♦️العسكر أكثر تمسّكاً بالصفقة: تل أبيب تعِد بـ«ردّ متكامل»
فلسطين
الأخبار
الثلاثاء 23 تموز 2024
تترقّب الأطراف جميعها، في الكيان الإسرائيلي وخارجه، وعلى ضفة المقاومة والقوى الداعمة لها، وقائع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للولايات المتحدة. وكما كان متوقّعاً، جمّدت زيارة نتنياهو الأميركية الاستثنائية، أي حراك سياسي آخر في إسرائيل، على الأقلّ حتى إلقاء رئيس الحكومة خطابه في «الكونغرس» يوم غد. وقبيل صعوده إلى الطائرة في مطار بن غوريون، فجر أمس، وصف نتنياهو ما يظلّل زيارته إسرائيلياً وأميركياً، «أننا في فترة من الحرب وانعدام اليقين»، مشيراً إلى أن «إسرائيل تقاتل على سبع جبهات، وفي وقت يشوبه قدر كبير من عدم اليقين السياسي في واشنطن»، وهذا ما يظهر «أهمية أن يعلم أعداؤنا أن الولايات المتحدة وإسرائيل تقفان معاً اليوم وغداً وإلى الأبد».وخلال اليومين الماضيين، انشغل المحللون الإسرائيليون، بمحاولات فهم تأثير زيارة نتنياهو للولايات المتحدة، على الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، وعلى صفقة التبادل مع المقاومة الفلسطينية. وفي هذا السياق، رأى مراسل موقع «واللا» العبري، باراك رافيد، أن انسحاب بايدن وما ترتّب عليه في الولايات المتحدة، «ليس بالضرورة مشكلة بالنسبة إلى نتنياهو، بل ربما هو فرصة»، إذ «يريد نتنياهو أن يستخدم زيارته، وخاصّة خطابه في الكونغرس من أجل أن يحاول إعادة ترسيخ قيادته في الولايات المتحدة، وكذلك مكانته السياسية في إسرائيل وترميم صورته على أنه السياسي الإسرائيلي الأكثر قوة وتأثيراً في الولايات المتحدة». واعتبر رافيد أن «نتنياهو يصل إلى واشنطن في أفضل توقيت سياسي بإمكانه أن يتمنّاه. فخصومه ومنتقدوه الديمقراطيون موجودون في فوضى، والرئيس بايدن موجود في أضعف نقطة. وفي المقابل، فإن حلفاء ومؤيّدي نتنياهو الجمهوريين في أفضل وضع سياسي منذ سنين». لكن رافيد نبّه إلى أن «بايدن الذي سيلتقي معه نتنياهو، هو رئيس محرّر من ضغوط السياسة الداخلية، ومتفرّغ من إدارة حملة انتخابية، ويعتزم التركيز في نصف السنة المقبلة على إرثه. وهذا يعني في السياق الإسرائيلي إنهاء الحرب في غزة».
كشفت وسائل إعلام العدو، مزيداً من وقائع الاجتماعات الأخيرة التي عقدها نتنياهو بشأن المفاوضات
ونقل رافيد عن موظف إسرائيلي رفيع إشارته إلى أن نتنياهو يريد من لقائه بايدن الحصول على التأييد الأميركي لمطالبه الجديدة في المفاوضات من أجل التوصّل إلى صفقة. لكن مساء أمس، بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية تشكّك في إمكانية حدوث لقاء بايدن – نتنياهو أصلاً، بسبب إصابة الأول بفيروس «كورونا»، فيما قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، إن «مساعدي نتنياهو لا يزالون يحاولون ترتيب لقاء مع الرئيس السابق دونالد ترامب، وأرسلوا رسالة إلى مكتبه مفادها أن رئيس الوزراء يريد مقابلته، على أمل أن يتم ذلك». وبحسب الصحيفة، قدّرت مصادر مقرّبة من نتنياهو «بحذر» أن يتمّ اللقاء مع ترامب في نهاية المطاف، لكن لا يوجد حتى الآن يقين بشأن اللقاء، وليس من الواضح مكان انعقاده. ومن جهته، نقل موقع «بولتيكو» عن مصادر مطّلعة قولها إن «ترامب لم يوافق بعد على عقد لقاء مع نتنياهو، لكنه لم يرفض الفكرة بشكل قاطع».
وفي إسرائيل، كشفت وسائل إعلام العدو، مزيداً من وقائع الاجتماعات الأخيرة التي عقدها نتنياهو بشأن المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية. وبحسب «القناة 12»، فإن «نتنياهو أصرّ في اجتماع بـ(وزير الحرب) يوآف غالانت والموساد والشاباك على إبقاء الجيش في محور فيلادلفيا جنوبي قطاع غزة»، فيما قالت قناة «كان» إن «جميع قادة المنظومة الأمنية في إسرائيل موافقون على صفقة تشمل انسحاب قوات الجيش من غزة، وبلوروا موقفاً واضحاً بأن الجيش سيكون قادراً على الانسحاب الكامل من القطاع لمدة 6 أسابيع إذا تمّ التوقيع على اتفاق جديد للصفقة، وأنه خلال هذه المدة الزمنية لن تستطيع حماس التعافي بما يسمح لها بإعادة بناء نفسها، وأنه يمكن استغلال هذه الفرصة للتوصّل إلى صفقة». وبينما يصر نتنياهو على إيجاد آلية لمنع عودة من يعتبرهم «مسلّحين» من فصائل المقاومة، من جنوب قطاع غزة إلى شماله، أوضح قادة المؤسسة الأمنية «(أننا) حاولنا وبحثنا لكن رغم كل الجهود لا توجد آلية لمنع ذلك، وهذا الطلب سيفجّر المفاوضات ولن يوصلنا إلى اتفاق». كذلك، أوردت «القناة 12» أن «رئيس الأركان هيرتسي هليفي قال خلال الجلسة، إن الجيش الإسرائيلي سيعرف كيفية خلق كل المرونة المطلوبة للوفاء بشروط الصفقة، ولقد حان الوقت للجمع بين الضغط العسكري والمفاوضات ومعرفة كيفية المضي قُدماً بها».
وبحسب مصادر مصرية تحدثت إلى «الأخبار»، فإن «القضايا التي لا تزال عالقة بشكل أساسي، هي الانسحاب الإسرائيلي من محوري فيلادلفيا ونتساريم، وعودة النازحين إلى الشمال، بالإضافة إلى الانسحاب الإسرائيلي بشكل تدريجي من كامل قطاع غزة». وبحسب هذه المصادر، «ما لم تكن هناك ردود إسرائيلية واضحة وحاسمة حول هذه النقاط، ستكون الاجتماعات بلا جدوى». لكن الإسرائيليين يؤكدون أنهم سيأتون الى الدوحة، الخميس، وبحوزتهم رؤية متكاملة تشمل القضايا الثلاث، وسط تشكيك من قبل المقاومة والوسطاء في واقعية الرؤية الإسرائيلية. أما بخصوص معبر رفح الحدودي، فلا يزال الاتفاق على تفاصيل تشغيله بعيداً في الوقت الحالي، فيما لا يبدي المصريون اهتماماً بالإسراع في ذلك، في ظلّ التمسّك الإسرائيلي بالسيطرة عليه من الجانب الفلسطيني، وعدم النجاح في الوصول إلى اتفاق مع السلطة الفلسطينية لعودة مشاركتها في إدارته بطرق ملتوية وغير مباشرة. وبحسب المعلومات، تُعدّ المخابرات المصرية مقترحاً جديداً بشأن المعبر، من المفترض أن يُطرح على الطاولة خلال الأيام المقبلة.