سباق بين الحل و الانفجار؟
بقلم: الاستاذ احمد خير الدين. باحث سياسي من لبنان
شهدت الأيام المنصرمة تسارعا في التطورات الى حد أنها أربكت الكثير ، فقد حل وزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن في المنطقة في جولة هي السادسة له بمعدل زيارة واحدة الى المنطقة في الشهر منذ طوفان الأقصى، وذلك لإيجاد حل ما ، فكانت زيارته الأخيرة والتي بدأها من الرياض بلقاء ولي العهد السعودي ، واستكملها بلينكن خلال جولته بلقاء للجنة السادسية في القاهرة ،
ليعلن في ختامها ان واشنطن تقدمت بمشروع قرار الى مجلس الأمن الدولي من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة ، وليعود الى نقطة الصفر بعدما
جوبه طالب واشنطن بفيتو روسي صيني فرمل الاندفاع الاميركي الذي سبق ووجه بتعنت إسرائيلي وإصرار على الاستمرار في الحرب ، وسط تأكيد لنتنياهو ان حكومته ماضية في حربها وستجتاح رفح !، ما يعني استمرار المجازر بحق الشعب الفلسطيني الذي يعاني اسوأ كارثة انسانية منذ أكثر من قرن من الزمن،
والجدير ذكره ان التدخل الأميركي يأتي للحد من تأثير الحرب في غزة على الانتخابات الرئاسية الأميركية مما حتم على إدارة الرئيس بايدن بذل المزيد من الجهود، خصوصاً وان غريمه الروسي اي الرئيس فلاديمير بوتين حقق انتصارا كبيراً في الانتخابات الرئاسية الروسية التي أظهرت نتائجها…
وان بوتين هو الرجل القوي الذي سيقود موسكو لولاية رئاسية جديدة .
ما يضع الادارة الاميركية امام تحدي جديد خصوصاً وان موسكو تحقق التقدم في حربها في أوكرانيا،
ولا شك أن دخول التعدي الكيدي لمشغلي داعش والذي حصل في مدينة كروكوس – روسيا لتنغيص الاحتفال بولاية جديدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين سوف يرفع من وتيرة التراشقات في اوكرانيا وربما في الشرق الاوسط خلاف بعض الجهود الضعيفة التي يبذلها الرئيس الاميركي الديموقراطي جو بايدن لتهدئة ولو مؤقتة .
وهذا ما يفسر ان جهة ما في الولايات المتحدة الاميركية لا ترغب بإعادة إنتخابه رئيسا لدورة جديدة فكانت رسالتها الدموية مزدوجة المعايير ومتنافرة الاهداف .
إلا أن هناك شبه إجماع على اعادة الاستقرار في المنطقة لما له من تأثير على الوضع العالمي ، ما يعني ان هناك سباق واضح بين الحل المستدام والانفجار الكبير .