أخبار محلية

الى كل اصدقائي خارج غزة:

الاخ والصديق الإعلامي المقاوم رأفت عسلية معاناة النازحين في غزةً

*..*

أقسم لكم أن شعورا آخر يسكننا لا علاقة له بما تشعرون..
أنتم تعرفون شعور الفرح والحزن والخذلان …الخ
اما نحن فشعورنا مختلف كليا، لا اسم ولا وصف له.
هذا ما حصل معي، جربوا ان تغمضوا عينيكم وتتخيلوا أنكم واطفالكم تمرون بذات التجربة.
نزحت ١٦ مرة ما بين مستشفى ومدرسة وخيمة ورصيف، وغرفة قريب وكوخ صديق، كان اقساها واصعبها حينما اضطرت زوجتي واطفالي للنوم في ممر  مستشفى الشفاء برفقة مئات الاطفال والنساء، ناموا فوق الدماء والتراب، وعلى مدار الساعة صرخوا رعبا من المصابين الذين يمروا من فوقهم ليذهبوا الى غرف العمليات.
كان يومها البنج مفقود واضطر الاطباء لاجراء عمليات بتر بدون تخذير، اااااه ما اقسى مشاهد صراخ المصابين.
في مشهد اخر تعرضت امي وزوجتي واطفالي للدهس المتعمد من قبل دبابة لاحقتهم بشكل متعمد لدهسم، لكنهم نجوا، ليكون قدرهم السير  مشيا على الاقدام بلا أحذية وفوق الدمار.
لقد مشوا حفاة من دوار الكويت الى جباليا، هل تتخيلون مشهد امرأة ستينية تحمل مجموعة من الاغطية والملابس والخبز، ما يعادل وزن٣ حقائب جنود.

مشهد اخر من مئات المشاهد القاسية ، وانا اشرب القهوة برفقة زوجتي على شباك بيت نزحنا اليه، تفاجئنا بدبابة وجرافة واليات تقف امام المنزل.
لكنني تمكنت من حفر فتحة في جدار المنزل وخرجت مع اطفالي.
لن انسى مشهد اصابة ابنتي بقذائف الفسفور ورؤية عيناها تذوبان .
مشاهد اخرى مختصرة :
هل تعلموا اننا لم نذق اللحم والخضار والفاكهة منذ ٣٠٠ يوم…
اضططرنا لاكل الحشائش والاعلاف وشرب المياه الملوثة…
اضطرر للعمل بائعين، عتالين،  لنبقى هنا….
استشهد ما يقارب المائة من عائلتي، هذا ليس رقما، فلكل شخص منهم رواية اخرى معي، ونسف حارتنا بالكامل..
لقد كانت اجمل حارة عل كوكب الارض، مفعمة بالحب والتآخي والجيرة الطيبة.
اما منزلي الذي عاندهم وبقيت اعمدته بلا جدران فله رواية اخرى.
رسالة الاخ والصديق الإعلامي المقاوم في غزة
رافت عسلية ومعاناة الشعب الفلسطيني
اخيرا… صدقوني بأنني اشك أنني ما زلت على قيد الحياة، فالموت مر من امامي ستون مرة او يزيد.
*#رأفت_عسليه*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى