طوفان المقاومة يغمر “اسرائيل”… لقد سقطت
الصباحي” الذي أدّى حتى اللحظة في حصيلة غير نهائية قابلة للارتفاع، إلى مقتل أكثر من مئة إسرائيلي (منهم عدد من كبار قادة الجيش) وجرح أكثر من ألف، وأسر العشرات (السلطات الاسرائيلية غير قادرة حتى اللحظة على احصائهم) أن يخوض كابوساً آخر أكثر قتامة بأضعاف مضاعفة على الجبهة الشمالية، وهذا سيناريو مرجح بحسب مسار التطورات في الساعات والأيام المقبلة، إذ إن نداء القائد الضيف واضح لا لبس فيه.
أين يقف العدو الآن؟ هنا بيت القصيد ايضاً. للمرة الأولى لم يخرج منذ اللحظات الأولى ملوحاً بجبروته العسكري. الذهول والتخبط سادا المشهد لديه على كافة الصعد، أقصى طموحه إعادة السيطرة على ما فقده في مستوطنات الغلاف، ومنع استمرار المقاومين بالعبور (تمّ إسقاط 150 طناً من الذخائر لإنشاء منطقة عازلة بين غزة وغلافها) وحتى لو حدث ذلك، فهو وبحسب العديد من الخبراء يبقى عاجزاً إلى حد كبير على اتخاذ خيارات عسكرية كبرى تجاه القطاع (الاجتياح البري مثالاً)، في وقت يتواجد هناك عدد غير معروف من جنوده ومستوطنيه وهذا ما قد يجعله في مواجهة مع رأيه العام، الذي ينتظر محاسبة قياداته على ما حدث.
لنتحدث عنا نحن، عن فلسطين وعن من ناداهم الضيف مع ساعات النصر الأولى “أحرار العالم”. في تمام الساعة السادسة بتوقيت القدس، تحديداً في السابع من تشرين الأول/اكتوبر، أستيقظنا على حلم. وليس القصد من استخدام هذا المصطلح القول إننا لم نكن نؤمن بقدرة المقاومة على القيام بما قامت به، بل لأن في هذا المصطلح ارتباط بما هو أبعد من الواقع، لأن الأحلام تطلق العنان للمخيلة إلى أبعد الحدود لأنها في أغلب الأحيان تكون نسخة عن أقصى ما نريد وما نطمح، لأننا في تلك اللحظة التي امتلأنا بها بالخبر العظيم رأينا القدس، وشعرنا أن فلسطين حرة بالمعنى الحقيقي بعيداً عن الشعارات الرنانة والخطابات والمبالغات والخذلان العربي المثير للشفقة. أدركنا حقاً أن الكلمة العليا الآن للمقاومة فقط، وهذا واضح وضوح الشمس في كلام رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية “اخرجوا من أرضنا وقدسنا وأقصانا ولا نريد أن نراكم فوق هذه الأرض، نحن على موعد مع النصر العظيم والفتح المبين”.
المصدر: موقع المنار