وختاما قدم حمدان لياغي لوحة تمثل قبة الصخرة في المسجد الأقصى.
“.