أخبار محلية

تسلم عينك يا وطن

 يقولُ الشعراء في المجاز الإستعاري،أنتم كالهوى الذي لا يُرى لكنه يُحس،وكالأمل الذي يُبقي القلوب عامرة بالحياة.وفي الرمزية،أنتم كالأسطورة التي تُروى بين الأجيال.

 في أصعب لحظات الحياة،ننادي فوراً يا وطن. نناجي،نستغيث ونطلب المساعدة متوجهين وبشكل تلقائي إلى المؤسسة العسكرية التي تحدّت رياح العواصف ووقفت كجبلٍ شاهقٍ تتصدى للمحن بمنتهى الشجاعة والبسالة،دون أن تبتغغي جزاءً ولا شكوراً.

 على الرغم من العواصف السياسية والاقتصادية التي ضربت المؤسسات،صمدت المؤسسة العسكرية في وجه الرياح العاتيه وبقيت مصدر الأمان والثقة لدى غالبية الشعب اللبناني.إستمرت في إداء واجباتها ولعبت دوراً جامعاً وقدمت مصلحةَ الوطن على أي مصالح أخرى،مستلهمةً إداؤها من شعارها(شرف،تضحية،وفاء...)

 فكانت قلوب جنودها مفعمةً بالولاء والإيمان بقضية الدفاع عن الأرض والعرض،صانعين من صدورهم درعاً حصيناً يحمي لبنان من المخاطر التي لا تعرفُ للرحمةِ مكاناً.

 ألحقيقةوالواقعية تكمن في فهمنا أن حماية الأوطان تبدأ من تقدير وحماية أولئك الذين يذودون عنها فكيف لنا أن نضيء دروب الجنود بنور تقديرنا وحبنا لهم؟ليكن كل منا نوراً في حياتهم كما هم نورٌ في حياتنا.

 ألجيش اللبناني ليس مجرد جمعٍ للرجال المسلحين،بل هو الصدى الحي لقيم النبل والأمانة والتضحية. لم يتوان يوماً عن بذل الدماء وتقديم الشهداء،متشبثاً بأملٍ لم يخب،جيشنا المفدّى،يستحق الحياة. وها هو الأن،يُظلم ظلماً بيناً،إذ تتناسى الألسنة تضحياته ولكن التاريخ لن ينسى. 

 أيها الفوارس،أنتم تنيرون الدروب المظلمة وترشدون الضائعين إلى موانىء الأمان. تتجلى فيكم هيبة الوطن وعزته،وتتلألأ رموز الشرف والبسالة،إن مسيرتكم المعطاءة، المزدانة بالإنجازات والمفعمة بالعزيمة،تُعد مصدر إلهامٍ لكل من يسعى لخدمة الوطن بإخلاص.

 يا جنود الأرز

أنتم لستم مجرد صورة للتضحية والعزة،بل أنتم الروح التي تنبض بحب الوطن وتسكن في القلوب،فبعزمكم وكبريائكم،سوف تظلون كنجمةِ إرشاد في سماء المستقبل،تهدي الأجيال القادمة ليعرفوا المعنى الحقيقي للسيادة والحرية والإستقلال…

مسيرتكم الغنية،ليست مجرد سجل من الإنجازات،بل هي ملحمةٌ من الإرادة والتصميم،فليُرفع سيف الحق وتبقى البزة العسكرية مكللة بالنظافة والطهارة والعنوان.

 واخيراً،أيها المسؤولين" إرفعوا أيديكم عن مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء وأنصفوها وأعيدوا لها حقوقها إن كان لديكم بعد ذرة وفاء.

كل عام وانتم بخير
العميد المتقاعد محبوب عون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى