عن آل ياسين 105 الذي غيّر المعادلات….هذا ما كتبه أمير بدوي…
عن آل ياسين 105 الذي غيّر المعادلات….
كتب أمير بدوي
منذ بدأ معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر ونحن نشاهد العجائب، فالمقاومة الفلسطينية أصبحت تبهرنا يوميا” بأسلحتها الجديدة من صاروخ عياش 250 إلى مسيّرات الزواري وصولا” إلى قذيفة آل ياسين 105 و التي باتت تستعمل يوميا و تتردد نتائجها في بيانات الإعلام الحربي، وصدى إنجازاتها في العالم.
فما قصة هذا السلاح؟
في البداية تعرف قذيفة ال ياسين 105 بانها قذيفة مضادة للدروع و تطلق بواسطة قاذف يدوي تماما كالذي يستخدم لل آر بي جي. أمّا عن سر تسميته ، فهاكم خبره:
ياسين هو إسم من أسماء النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أسماه به رب العالمين حيث خصه تعالى بسورة كاملة تبدأ ب يس والقرآن الحكيم، وأشهر آية فيها الاية التاسعة وتعرف بآية السد【وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون 】صدق الله العلي العظيم
أما الآل فهم عترة هذا النبي العظيم أي أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
هذا في الشكل و حيثيات التسمية، اما فيما يتعلق بمواصفات القذيفة، فقذيفة الياسين التي اشتهرت هي قاهرة المدرعات الصهيونية بقبضات المقاومة الفلسطينية هي ابتكار إيراني الاصل، وإسمها التجاري آر بي جي 29 المضادة للدروع و يمكن القول انها نسخة معدلة عن ال آر بي جي 27 الروسية.
وهي تصنع حاليا في فلسطين و كل دول محور المقاومة ويطلق عليها بعض الخبراء القذيفة الصاروخ لشدة فعاليتها وقوتها التدميرية وسهولة المناورة بها وسرعة اطلاقها، حيث تطلق بواسطة قاذف يدوي محمول على الكتف على نسق القاذف الروسي( أن بي أو) بازالت، و هو سلاح يتواجد غالبا” مع قوة المشاة.
تزن القذيفة الصاروخية هذه حوالي 7 كجم و 600 جرام، وطولها يصل إلی 1155 ملم و بقطر 105 ملم يمكنها اختراق درع الدبابة ذات 650 ملم بعد الدروع التفاعلية، وفي حال إطلاقها على الحائط، تخترق حائطًا خرسانيًا يبلغ قطره 1.5 متر. کما تبلغ سرعة هذه القاذفة حوالي 120 مترًا في الثانية، ومداها يصل إلى 200 متر.
في إيران، کان نظام “بيروز” المجهز بصواريخ “دهلاوية” المضادة للدبابات يوفر هذه القدرة للقوات المسلحة، لكن هذا النظام ثقيل ويحتاج تثبيته الى المركبات، وهو ما يربك حركة كتائب المشاة خصوصا قوات المقاومة المستترة والمموهة، وأعتقد أن هذا الامر كان هو الدافع الرئيس
لهذه الابتكار، فكما هو الواضح من ميزات هذا السلاح، فقد تم تطويره خصيصا لوحدات المشاة الخفيفة، فهو معد لوحدات التحرك السريع ، إذ يمكنها أن تخلق قدرات مقبولةً من النيران لمستخدميها في المعارك التي تجري عن قرب..
وعليه فان الإنتاج الضخم لقاذفات الصواريخ هذه وتسليمها إلى قوات المشاة، من شانه ان يمكّن كل جندي من الاشتباك مع الجانب الآخر بقوة نيران أفتك بكثير من الاسلحة الخفيفة والمتوسطة التقليدية، ناهيك عن قدرته على المرور عبر أنظمة الدفاع النشطة، وهذا في حد ذاته تحد كبير لساحات المعارك حالياً وفي المستقبل.
يعتبر الياسين 105 الفلسطيني من مفاجآت طوفان الأقصى حيث أربك العدو وجعله يحسب ألف حساب قبل التوغل برّا” إلى غزة.
و نلاحظ أن تعويذته التي يرددها المقاومون الفلسطينيون هي آية من سورة ياسين (وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون) و هذا أن دل على شيء فانما يدل على الارتباط بين الاسم و المسمى.
وفي الختام يبقى السؤال الأبرز ماذا تخبئ المقاومة الفلسطينية من مفاجآت جديدة في جعبتها؟.
اما التساؤلات الكبرى والمرعبة والتي لا تغادر عقول الخبراء الاستراتيجيين في العالم هي: ماذا يخفي حزب الله من مفاجأت؟
وماذا يرسم نصرالله من مخططات لتغيير وجه المنطقة والعالم ؟
الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة.