✳️ قراءة في تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي ✳️
عبد الله أمين ـ شبكة الهدهد للشؤون الإسرائيلية
أولاً : الموقف:
1.تزايُد عمليات المقاومة في الضفة الغربية، وانشتار ظاهرة الــ (كتائب) العسكرية في المدن والقرى.
2.بدء دخول مجاميع المقاومين على خط الأعمال (النوعية) الهندسية.
3.(انكشاف) دور الدعم الخارجي ـ مالياً وفنياً ـ في تطوير وإمداد وإدامة عمل المقاومة في الداخل.
4.زيادة في مستويات الخطر على جنود العدو العاملين في منطقة مسؤولية القيادة الوسطى في الجيش الإسرائيلي.
5.ارتفاع منسوب الخطر على (مغتصبات) العدو وقطعان مستوطنيه المنتشرين في طول الضفة الغربية وعرضها.
6.التغيير القيادي الذي حصل بتقاعد “يهودا فوكس” واستلام “افي بلوط” مسؤوليات المنطقة العسكرية.
كلها أمور دفعت المستوى السياسي ممثلاً بوزير الدفاع، والمستوى المهني ممثلاً بقيادة المنطقة الوسطى لعمل مراجعة وتقييم لسلوكهم ومواجهتهم للمقاومة في مسرح العمليات، الأمر الذي تَظهّر بتصريح وزير الدفاع “جالنت” عقب انتهاء جلسة التقييم مع قيادة المنطقة الوسطى، حيث صرح قائلاً: “أصدرنا الأوامر للقيادة المركزية في الجيش الإسرائيلي للقضاء على الكتائب المسلحة في الضفة الغربية، كما قمت بإزالة القيود على استخدام المسيرات العسكرية في الضفة الغربية لتقليل تعريض حياة الجنود للخطر”.
ثانياً : الهدف السياسي:
يتضح مما سبق أنه يقف خلف هذا التصريح هدفٌ سياسي مطلوب من المستوى المهني القيام على تحقيقه؛ وحيث أن فهم هذا الهدف، وتصور مضمونه؛ يساعد في عملية التحليل والتقدير؛ فإننا نعتقد أن مضمون هذا الهدف يمكن أن يكون: “العمل على رفع مستوى الأمن والأمان لسكان مغتصبات الضفة الغربية، وتأمين حرية ترددهم بين مختلف تجمعاتهم السكنية، ومنع بناء ومراكمة قدرات عسكرية معادية، قادرة مع الأيام على تشكيل تهديد ذي مصداقية على عمق العدو وتجمعاته السُكانية المحاذية لحدود الضفة الغربية مع فلسطين المحتلة عام الثمانية والأربعين”، مع رعاية أصل التأمين الشامل للقوات العاملة على تحقيق هذا الهدف.
ثالثاً : المهمة العسكرية:
من هذا الهدف السياسي، وبعد جلسة “تقدير الموقف” التي حضرها وزير دفاع العدو، وما أدلى به من تصريح جئنا على ذكره سابقاً؛ فإن المهمة العسكرية التي استنبطها المستوى المهني من التوجيه السياسي أعلاه، يمكن اختصارها بـ “القضاء على (الكتائب) المسلحة في الضفة الغربية ، ومنعها من تشكيل تهديد ذي مصداقية على العدو في منطقة العمليات، ومناطق العمق المحتل”.
رابعاً: التدابير القيادية:
وحيث أن العدو يعاني من مشكلة في عملية استقطاب المجندين، ومشاكل في عمليات تجنيد الاحتياط، فإن القيادة السياسية أصدرت تدبيراً قيادياً للقوات المهنية، الهدف منه حفظ أمن المقاتلين، وتقليل مستوى الخسائر البشرية والمادية المتوقع وقوعها أثناء تنفيذ المهمة، وحيث أن سلوك العدو أثناء العملية سوف يكون محكوماً بهذا التدبير، فإننا نورده، كإطار عام لفهم سلوك العدو، أما عن التدبير فهو: “خفض مستوى التهديد على قوات الواجب الرئيسي، إلى أدنى مستوى ممكن” الأمر الذي سينشأ عنه:
1.استخدام الوسائط الجوية أثناء العملية العسكرية.
2.زيادة العمليات الهندسية المصاحبة للجهد القتالي.
3.زيادة الجهود الالكترونية للسيطرة على منطقة العمليات، وتحييد خطر العبوات.
4.استخدام وسائط النقل والتنقل الأكثر تدريعاً مما هو مستخدم حاليا.
5.إمكانية اللجوء للعمل الجوي ـ إنزالات جوية بالمروحيات ـ للتقرب من أهداف ذات قيمة ورمزية عالية للمقاومة والمقاومين.
6.تحييد الأهداف البشرية والمادية من مسافات بعيدة، وتجنب الاحتاك معها عن قرب.
خامساً: الإجراءات التكتيكية:
وتحقيقاً للهدف التعبوي المشار له سابقاً؛ فإننا نعتقد أن العدو سوف يلجأ إلى مجموعة من الإجراءات التكتيكية والميدانية للوصول إلى غايته بأقل الأثمان وأسرع الأوقات، ومن أهم هذه الإجراءات:
1.إدامة التماس المعلوماتي والميداني الحالي مع المقاومين وبيئتهم؛ في كامل الضفة الغربية، خاصة مدن الشمال ومحافظاته.
2.زيادة إحكام عمليات فصل المناطق والمدن والمحافظات، ومنعها من تعزيز ودعم بعضها البعض.
3.تشتيت جهود المقاومين، ومنعهم من تركيزها، عبر تكثير ـ زماناً ومكاناً ـ جهود الاقتحام المعادي، وفتح مناطق اشتباك في أكثر من منطقة، وأكثر من مربع في المنطقة الواحدة.
4.تكثيف العمل الاستخباري والمعلوماتي بكافة وسائط الجمع البشرية والمادية، لتكوين صورة أكثر وضوحاً عن الموقف في منطقة العمليات.
5.استفزاز (اقرأ الاستطلاع بالقوة) المجاهدين والمقاومين لكشف أماكنهم، واستعدادهم وانتشارهم وطرق عملهم، ليبني العدو على الشيء مقتضاه.
6.العمل على ضرب (سلاسل) التوريد المادية والبشرية الخاصة ببناء قدرات المقاومة؛ تسليحاً وتصنيعاً وطرق إمداد.
7.ممارسة العدو مزيداً من عمليات الضغط على الحاضنة الشعبية للمقاومة لتحقيق أحد الأهداف الآتية: دفعها للتعاون معه، وقوفها على الحياد، فضها عن المقاومة.
8.الاستعانة بجهود أمنية وعسكرية، يُطلب من قوات أمن سلطة الحكم الذاتي القيام بها.
سادساً: التوصيات:
1.مراقبة وتسجيل وتحليل سلوك العدو الميداني في كافة مناطق الضفة الغربية، خاصة في محافظات الشمال التي تشكل في نظر العدو مركز ثقل المقاومة الحالية.
2.الاقتصاد بالقوة المادية والبشرية، وعدم الانجرار إلى (معارك) جانبية الهدف منها تقيم قدرة وإجراء وكفاءة وانتشار المقاومة في منطقة العمليات.
3.تجنب الاشتباك الحاسم مع قوات العدو؛ حتى ولو بدت ظاهرياً قليلة التجهيز والاستعداد؛ تجنباً للوقوع في أفخاخ وكمائن العدو المعدة مسبقاً.
4.الابتعاد عن الإجراءات الاستعراضية، ولزوم تقليل البصمات الالكترونية للمقاومين؛ شكلاً ومضموناً.
5.لا بد من مراجعة الاستراتيجية العسكرية الحاكمة لعمل المقاومة في الضفة الغربية، لما هذا الأمر من فائدة في الخروج من حالة الاستنزاف الحالية.
6.تجنيب الحاضنة الشعبية المخاطر، وعدم تحميلها أكثر مما تطيق.
7.تحضير البيئة التنظيمية والشعبية ـ مادياً ونفسياً ـلمعركة طويلة مع هذا العدو، سيشتد وطيسها مع انتهاء الحرب في غزة.