أخبار محلية

✳️ “ميدل ايست اي”: في الحرب الفلسطينية – الإسرائيلية.. هل”حياد” الصين مفيد أم ضار؟ ✳️

✳️ “ميدل ايست اي”: في الحرب الفلسطينية – الإسرائيلية.. هل”حياد” الصين مفيد أم ضار؟ ✳️

أدت الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة وسكانه إلى بدء عصر جديد من المشاحنات السياسية بين القوى العظمى، حيث تواجه كل من الصين وروسيا الولايات المتحدة.

وبحسب موقع “ميدل ايست اي” البريطاني، أعربت إسرائيل والولايات المتحدة عن “خيبة أملهما” إزاء موقف الصين الغامض وفشلها في إدانة حماس، وحضّ السفير الأميركي لدى الصين الرئيس الصيني شي جين بينغ على إدانة حركة حماس، بعد أن أكدت واشنطن دعمها القوي لإسرائيل. كما أعرب رافي هارباز، الدبلوماسي في وزارة الخارجية الإسرائيلية، عن “خيبة أمله العميقة” من موقف الصين، مشيراً إلى أن الرسائل الواردة من بكين “لم تتضمن إدانة واضحة لا لبس فيها للهجوم المروع والمذبحة الشنيعة التي ارتكبتها منظمة حماس الإرهابية ضد المدنيين الأبرياء واختطاف العشرات منهم إلى غزة”.

وتابع الموقع، “أظهر رد فعل الصين على الصراع أن اشتعال الحرب كان دليلاً على أن “الجمود الذي طال أمده في عملية السلام لا يمكن أن يستمر”، وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية: “إن الطريق الأساسي للخروج من الصراع يكمن في تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطين المستقلة”. ويتماشى هذا مع موقف الصين الطويل الأمد بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ومن غير المرجح أن يتغير الآن، لعدة أسباب. أولاً، تختلف الصين عن الغرب في نهجها في التعامل مع النظام الدولي، وكثيراً ما تنتقد التحالفات الغربية، معتبرة إياها عاملاً مزعزعاً لاستقرار النظام العالمي. وثانياً، فلسطين ليست روسيا، على الرغم من محاولة الرئيس الأميركي جو بايدن مساواة حماس بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تأكيده على أن “كلاهما يريد القضاء التام على ديمقراطية مجاورة”. فقد عززت الصراعات في أوكرانيا وفلسطين التحالفات الغربية، في حين أخضعت الصين، التي تهدف إلى تحدي الهيمنة الغربية، لاختبار جوهري”.

“صب الزيت على النار”
وبحسب الموقع، “رفضت الصين إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، في حين اتهمت واشنطن وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بالتورط في عقلية الحرب الباردة، كما واتهمت بكين واشنطن “بصب الزيت على النار” من خلال تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا. ولكن في حين أن التحالف الدولي المناهض لروسيا نفسه يدعم أيضاً إسرائيل في الصراع الحالي في الشرق الأوسط، فإن الصين لم تستخدم الخطاب عينه، وكان انتقادها الوحيد حتى الآن هو تأكيد الصين على أنها “تشعر بخيبة أمل عميقة إزاء عرقلة الولايات المتحدة” لقرار مجلس الأمن الذي يدين كافة أشكال العنف ضد المدنيين في الحرب الفلسطينية الإسرائيلية”.

وتابع الموقع، “ثالثا، لا تشارك الصين بشكل أحادي أو تتحمل المسؤولية عن حل الصراعات الدولية، وتؤكد بياناتها باستمرار على دعم الجهود الدولية وتشجيع قيام المجتمع العالمي بدور أكثر فعالية. وفي ما يتعلق بحرب غزة، حثت بكين المجتمع الدولي على “التحرك بشكل عاجل، وزيادة التدخل في القضية الفلسطينية… وإيجاد طريقة لتحقيق السلام الدائم”، مع التأكيد أيضًا على التزام الأمم المتحدة بالتحرك. رابعا، يتضمن خطاب “الحياد” الذي تتبناه الصين إدانة الجانبين على حد سواء. وأشارت وزارة الخارجية في تعليقها على حرب غزة إلى أن “العنف مقابل العنف لن يؤدي إلا إلى حلقة مفرغة”. وأضافت: “الأمر الأكثر إلحاحا هو وقف القتال وإنهاء الأعمال العدائية على الفور”.

وأضاف الموقع، “أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ أي أعمال تلحق الضرر بالمدنيين أو “التحركات التي تؤدي إلى تصعيد الصراع وزعزعة استقرار المنطقة”. ولم تذكر الصين اسم حماس صراحة في هذه الإدانة، ولم تتخذ موقفا بشأن المسؤول عن مجزرة المستشفى الأهلي، مشيرة في بيان لها إلى أن الصين “تدين بشدة الهجوم على المستشفى في غزة، والذي تسبب في خسائر فادحة”، بينما تدعو “إلى وقف فوري لإطلاق النار ووقف الأعمال العدائية”.

عواقب وخيمة
وبحسب الموقع، “لهذا “الحياد” في الإدانة عواقب وخيمة على الفلسطينيين، فبدلاً من تقديم الدعم، إنه يقوض موقفهم بشكل فعال من خلال الإشارة إلى التكافؤ بين الأعمال العدوانية التي يقوم بها المقاتلون الفلسطينيون والرد غير المتناسب من قبل الجيش الإسرائيلي. وفي هذا السياق، يتعين على الصين أن تتذكر تحذير دانتي البليغ بأن “أحلك أماكن الجحيم مخصصة لأولئك الذين يحافظون على حيادهم في أوقات الأزمات الأخلاقية”. أما الاعتبار الأخير فهو ما يمكن وصفه بحياد الصين المتحيز في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ففي حين تبشر الصين بحيادها في الصراع، فإن الحقائق على الأرض تشير إلى دعم الصين لإسرائيل. فلم تخفِ بكين يوماً دعمها لـ “يهودية” دولة إسرائيل، واستثماراتها في المستوطنات الإسرائيلية وتعزيز الأمن الاقتصادي للمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، وتعزيزها للتطبيع العربي مع إسرائيل، على الرغم من الآثار السلبية على السكان الفلسطينيين”.

وختم الموقع، “على مدى عقود من الزمن، شهد موقف الصين بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تحولاً تدريجياً، واقترب أكثر فأكثر من الدولة الإسرائيلية. ويشير موقفها الحالي إلى أنها لن تعود إلى عصر ماو تسي تونغ، الذي وصف إسرائيل ذات يوم بأنها “قاعدة للإمبريالية”. وفي حين لا ينبغي للصين أن تعود إلى هذا الموقف التاريخي، فيجب عليها على الأقل أن تتوقف عن تعزيز الرواية الصهيونية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى