أخبار محلية

قبسات من نوركربلاء الحسين عالحلقة الثانية:وصول الامام الحسين ع لكربلاء ونصب الخيام وعلة اخذه للنساء والاطفال .

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علی أشرف الأنبياءإوالمرسلين وعلی آله الأطهار الميامين….
السلام علی الحسين وعلی علي بن الحسين وعلی أولاد الحسين وعلی أصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته….
وبعد…
ما زال الحديث عن النهضة الحسينية المباركة، ونحن اليوم علی أعتاب الثاني من محرم وهو يوم وصل فيه الركب الحسيني الی ارض كربلاء، فقد شهد موسم الحج في سنة 60هـ/ 679م، خروج الإمام الحسين (عليه السلام) من مكة إلى الكوفة، وقد غادر مكة يوم التروية الثامن من ذي الحجة، وخلال هذه الرحلة الملكوتية مر ركب الإمام الحسين (عليه السلام) بمراحل ومحطات عدة، ليختتمها بمحطته الأخيرة كربلاء، وراح (عليه السلام) يسأل، وكأنّه يبحث عن أرض كربلاء، فقال: «مَا اسْمُ هَذه الأرض»؟ فقيل له: أرض الطف.

فقال (عليه السلام): (هَلْ لَهَا اسمٌ غير هذا)؟ قيل: اسمُها كربلاء، فقال (عليه السلام): (اللّهمّ أعوذُ بك من الكَرْبِ والبَلاء).

ثمّ قال (عليه السلام): (هَذا مَوضع كَربٍ وبَلاء، انزلوا، هَاهُنا مَحطُّ رِحالِنا ومَسفَكُ دِمائِنَا، وهَاهُنا مَحلُّ قبورِنا، بِهَذا حدّثني جَدِّي رسول الله (صلى الله عليه وآله)فنزلوا جميعاً.

وكان يوم وصول الإمام (عليه السلام) إلى كربلاء في الثاني من شهر محرم الحرام لسنة إحدى وستين للهجرة وكان على أغلب الروايات يوم الخميس.. نزل الإمام الحسين (عليه السلام) أرض كربلاء، وضَرَب فسطاطه، وراح يُعدُّ سلاحه، ويصلح سيفه، مُردّداً الأبيات الآتية:

يـــا دهــر أف لــك مـــن خليـل كم لــــك بالإشــــراق والأصيل

مــــن صــــاحب أو طالب قتيل
والـــدهر لا يــــقنع بالبديــــــل

وإنــمــا الأمــر إلى الــجــلـيــل وكــــــل حــــي ســالك سبيـــل

فلمّا سمعت السيّدة زينب (عليها السلام) تلك الأبيات، قالت: (يا أخي، هذا كلام مَن أيقَن بالقَتل)! فقال (عليه السلام): «نَعَمْ يا أُختَاه»، فقالت: (وَاثكْلاه، يَنعىي الحُسَين إليّ نَفسَه).

وقد نصبت خيام الركب الحسيني في البقعة الطاهرة التي لا تزال آثارها باقية إلى اليوم في كربلاء في بقعة بعيدة عن الماء تحيط بها سلسلة ممدودة من تلال و ربوات، وقد ضربت خيمة الإمام وأهل بيته (عليهم السلام) ثم خيام عشيرته حوله ثم خيام بقية الأنصار.
هذا ما ورد حول أحداث هذا اليوم الأليم .
وسؤالنا لليوم يتعلق بمسألة إخراج الامام الحسين عليه سلام الله عياله، فهل هذا دليل عدم علمه بالغيب ؟

فللسائل أن يسأل : لماذا أخذ الحسين معه النساء والأطفال لكربلاء؟!
إن قلت: إنه لم يكن يعرف ما سيحصل لهم، سيقول : لقد نسفت العصمة المزعومة التي تقول: إن الحسين يعلم الغيب.
وإن قلت: إنه يعلم، فسيقول: هل خرج الحسين ليقتل أبناؤه؟!
وإن قلت: إن الحسين خرج لينقذ الإسلام كما يردد اهل المنبر، فسيقول: وهل كان الإسلام منحرفاً في عهد الامام الحسن عليه السلام؟! وهل كان الإسلام منحرفاً في عهد الامام علي عليه السلام؟!
ولماذا لم يخرجا لإعادة الإسلام؟!
فإما أن تشهد بعدالة الخلفاء وصدقهم ورضى الامام علي عليه السلام بهم، أو تشهد بخيانة الامام علي والامام الحسن سلام الله عليهما للإسلام.
وصراحة أقول لكم وبالفم الملآن هذه الأسئلة ينبغي علينا معرفة الإجابة عنها وبلغة العقل والمنطق الحكيم، لأننا شيعة الامام علي ع ونحن أصحاب الدليل كيفما مال نميل، فيتحتم علينا مناقشة الأمر وحفظ الجواب عن ظهر قلب لنتمكن من محاججة من يقوم بدق المسامير في نعش الاسلام المحمدي الاصيل …..

بداية يجب أن نعلم جيدا أن العصمة لا تقتضي علم الغيب بل هي تتطلب ما يلي:
اولا:العمل بالتكليف الشرعي
ثانيا:عدم الخطأ في تطبيقه
ثالثا: عدم إهماله ونسيانه.

هذا من جهة، من جهة اخری القرآن نفسه يشهد علی ذلك وذلك قوله تعالی في سورة الاعراف: ﴿وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ﴾
وهذا لا ينفي علمه ببعض الامور ومثالها اخبار النبي ص واله
أن علياً عليه السلام سيقاتل الناكثين، والقاسطين، والمارقين. وان عائشة ستخرج على علي عليه السلام ظالمة له، وأنها ستنبحها كلاب الحوأب.
وقد أخبر بقتل الإمام الحسين في كربلاء، وبكى عليه، وأودع لدى أمّ سلمة قارورةً فيها من تراب كربلاء، وقال لها: إنها إن فاضت دماً، فلتعلم أن الحسين قد قتل، وهذا مروي في كتب اهل السنة، نضيف علی ذلك أن العلم بعاقبة الأمر لا يتنافی مع القيام بالواجب، اذا كان الحسين يعلم بأنه سيقتل في كربلاء، وهو يمارس وظيفته الشرعية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن ذلك لا يمنعه من القيام بما أوجبه الله عليه من الذهاب إلى تلك البقعة.
كما أن علم إبراهيم خليل الله بأنه سيواجه القتل إذا حطم الأصنام للنمرود، لم يمنعه من فعل ذلك. وعلم الأنبياء كلهم بما سيواجهونه من مصائب وبلايا وأخطار لا يجعلهم يتخلون عن واجبهم، والجلوس في زوايا بيوتهم، أو الهروب من مسؤلياتهم.
ورسول الله أيضا علم بما سيلقاه واصحابه في مواجهة المشركين ومع ذلك لم يتخل عن واجبه،
رأی سلام الله عليه بأم عينيه تعذيبهم وجلدهم في حر الهجير، وكان يرى ما يفعلونه بأصحابه من تعذيبٍ إلى حد الموت، ولكنه كان يأمرهم بالصبر، ويقول لعمار وأبيه وأمه: «صبراً يا آل ياسر إن موعدكم الجنة….
وها هي والدة عمار تموت تحت التعذيب ولم تتخل عن دينها،
وإذا كان لا بد من حمل النساء والأطفال مع الحسين عليه السلام إلى كربلاء، لكي يقع عليهم السبي أو القتل، وليمنع ذلك من إثارة الشبهات والشكوك حول ما جرى له عليه السلام، ويضيع بذلك دمه، ولا ينتفع به الإسلام والمسلمون. حين يدعي بنو أمية ومحبوهم:
أن الحسين قد قتل بيد اللصوص، أو افترسته الوحوش، أو ما إلى ذلك، فاذا تطلب اخذهم وقتلهم وسبي النساءأحفظ الإسلام بهذا الدم، وبهذا السبي، فلن يبخل الحسين ع بذلك، ولن يمتنع من حملهم معه إلى كربلاء، ويحفظ بهم الإسلام والدين.
وبمعرض الرد علی السؤال بأنه هل كان الاسلام منحرفا في عهد الامامين عليأوالحسن عليهما السلام حتی يخرج الامام الحسين ع لتقويمه؟.
نجيب:
لم ولن ينحرف الاسلام بيوم من الايام، الا اننا في موضع تطبيق الشريعة نجد من لم يطبق وينحرف هو عن المسار، فالانحراف حاصل في من ادعی اعتناق الاسلام لا في الاسلام نفسه، فمنهم من عمل علی صد الناس عن الدخول فيه، أو عن العمل والالتزام بأحكامه.كماوان حال الناس في مدى التزامهم بالإسلام يختلف ويتفاوت من عصر لعصر ومن وقت لآخر..
وهذا الاختلاف سيؤدي حتما تارة للارشاد والتوجيه وتارة لاستعمال الشدة وهذا ما تقرره الظروف، وكلنا يعلم مراتب الامربالمعروف والنهي عن المنكر،
فاذا بلغ الانحراف مبلغا شديدا عن الاستقامة يحتاج فيه تصحيح المسار إلى درجات أشد من الكفاح، وإلى الجهاد واستعمال السلاح وخوض اللجج وبذل الأرواح والمهج، وكان هذا دأب النبي واهل بيته ع حيث إن اساليبه تنوعت في بدر واحد وحنين والحديبية وغيرها، فضلا عن انه لا يمكن لاحد ان يشبه احدا في حكمه ، فلا يزيد كمعاوية ولا هارون كالمامون ، فكل منهم انتهج نهجا خاصا واتفقوا جميعا علی امر واحد هو نصب العداء لمحمد وال محمد صلوات الله عليهم.

زينب البزال
اجركم الله وتقبل اعمالكم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى