مطية المحتلين…
بقلم: أ. احمد خير الدين
بحسب اعترافات مسؤولين إسرائيليين فإن قادتهم في تل ابيب لا يضعون في حساباتهم قضية الأسرى الإسرائيليين لدى الفلسطينيين ضمن سلم الأولويات الثلاث الأولى لهم .
وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على أن الفرد الإسرائيلي لا قيمة له بتاتا امام أهداف أخرى يرسمها لنفسه هذا الكيان المحتل .
ولو تساءلنا ما هي هذه الاولويات الثلاث التي تجعل الإسرائيلي مهملا وغائبا عن الاهتمامات الاسرائيلية الرسمية إلا اللمم لوجدناها محصورة وبلا ريب بما يلي :
اولا : موضوع العين الاسرائيلية على غاز ونفط غزة وجوارها لكسب اموال طائلة سنوية في حالة وضع اليد عليه واستخراجه وبيعه في الاسواق المحلية والدولية .
ثانيا : خط النقل الذي يصل تل ابيب بمدن عربية واجنبية اخرى لزيادة حجم الصادرات وهو ايضا لغاية زيادة مداخيل مالية وربحية كبيرة على المتنفذين في الكيان العبري وخارجه .
ثالثا : ليس واردا في ذهنية قادة الاحتلال امكانية القضاء عمليا على حركتي حماس والجهاد لان هذا شيء مستحيل وملغى اقله خلال الحرب الحالية وعمليات القصف والتدمير المستمرتين حتى الساعة . ومن الواضح ان رغبة المحتل الاسرائيلي تنحصر في محاولة تحييدهما ومنعهما ولو بقدر من عملية تقاسم الارباح المالية المفترضة مع الاسرائيليين !! .
إذا فالقضية ليست قضية عقائدية دينية ولا هي قضية مشروع استيطاني لأجل العقيدة الإسرائيلية بحد ذاتها بقدر ما هي مسألة تسخير وتجيير لهذه العقيدة ومجموعاتها المتدينة كمطية نفوذ احتلالي تستخدم فقط لتحصيل وجلب الاموال وتكديس ثروات المتزعمين وداعميهم في غير اتجاه.
اما العائلات والأفراد وسائر المتدينين والمستوطنين فهم ليسوا في نظر المتسلطين المحتلين واسيادهم الا حفنة من اوراق مالية تستخدم كمطية عند الحاجة فقط وكاحجار على رقعة زيادة نفوذ المتسلطين المترفين والمجرمين الدوليين بقيادة الميسترو الشيطاني الخبيث .