غَدْرُ الزَّمَنِ…
زَمَنٌ غَرِيبٌ تَكَاثَرُوا حُكَّامٌ قُهَّارْ
وَرُبٌّ عَظِيمٌ كَرِيمٌ رَحْمَنٌ جَبَّارْ
ضُعَفَاءُ نُفُوسٍ تُجَّارٌ فُجَّارٌ عُهَارْ
أَفْعَالُهُمْ جُرْمِيَّةٌ لَيْسَ لَهَا مِعْيَارْ
لَا عِبْرَةَ فِي تَبْدِيلِ صِيَغِ الْأَفْكَارْ
جُنُونِهُمُ الْحُكْمَ والأزلامُ الصِغَارْ
جُهَّالٌ هُمْ لَا يَمْلِكُونَ أَخْذُ الْقَرَارْ
أَذْنَابٌ لَهُمْ لَيْسَ عِنْدَهُمْ إِعْتِبَارْ
أَوْلِيَاءُ التَّحَاصُصِ بِعَدِ الدُّولَارْ
مَكْشُوفَةٌ أُمُورَهُمْ وَبِلَا أَسْرَارْ
تَعَامُلَهُمْ صَغَائِرُ قَوْمٍ وَأَشْرَارْ
أَتَوْا صِبْيَةَ أَزْلَامٌ وَبِهِمُ الْإِنْبِهَارْ
لِيُحَقِّقُوا الْمَصَالِحِ بِكُلِّ إِصْرَارْ
خَدَّامُ الْكَرَاسِي لِتَيْسِيرِ الْمَسَارْ
حَكَمْنَاهُمْ بِنَا فَوَضِعُونَا بِإِنْحِدَارْ
عَلَيْهِمُ اللَّعْنَةُ وَيَلْزَمُ لَنَا الْإِنْتِحَارْ
أَوْلِيَاءٌ لِلتَّوَاقِيعِ أَبْنَاءُ الْإِعْتِذَارْ
سَرَقُوا نُهِبُوا بَلْ فَعَلُوا الدَّمَارْ
جُعِلُوا أَهْلَ ذِمَّةٍ وَبِنَاءٍ وَإِعْمَارْ
وَطَنٌ جُعِلَ لَهُمْ كَإِمَارَةِ بِإِصْرَارْ
حُكْمُهُمْ وَاجِبٌ وَبِدُونِهُمْ الْإِنْهِيَارْ
قَوْلُهُمْ وَاحِدٌ يَشِعُّ كَشَمْسِ النَّهَارْ
غَضَبَهُمْ أَتٍ إِنْ بَدَّلْنَا الْإِخْتِيَارْ
نِظَامَهُمْ وَاحِدٌ حُكَمَهُمْ بِالْأَسْفَارْ
شِعَارَاتَهُمْ وَهْمِيَّةٌ أَنْفَاسَهُمْ النَّارْ
عَمَلَهُمْ الْإِحْتِيَالُ بِكَشْفِ الْأَسْرَارْ
جَعَلُونَا خُدَّامَهُم وَبِالصِّفَة أَحْرَارْ.
د. حسين مشيك