الإنتخابات الإيرانية بين أمنيات الغرب وواقع طهران.
كَتَبَ إسماعيل النجار
خاضت الجمهورية الإسلامية أمس الجمعه إنتخابات رئاسية هي الرابعة عشرة منذ تأسيسها لإختيار رئيس تاسع للبلاد عقب إستشهاد الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث طائرة أودَت بحياته ورفاقه،
هذه الإنتخابات التي لم تكن في الحسبان وجاءَت نتيجة إرادة إلَهية شكلت محطة مفصلية في تاريخ إيران الحديث لخصوصية الوضع الأمني والعسكري المتدهور في المنطقة وفي ظل حرب طاحنة تخوضها المقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني في قطاع غزة وبعد مناطق الضفة الغربية ضمن إطار مِحوَر مقاوم تقوده طهران، وجبهة أخرى أشد ضراوة هي جبهة لبنان وفلسطين حيث تدور معارك كسر عظم على طول الخط الفاصل بين حدود البلدين منذ تسعة أشهر،
إيران قررت إجراء الإنتخابات قبل خمسين يوم عقب حادثة الطائرة المؤلمة،
الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية ذهبَ بمخيلتهِ أبعد من الواقع متأملاً حصول فوضى ومتوقعاً تعميق الخلافات بين المحافظين والإصلاحيين،
واشنطن بدورها دعمت جهود 250 وكالة أنباء ووسيلة إعلامية غربية وعربية للتشويش على هذه الإنتخابات لكنها لم تُفلح، وجَرَت الرياح الإنتخابية كما تشتهي السلطات الإيرانية وعكس ما ترغب وتريد واشنطن، حيث وصلت نسبة الناخبين لأكثر من 47٪ وتم تمديد وقت الإنتخاب ثلاث مرات متتالية من أجل الإفساح في المجال أمام الجموع الغفيرة التي إحتشدت للإدلاء بصوتها يوم الجمعه،
طبيعة سير العملية الإنتخابية كانت حماسية ومضبوطة رغم تدخل إسرائيل وزبانيتها من خلال هجوم مسلح على سيارة تنقل بعض صناديق الإقتراع إلى وزارة الداخلية،
المنافسة الشعبية على إسم الرئيس كانت ديمقراطية لأبعد الحدود ولم تُسجَل أيَّة حوادث تُذكَر داخلياً بين الناخبين،
إنَّ تقدم المرشح الإصلاحي “بزشكيان” حتى ولو لم تُحسَم النتائج بعد ورغم أنه لم يُعلن إسم الرئيس الفائز رسمياً يشير إلى توجه الشعب الإيراني المستقبلي حول الإنفتاح السياسي تحت سقف الولي الفقيه وضمن ضوابط الثورة،
بالرغم من أن إيران تحتاج في هذه المرحلة إلى رئيس محافظ ومتشدد في وجه الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل ومشاريعهما في المنطقة،
بكل الأحوال واقع إيران اليوم هو طقس معتدل ومعدلات تصويت لا بأس بها، ومرَّ التصويت يوم الجمعه على مقولَة برداً وسلاماً، وخيبات الأمل الصهيوأميركية كانت كبيرة جداً وتكلفتها باهظه للغاية،
غداً سيُعلن إسم الرئيس العتيد وبعد غَد سيُعلَن عن حكومته العتيدة التي ستكمل مشوار السيد الشهيد إبراهيم رئيسي وحكومته، وسيرى العالم الفرق بين ديمقراطية إيران الحقيقية وديمقراطية أميركا المزيفة،
بيروت في،،
29/6/2024