السياسة الاسرائيلية في أبعاد الحرب على غزة ترتكز إلى العناوين الآتية:
القصف الهمجي لبيوت المدنيين، القتل المتعمد للأطفال والنساء والشباب وكبار السن، التهجير والعقاب الجماعي، تدمير المستشفيات والمدارس وسيارات الاسعاف، استهداف المؤسسات الدولية مثل الاونروا والصليب الاحمر الدولي والتجويع والحرمان من المياه والوقود. وكل ذلك محرّم في القانون الدولي الانساني الذي يدين مثل هذه السياسات ويفترض اتخاذ الاجراءات الضرورية لمثل هذه المخالفات الصارخة.
من هنا حاجة اسرائيل الى عدم وصول ما تقوم به من ممارسات وحشية إلى الرأي العام. ولذلك فإن الاعلام والاعلاميين هما هدف مباشر لهذه الوحشية الاسرائيلية. عدد كبير من الاعلاميين الفلسطينيين وغير الفلسطينيين قتلتهم الآلة العسكرية في غزة عن سابق تصوّر وتصميم. كذلك فعلت في الجنوب اللبناني. كما تقوم الآلة الاعلامية للوبي اليهودي العالمي بتضليل المعلومات ونشر الأخبار الكاذبة ومحاولة قطع الطريق على مصادر المعلومات التي تأتي من مكان الحدث كما جرى مع قناة الأقصى أو في حالة وقف بث قناة الميادين المؤثرة في الداخل الفلسطيني والخارج الدولي والاقليم والمحيط.
باختصار الرأي العام الدولي لم يعد إطلاقا في صالح العدوان الاسرائيلي. والرأي العام الغربي بفعل الاعلام أصبح ضاغطا على حكوماته ودوله المتعاطفة مع اسرائيل. والفضل هو للشاشة ومواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الدولية في التظاهرات التي نشهدها في واشنطن وباريس ولندن وروما وبرلين والداعية إلى وقف الحرب على غزة ووقف قتل الأطفال وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس من دون وصاية أحد.
كما تستهدف اسرائيل الأطفال بالقتل تستهدف الاعلام والاعلاميين بالحذف. فالشاهد على الحقيقة ونقلها هو ’’ارهابي‘‘ المطلوب حذفه وفقا لتوصيف حكومة اليمين الديني الاسرائيلي للاعلاميين الذين غطوا عملية طوفان الأقصى في غلاف غزة.
ختاما المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع في لبنان متضامن مع قناة ’’الميادين‘‘ والعاملين فيها ويدعو اتحاد الإذاعات العربية في الجامعة العربية إلى رفع صوته. إذ لا ينبغي على أحد أن يقف على الحياد في المحاولات الاسرائيلية لتهويد قطاع غزة.
عبد الهادي محفوظ
رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع