أخبار محلية

تفجيرات أجهزة “البيجر” في لبنان:نقطة تحول في الصراع الإقليمي.

د.عبدالله بدوي

في حادثة تعكس تصعيدًا جديدًا في الصراع الإقليمي، قامت إسرائيل في 17 سبتمبر 2024 بتفجير آلاف أجهزة الاتصال الخاصة بعناصر حزب الله وعوائلهم ما عده بعض الخبراء الدوليين ابادة جماعية في لبنان.
هذه التفجيرات ليست مجرد عمل عسكري بل تستند إلى استراتيجيات متقدمة في استخدام التكنولوجيا، مما يطرح تساؤلات حول الأخلاقيات العسكرية وأمن المدنيين. في ظل هذه الأحداث، تتوالى ردود الأفعال الدولية، بما في ذلك تصريحات من قادة دول كبرى مثل إيران وروسيا.

تفاصيل العملية التفجيرية
تفجيرات “البيجر” تمت عبر تقنيات معقدة، حيث تم زرع مواد متفجرة داخل الأجهزة خلال تصنيعها، مما يجعل من الصعب اكتشافها. وفقًا لتقارير المركز الأوروبي لدراسات التطرف، استخدمت إسرائيل أساليب سيبرانية لاستهداف الأجهزة الجديدة التي استلمها حزب الله. المراقبة الدقيقة لحركة هذه الأجهزة مكنتها من تحديد التوقيت المثالي لتنفيذ التفجيرات، مما يعكس تحولًا كبيرًا في طبيعة الحروب المعاصرة.

ردود الفعل الدولية
عبرت العديد من الدول عن قلقها من هذه الحادثة. الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أدان الاعتداء الصهيوني، مؤكدًا أنه يعكس عدم مصداقية الغرب وأمريكا في مساعيهم لوقف إطلاق النار، واصفًا الحادث بأنه مصدر عار للدول الغربية التي تدعم جرائم الاحتلال. كما ذكر أن استخدام الأدوات المصنوعة لرفاهية البشرية كأدوات للإرهاب هو دليل على انهيار الإنسانية وهيمنة الوحشية.
في ذات السياق، تعتبر روسيا أن هذه الأعمال تمثل تصعيدًا خطيرًا في التوترات، محذرة من أن مثل هذه الهجمات قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على الأمن الإقليمي. وقد أكدت على ضرورة إيجاد حلول دبلوماسية للأزمة، معربة عن دعمها للبنان في مواجهة هذه التحديات.

الآثار الإنسانية
تتجاوز تداعيات التفجيرات الأبعاد العسكرية لتؤثر مباشرة على المدنيين في لبنان. يعاني الكثيرون من آثار هذه الهجمات، وقد أعرب وزير الصحة اللبناني عن الحاجة الملحة للمساعدات الطبية. تلقت لبنان مساعدات من عدة دول، بما في ذلك العراق وإيران، لتلبية احتياجات الجرحى، مما يعكس الأبعاد الإنسانية للأزمة.

التحولات في استراتيجيات الحرب
تعتبر تفجيرات “البيجر” مؤشرًا على تحول استراتيجيات الحروب المعاصرة، حيث تشمل النزاعات الآن الهجمات السيبرانية والتلاعب بالأجهزة الإلكترونية. هذا التطور يتطلب استراتيجيات جديدة لمواجهة التحديات المتزايدة في مجال الأمن.
في الختام، تمثل تفجيرات أجهزة “البيجر” في لبنان نقطة تحول حيوية في الصراع الإقليمي، مما يثير تساؤلات حول الأخلاقيات العسكرية والأمن في مناطق النزاع.
إن التصريحات من قادة دول مثل إيران وروسيا تشير إلى ضرورة استجابة دولية عاجلة لحماية المدنيين ومنع تكرار مثل هذه الحوادث.
إن تعزيز التعاون الدولي والإقليمي وتبادل المعلومات الاستخباراتية سيكون أمرًا حيويًا لضمان استقرار المنطقة. كما أن الحاجة إلى الحوار والتفاهم بين الأطراف المعنية تبقى ضرورية لتفادي المزيد من التصعيد وضمان السلام والأمن في المستقبل.
فهل من مُعتبر؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى