إن كُل ما لدينا من عزم وإيمان وقوَّة وتصميم نابعٌ من كربلاء…
كَتَبَ إسماعيل النجار…
يَوم إنطفئت النيران في الخيام وأُعلِن إنتصار الدم على السيف،
منذ ذلك الوقت سارَ موكبُ السبايا نحو دمشق وسَرَت حرارة قتل إمام المظلومين في أجسادنا وبلغت صدورنا واستقرَّت في قلوبنا وأصبَح من الصعب إطفاءها وتحرير عقولنا من التفكير في عشرَة أيامٍ حوصَِرَ فيها إبنُ بنت حبيب الله رسوله المصطفىَ ومُنِعَ عنهم الماء ووقعوا بين خيارين لا ثالث لهما كما قال سيدنا الحسين عليه السلام، ألآ إن الدَعِي إبن الدَعِي وضعنا بين إثنتين وخَيَّرنا بين إلسِلَّةِ والذِلَّة وهيهات منا الذِلَّة،
بعد ألفٍ وأربعمائة عام على تلك الجريمة الواقعة التي أصابَت آلِ بيت مُحَمَّد صلوات الله عليهم جاءَت معركة طوفان الأقصى لتُجَدِّد التذكير بكربلاء الطف حيث إرتكَب العدو جرائم لم تُرتَكَب بحق شعبٍ عربيٍ مسلم ومسالم على مدى التاريخ، واستغاث أهلُ غَزَّة ونادوا بأعلى أصواتهم وآغوثاه وآآ مُحمداه ألآ من مُغيثٍ يُغيثنا أو ناصرٍ ينصرنا؟
فلا مصر الكنانة إستجابت ولا الأعراب كانوا حياديين بَل كانوا مشاركين في الجريمة والحصار والقصف والهدم،
عَمَّ الصمت بلاد نحدٍ والحجاز، إلَّا من بعض الأصوان التي حَرَّمَت إغاثة غزة وقتال اليهود، وبلعَ الأزهر لسانه،
أعآدَ أهل غَزة النداء فإذ بصوتٍ جاءهم من البعيد كانَ من مشهد وصوتٌ جاءهم من أرض أبو ذَر الغفاري في جنوب لبنان كما لبَّى النداء عراق الحسين ويمن الأسود والجميع قال لبيكي يا غزَّةَ العِزَّة، لبيكي يا غَزَّةَ هاشم والله ما طآبَ لنا عيش ولا دامت لنا حياة إذ لم نكُن نحنُ مناصرين مدافعين عنكم شادِّين عضضكُم لا نتخلى عنكم،
أرسُلَت الأبابيل والصواريخ من كل حَدبٍ وصوب نحو قواعد الكيان وبُناه التحتيَة حتى بَلَغت النار وأصداء القصف واشنطن وأوروبا،
المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان فرضت حزاماً داخل فلسطين فقئَت عيون العدو وصَمٍَت آذانه أحرقت آلياته وقواعده وخط الدفاع الأول لكيانه وحولته رماد،
المقاومة هذه طاردَت جنوده واصطادتهم كالبط، أحرقت كل البيوت التي إختبئوا داخلها، أدخلوا الرعب في قلوب القادة والجنود حتى أصبحوا عاجزين يتوسلون الغرب وساطاتٍ مع المقاومة التي دائماً جوابها واضح نحن ملتزمون بما تقرره المقاومة في غزة إسألوا مَن في الخنادق ونحن بقرارهم ملتزمون فيعود الوسطاء بخُفَي حنينٍ بلا إستفادة من المهمة الموكولة إليهم،
سيكون النصر حليف غزة ومقاومتها،
وسينتصر شعب فلسطين،
وإسرائيل سقطت بكل المعايير،
بيروت في،،
13/7/2024