أخبار محلية

بعلبك والفنون عنوان اللقاء لمجلس بعلبك الثقافي وجمعية أوراق ثقافية…

أقام “مجلس بعلبك الثقافي”، بالتعاون مع جمعية “أوراق ثقافية” ندوة في قاعة الدكتور حبيب الجمال، تحت عنوان: “بعلبك والفنون”، بمشاركة رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة، رئيس المجلس حاتم شريف، كاهن كنيسة سيدة المعونات المارونية في بعلبك الأب شربل طراد، وحشد من الأدباء والشعراء والفنانين والأكاديميين.
فرج
استهل الندوة رئيس الجمعية الدكتور وشاح فرج مشيراً إلى أن “بعلبك، مدينة التاريخ والحضارة، ليست مجرد مدينة أثرية، إنها رمز للحضارة الإنسانية والفنّ العظيم، تاريخ من الإبداع والجمال، خرّجت العديد من الأسماء الأدبية والدينية والفنية، وبعضها وصل إلى العالمية. تتمتع هذه المدينة بتراث ثقافي غني، وتُعدّ مركزاً للفنون المتعددة، ومنها: الفنون المعمارية، الرسم والنحت، المسرح الأدب والشعر، الفلكلور اللبناني. الفنون التشكيلية، الموسيقى، الرقص، والحرف اليدوية، وتشكل تلك الفنون لوحة غنية تعكس تاريخ وثقافة بعلبك المتنوعة، وتُظهر كيف يمكن للفن أن يكون جسراً بين الماضي والحاضر”.
ورأى أن “معابد قلعة بعلبك، ليست مجرد أبنية حجرية، بل هي لوحات فنية تروي قصص الأساطير والآلهة، وتشهد على عبقرية الهندسة الرومانية، وبجوارها العمارة الدينية الاسلامية. لكن الفن في هذه المدينة، ليس محصوراً في المعابد فقط، بل يتجلى في كل زاوية من زوايا بعلبك، وفي العصر الحديث، أصبحت هذه المدينة محطة مهمة على خريطة الفنون العالمية، بفضل مهرجانات بعلبك الدولية التي بدأت في خمسينيات القرن الماضي، واستقطبت أشهر الفنانين والموسيقيين من جميع أنحاء العالم”.

وختم: “بعلبك تستحق أن تكون في طليعة المدن الثقافية، فلنساهم جميعا في جعلها مركزا للفنون والثقافة، من خلال دعم المبادرات الفنية وتعزيز الأنشطة الثقافية، ولنقف معا لدعم الفنانين والمبدعين في إبراز مواهبهم، فالفن هو لغة بعلبك التي يفهمها الجميع”.
شرف
بدوره الفنان محمد شرف، قال: الفنون هي العمارة، الرسم، النحت، المسرح، الأدب والشعر، الموسيقى، والسينما او الفن السابع وأبناء بعلبك تألقوا في كل تلك الفنون”.
واستعرض نماذج مختارة من الرسم التشكيلي والتجريدي لمجموعة من البعلبكيين، بعضهم رحل والبعض ما زال مستمرا في مسيرة العطاء والتألق، ومنهم: رفيق شرف الذي بدأ مسيرته منذ مطلع الستينيات، وطبعت أعماله بروائع الفارس العربي، وقصص عنترة وعبلا، وأيقوناته الشعبية والبيزنطية، والدكتور محمود أمهز الذي تنساب من لوحاته التأملات الروحية والفلسفية، وتتماهى المساحة التشكيلية لديه مع خلفية اللوحة، ويحيى ياغي الذي غادرنا في سن مبكرة وترك بصمات رائعة في الفن التجريدي، ومحيي الدين الجبة ومن روائعه حارات بعلبك القديمة وبيوت الطين التي تنضح بالحياة، ومازن الرفاعي الذي بدأ مع البيت البعلبكي والدُور التي تعكس الصفاء والألفة، قبل أن يتخذ مساره المميز والراقي في الفن التجريدي، ومحمد شرف الذي رسم الطبيعة بالألوان المائية واستخدم المواد المختلطة في رسوم الهياكل، وأبرزها معبد فينوس، والدكتورة خولة الطفيلي التي تهوى الطبيعة والأرض والبيئة والتي تكاد لوحاتها تحادثك وتحاورك عندما تنظر إليها، وللمواقع الأثرية حكاياها التي تشمخ ببعلبك التي تفخر بانتمائها إليها، كما خلدت بلوحاتها العشرات من المبدعين في كل مجال، وأفردت للفن التشكيلي والتجريدي لوحات تختزن سحر الألوان، ورضا منذر ياغي الذي كانت بداياته مع الرسم الكاريكاتوري أيام المدرسة، وبقيت الريشة رفيقة لوحاته ومؤنسته في بلاد الغربة عن الوطن، الذي أخذ مساحة كبيرة من مواضيع لوحاته، ومحمد الحريري الذي امتاز بفنه الفطري الجميل أو ما يسمى بالفن على السجية، ولوحاته رومانسية تحاكي الطبيعة والبيوت البعلبكية، ومن الفنانين الذين تركوا بصمات في عالم الرسم حسين مرتضى وعبدالله شمص، والنحات البعلبكي أبو هولو عباس “منهل” الذي كان جليس القلعة مع الحجر الكلسي وأدواته البسيطة التي تجعل الحجر ينطق، وعمر عباس الذي ترك الخيال يجول بين أفكاره وإزميله في منحوتات نهلت من عالم الأساطير، وغيرهم الكثير ولا مجال لتعدادهم وعرض أعمالهم بهذه العجالة.

حمود
وتحدث الدكتور يحيى حمود عن فن المسرح في بعلبك، فقال: “كنت أرى بعلبك كائنا حيا يتنفس، وله اشكالية مع طرفين، إشكالية بين بعلبك المدينة وقلعتها التي تحجب الأسوار عن أهلها التفاعل مع ما يدور بداخلها من فنون مسرح وغناء ورقص وموسيقى لكبار الفنانين والفرق العالمية، والإشكالية الثانية بين بعلبك والسلطة الإدارية، سواء في المركز أو مع السلطات المحلية، وفي إحدى حفلاتها غنت كوكب الشرق أم كلثوم “اعطني حريتي أطلق يديَّ، وكأنها كانت تتكلم بلسان بعلبك، ولكن بعلبك لم تعطَ حريتها”.

وتابع: “خارج الأسوار كانت بعلبك المدينة الهانئة المسرورة بما يكتب عنها في الصحف، خلافا لمحاولات تشويه صورتها من قبل البعض، لكن سرعان ما كان هذا الشعور بالرضى يتحول إلى سؤال كبير، ترى لماذا لا تلقى بعلبك الرعاية والإهتمام اللازمين لكي تكون قادرة على تنمية مواهب وقدرات أبنائها الفنية لتصل إلى مستوى ما يقدم داخل الأسوار؟!”.
واردف: “أما الإشكالية الثانية، فقد كانت مع السلطة المحلية والمركزية الغائبة، ولكن رغم هذا الغياب والقسوة، أطلقت بعلبك بجهود فردية خاصة الكثير من الأعمال، شعرا وفنا ورسما وأدبا، ومن تلك الأسماء التي تركت بصماتها سليم حيدر، رفيق شرف، طلال حيدر، عبد الحليم كركلا، وغيرهم، وكانت تجارب العمل المسرحي الخاصة، وبدأت بكتابة المسرحيات التي أخرجها غسان الحريري، واستضاف أعمالنا رئيس نادي الشبيبة الخيرية الياس المنير على مدى سنوات، وقدمنا 7 مسرحيات متتالية، كان فيها العمل التطوعي والتعاون والمبادرات وروحية العطاء أساس النجاح، وتنقلت أعمال فرقة بعلبك للمسرح ما بين نادي الشبيبة وسينما الشمس ومركز اتحاد الشباب الديمقراطي، ومقهى جوبيتر، وبعض بيوت الأصدقاء، وشكلت تلك المرحلة حافزا للبعض لدراسة المسرح، ومنهم الفنان حسين الجبة والمرحوم موسى الحريري، وبرز عشرات الممثلين ومنهم خضر اللحام وخالد حمدو وحسان الحريري، كما قدم العديد من الكتاب البعلبكيين أعمالا مسرحية كوميدية ودرامية ووطنية وقومية، خاصة في حقبة السبعينيات من القرن الماضي”.

الجبة
وألقى الشاعر والرسام والنحات المتعدد المواهب محيي الدين الجبة باقة من قصائده المستوحاة من حبه المدينة، وقال: “أنا السائح البعلبكي المقيم فيها أبداً، لو سحت معي، ستجد نفسك في باحة رحبة بين معبدين عملاقين، أو بين زرقة السماء والشمس، في مكان لا عين رأت ولا أذن سمعت بمدى روعته وجماله”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى