الإمام الخميني رؤيوي رباني…
بقلم: الاستاذ حسين. مرتضى
شكلت شخصية الإمام روح الله الموسوي الخميني علامة فارقة ليس في السياسة وحسب وإنما تعدى تأثير شخصيته الى الحوزة الدينية، فكان الإمار الرباني المنشغل بالعرفان والاجتهاد حتى أضحى الولي الذي لا يختلف اثنان على علمه وعرفانه ، أما في السياسية فالإمام وضع بصمته التي غيرت وجه المنطقة منذ عشرة الفجر في شباط 1979، فكانت الثورة الإسلامية التي أطاحت بالعصا الغليظة والدمية الاكثر غطرسة وبطش في المنطقة والمتمثلة بالشاه، فكان الامام الخميني شخصية ثورية تحمل عبق جده الامام الحسين عليه السلام فكان ذوو شخصية ثورية من نمط خاص ومتميز، قل نظيره ، كيف لا وهو الذي كان يرى ان الثورة ليست انفعالات عاطفية او غاضبة، بل هي رؤية شاملة للكون والإنسان والحياة والمجتمع والدولة والحكم، تنطلق من الحاضر، و تستفيد من تجارب الماضي لتصنع المستقبل وفق مجموعة كبيرة ومنيرة من القيم والمبادئ والعقائد، والكلام حول رؤية الإمام للثورة قد تطول ولا يسعني الاحاطة بها في هذه العجالة ، إلا انني سأطرح أمامكم كيف مثلين اثنين عن رؤيوية الامام الخميني فيما يتعلق بالقضية المركزية المتمثلة بفلسطين عموماً والقدس خصوصاً، حيث وجه الامام حكومة الثورة الاولى الى انزال علم الكيان الموقت عن المبنى المتخذ سفارة له ورفع علم فلسطين معلناً عن افتتاح اول سفارة لفلسطين في العالم في طهران، فكانت خطوته تلك خطوة اولى لتثبيت الحق الفلسطيني بدولة ذات سيادة على أرض فلسطين التاريخية، وإحياء للقدس ومظلوميتها الممتدة منذ قيام الكيان الموقت في العام 1948 اعلن الإمام الخميني وبعد عودته ب 6 أشهر على عودته الى إيران و4 أشهر على إنتصار الثورة الاسلامية وتحديداً من في تموز 1979 عن يوم القدس العالمي ليكون في آخر يوم جمعة من شهر رمضان وذلك من أجل إحياء قضية القدس بكل ابعادها، حيث ان الدعوة ليوم القدس وان حددت كما اوضحت في يوم الجمعة الأخير الا انها غير مقتصرة على المسلمين وإنما دعوة إنسانية، تلك الإنسانية التي تجلت في التظاهرات التي خرجت تأييداً للحق والشعب الفلسطيني بعد السابع من أكتوبر 2023، وهذا ما يجعلني اؤكد لكم كم كان الإمام الخميني رؤيوي ورباني في قراراته.